الثلاثاء، 18 يونيو 2013

تخيل


تخيل لو كل واحد فى مصر شاف شغله وبدأ فى تنفيذه بجد هيبقى ايه حالنا ؟
تخيل لو الدولة بقت على قلب رجل واحد هيبقى ايه حالنا ؟
تخيل لو الرئاسة بذلت جهود أكثر فى محاولة القضاء على أسباب المشكلات من جذورها هيبقى ايه حالنا ؟ تخيل لو كل الوزراء بيشتغلوا وفقا لخطط موضوعة وكل واحد بيكمل على شغل اللى سبقه هنوفر أد أيه فى كم الاهدار والاسراف فى الاموال والاوقات والجهود وهيبقى حال مصرنا ايه ؟
تخيل لو عندنا معارضة بجد هدفها مصلحة البلد مش كرسى ولا سلطة ولا غيره هيبقى ايه حالنا ؟


تخيل لو كل صحيفة أو قناة نشرت أو اشاعت خبر كاذب وتم معاقبتها بغرامة أو بايقاف أو منع بث لمدد مؤقته حسب قدر الجرم تفتكروا هيفكروا ينشروا اى خبر او اشاعة تانى لمجرد نشر فتن فى المجتمع ؟


تخيل لو عندنا اعلام رسالته اكمال دور الدولة ومساعدة كل مؤسساتها فى البناء والتنمية والقضاء على المشاكل هيبقى ايه حالنا ؟
تخيل لو عندنا قضاء العدل هو أساس حكمه مش المصالح والمطامع هيبقى ايه حالنا ؟
تخيل لو المناصب عندنا بتروح للى بيستحقها بجدارته وكفاءته مش بحزبه وجماعته هيبقى ايه حالنا ؟ تخيل لو كل واحد فى منصب عرف واجباته قبل حقوقه واشتغل بجد عشان عارف انه مش هيحصل على اى من حقوقه الا بعد اداء واجباته مسبقا هيبقى ايه حالنا ؟


تخيل لو كل واحد سرق أو روع أو بلطج أو تحرش أو قطع طريق أو قتل أو خرب أو أفسد سواء فى الناحية الثقافية او الادبية او العلمية أو الفنية أو الرياضية مش فى النواحى المادية والادارية بس وعرف أنه هيتعاقب على فعله دا كان هيعمله ؟
تخيل لو كل واحد فين شاف حاجة غلط وراح للى بيعملها ونصحه بكلمة طيبة ووجه باسم هيبقى ايه حالنا ؟
تخيل لو حبينا البلد دى بجد ايه اللى ممكن نعمله عشانها تخيل ؟
تخيل لو قابلت ربك وانت قاتل او مقتول او ظالم او مظلوم وانت بتخون او بتعتدى على اخوك لمطامع فى سلطة او فى كرسى او فى شوية فلوس او فى لمسة شهرة او فى قرب من مسئول أو غيره أو غيره ايه هيكون شكلك ؟
طب تخيل لو اللى انت رفعت ايدك وسلاحك عليه هو فعلا ابنك او اخوك او ابوك او اختك هترفع عينك فيهم ازاى تخيل ؟


تخيل لو اللى بتعريها او بتتحرش بيها او بتمد ايدك او عينك او بتسئ لها بالألفاظ دى هى بنتك أو امك أو اختك أو مراتك ممكن تعمل ايه مع اللى عمل معها كدا ؟
تخيل المواقف اللى ممكن تحصل فى الوقت دا ولسه قدام الكل فرصة قبل ما تحصل يراجع نفسه ويفكر يا ترى اللى بيعمله دا هيبقى صح ولا غلط ونتايجه ايه وايه هيكون رده على اولاده واهله واقاربه واصدقاؤه وجيرانه وبعد عمر طويل ربنا لما يسأله عن اليوم دا ؟
تخيل نفسك وشوف اجابتك وساعتها خد قرارك بنفس مطمئنة .

الاثنين، 3 يونيو 2013

غابة

مرت الأيام الطوال وماعاد القلم يقوى على حمل الأسرار التى اكتنزت داخله ، فقد امتلأت خزائنه وجفت صحفه وتناثرت الحروف تلو الحروف تترا ، تئن من أوجاع ألمت بها ، تشكو أمة ضلت سبيلها وأصبح العنف لها عنوانا وقذفت الحكمة وقذف العقل بعيدا بعيدا .
تصدر مشهدها السفهاء والجهلاء فعمت فوضاهم الأفاق ، يسحرون الناس فيستعبدونهم ، ويصفون الأشياء بغير صفاتها ، ويسمونها بأسماء هى ليست لها ، ويلبسونها زى العفة رغم أن فى باطنها تكمن الفاحشة ، ووجه العقل رغم أن السفه فيها واضح جلى ، مبتغاهم عبادة الأهواء تارة والأموال تارة والنفوذ والسلطات تارة وأنفسهم تارة أخرى .
الرفق واللين أخر ما يبدو والرحمة والحكمة أمل ضائع والجهل سيدٌ والأغبياء أسياد ، العلم ما يعلم منه سوى اسمه وفحواه ، جهل تغمر به العقول كالخمر يصب فى الكوؤس صبا ، حتى أصبحت النفوس خاوية والعقول بالية وأقل القليل من سقط من هذا المستنقع برحمة من الله وفضل .
روابط تنزع وبركات ترفع وعلم يقبض وظلام يطغى وسرقات ومظالم وآهات ولعنات وشكوى وصرخات وانتهاك حرمات ودموع واستغاثات وطريق ممهد بالعثرات .
أقنعة تتبدل ، ووجوه تتغير ، ودموع وضحكات تسخر ، وبكاء ذئاب ووعود ثعالب وعهود حرابى ، طريق معتم بعيون هؤلاء ، ضوءه يعانق السماء بعيون هؤلاء ، وجوعى ومرضى وثكالى وعرايا يضيعون بين هؤلاء وهؤلاء .
غابة يتصارع فيها الجميع ليثبت قوته  وقدرته على البقاء ، وأكثرهم طامع فى السلطان ، غابة يأكل القوى فيها الضعيف والغنى يطغى على الفقير ، غابة تضرب بالقوانين عرض الحائط ووحدها الأهواء تحكم ، غابة تحاك فيها المكائد بليل وأوقات طويلة يتربصون ، غابة اكتست أرضها بلون الدماء بعد أن أتت صراعاتها على الأخضر واليابس ، غابة أكاذيبها ابتلعت فى طيها الحق واستبدلت وثائق ملكيته فما عاد يعرف للحق صاحب ، غابة يقتل الشاب فيها الكهل ليحصل قوته والصبية المرآة لتفوز بزوجها وتغتصب فيها الحرائر حتى يصير الكل فى الشهوة سواء ، غابة تثور على الفضيلة وتقتلع جذورها أين بدت وتبث لها السموم فى كل اناء ، غابة القتل فيها لهوا ، والظلم فيها عدلا ، والعدل فيها ضعفا ، والضعيف لا ينبغى له الحياة .
وتبقى للكلمات رسالة ولكل حرف مغزى ونركن الى القلم ففيه سكن ومأوى .