الأحد، 19 مايو 2013

كن إيجابيا


فى هذا العصر الذى نعايشه يعانى المجتمع من أزمة سلبية شديدة الوضوح بادية المعالم تجدها منتشرة فى شتى ملامحه فلا تكاد تضع نظرك على شئ إلا وظهرت السلبية جلية واضحة أمام عينيك ، سلبية فى التحرك والتصرف ، سلبية فى القول والعمل ، سلبية فى الصمت وفى القرار ، سلبية حتى فى النظرات وكأن الجانب الأكثر ارتضى أن يكون بلا قيمة  بلا هدف بلا هوية يوجد فى الحياة بلا معنى لا يهمه بناء المجتمع الذى يوجد فى وسطه فضلا عن المساهمة فى هدمه فى الكثير من الأحيان وبعد كل هذا يتكلمون عن التعثر فى بناء الوطن والارتقاء به فكيف يكون لأمة لا تعمل أن تبنى ، وكيف يكون لأمة لا تعلم أن تبنى ، وكيف يكون لأمة لا تفكر فى البناء أن تنهض ، وكيف يكون لأمة لا يأخذ أفرادها بأيدى البعض أن تتقدم وترقى وتضع نفسها فى مصاف الأمم المتقدمة .
لكى نضع أولى اللبنات فى طريق البناء لابد أولا أن نرسخ اعتقادا وثقافة لدى جميع أفراد الشعب يؤمنون بها فيعملون على ترسيخها ونشرها بشتى السبل وإلا فكيف تبنى وكل شئ فى الوطن يسير عكس الاتجاه كمن يبنى قصورا من الرمال فى مواجهة أمواج البحر الهائجة .
لكى نبنى لابد ان نوجه كل طاقات المجتمع لذلك فى كل النواحى ، لابد ان نبنى ثقافة لدى كافة طوائف المجتمع كى يعمل الجميع فى بناء الوطن لابد ان ندفعهم دفعا فى هذا الاتجاه لابد من مكافأة من يتقن ويحسن ومعاقبة من يسوء ويخطئ ، لابد من وضع نظام عادل يسوى فيه بين الجميع ويعلم الكل وظيفته ويؤمن بالهدف ويعلم مدى سموه فلا يدخر وسعا لديه للوصول اليه كنت أطمح أن أجد كل الاعلانات فى القنوات المرئية والمسموعة والمقروءة وفى الطرقات وعلى واجهات العقارات موجهة فى هذا الشأن وكذلك على أبسط وأقل الاشياء " زجاجات وأكياس وعلب ....." فبدلا من الاستخدام السئ للاعلان يتم توجيهه واستخدامه فى تحقيق حلم الوطن .
القارئ للمواقف والأوضاع بموضوعية وعقلانية يعلم حجم الأزمة التى يعانيها الوطن ويعلم أيضا علاجها فالأمر بسيط يحتاج فقط الى نية وقرار بالتحرك ومن هنا يبدأ التنفيذ ، التفكير الايجابى فى كل موقف يصنع الفارق ولكم أن تراجعوا ما مررتم به  وما مر به الوطن تدركون قيمة التفكير الايجابى الذى يتبعه تحرك ايجابى وما يعود منه من نفع كثير .
الأمثلة واضحة وكثيرة لو أردنا الجلوس لتسطيرها لانقضى العمر وما انتهت ولكن كلمات قليلة ربما تكون كافية فقط لمن كانت لديه نية ورغبه فى البناء فبناء الاوطان يحتاج الى علم وعمل بعقيدة وثقافة وعزيمة ، ولا تقلل من شأن عملك فمهما كان بسيطا فتأكد أن لك دور منوط بك القيام به .