الأربعاء، 21 أغسطس 2013

عما يحدث أتكلم



قبيل ال30 من شهر يونيه والأوضاع فى مصر تزداد سوءا وتسير فى اتجاه الاطاحة بالرئيس المنتخب وتأكد الأمر بعد نزول الأداة العسكرية لتعلن سيطرتها على العاصمة ومداخل ومخارج المدن وفى ال3 من يوليو تم الامر بشكل رسمى حيث أعلنت المؤسسة العسكرية الاطاحة بالرئيس المنتخب سواء كان ذلك استجابة لرغبة نسبة كبيرة من أبناء الشعب وهو المعلن أو تم ذلك لعدم توافق وإلتقاء المصالح بين أطراف الصراع السياسى وبين الرئيس والمؤسسة العسكرية وتبع ذلك العديد من الاجراءات مثل اغلاق بعض القنوات الرافضة لتدخل المؤسسة العسكرية أو بمعنى ادق صاحبة النزعة الدينية ومجموعة كبيرة من الاعتقالات واعلان دستورى وتبع ذلك تظاهرات ثم اعتصامات بمجموعة ميادين وكان اشهرها اعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر والذى ظل لمدة تجاوز الستة أسابيع تخللها العديد من المواجهات الدموية مثلما حدث عند الحرس الجمهورى وأحداث رمسيس وأحداث جامعة القاهرة وأحداث المنصة الى ان كان الفض الدموى لاعتصامى رابعة ونهضة مصر بعد ذلك مما أودى بحياة الكثير وحتى الأن لم تتوفر الأعداد الحقيقية سواء للموتى أو المصابين ، صاحب ذلك هجمة شرسة من الاعلام بكافة وسائله على كل من يعارض تدخل المؤسسة العسكرية للاطاحة بالرئيس بداعى انهم اخوان ثم تطور الامر الى وصفهم بالارهابيين مما خلق حالة من الاحتقان الشديد داخل أبناء المجتمع ، أدى الى رفض كل طرف للرأى الأخر ووصل الأمر الى الاعتداء سواء بالسب او الضرب ووصلت فى بعض الأحيان الى ابعد من ذلك .
وكالمعروف فى أى مواقف سياسية يكون هناك مؤيد ويكون هناك معارض وليست بالضرورة المعارضة تعنى الانتماء الى الطرف الأخر فربما اكون مؤيدا لسياساتك وادارتك ولا أنتمى لحزبك أو التوجه السياسى الذى تمثله فلكل رؤيته وهذا حق للجميع فضلا عن ربما أنى لست مؤيدا لك ولكنى معارضا للطرف الأخر لشخصه ربما وربما ليس لشخصه ولكن لمعارضتى للاستراتيجية التى ينتهجها والسياسة التى يتبعها والطريقة التى اتى بها  .
اختزال البعض القضية فى انها تخص الاخوان ما أراه الا محاولة لقلب الحقائق والا فما كان لكل تلك الجموع أن تنزل كل يوم للتظاهر .

القضية قضية وطن وثورة يتم الاجهاض على ما تبقى منها ومحاولة لفرض الحكم العسكرى بزى مدنى فى أبشع صورة لم تعهدها مصر من قبل .
كنا فى المرحلة الماضية نعانى من فوضى الحرية وأصبحنا اليوم من يتكلم ويعترض ينتظر اعتقاله او القضاء عليه أو على الأقل تلفيق التهم له فضلا عن بعض ما يمس اهله ومعارفه .
لم يعد هناك احترام من اى طرف لرأى الطرف الأخر الا ما رحم الله وأعيد كل الاطراف مسئولة وكل الاطراف مخطئة والأمور لا تحل بالصراعات فكل ما يحدث استنزاف للوطن لصالح اعدائه وقلت مسبقا ان المستفيد الوحيد مما يحدث فى الوطن سواء فى مصر او فى غيرها هو عدو الوطن حتى لو ظنت الفئة التى فى يدها الحكم الآن أنها آمنه فما هذا الا عرض زائل .
ليت قادتنا العسكريين يخرجون أنفسهم من صراع السياسة ويجنبوا الوطن أهوال قراراتهم العنيفة ويدعوا الأمر للسياسين ومن يمثلون الشعب يحلونه وفقا لاساليب الحوار والتفاوض المتعارف عليها ولتحفظ لهم مصر موقفهم فى الحفاظ على أمنها ووحدة وترابط ابنائها أما استمرارهم فى نفس الأسلوب فذاك يعنى القضاء على ما تبقى من هذا الوطن مهما ادعى البعض غير ذلك .
من الحلول البسيطة التى يمكن عن طريقها القضاء على نسبة كبيرة جدا من الاحتقان والانقسام الشعبى بين أبناء الوطن هو الاعلام فلو توفرت لدى النظام الذى يعتلى الحكم اليوم النية للاصلاح بين الشعب ولم شمل أبنائه مجددا لأعطى لوسائل الاعلام أوامره بذلك وكلنا نعلم أنهم لا يملكون حق الرفض فضلا عن حق التحدث دون أمر واذن مسبق وحتى اذا كان هذا الأمر يراه بعضهم ثقيلا يكفيهم أن يكفوا ألسنة هؤلاء عن الوقيعة بين أبناء الشعب الواحد ولو لفترة وجيزة يقومون بعضها بعمل دراسة استقصائية لمعرفة مدى تأثير انقطاع وسائل الاعلام عن التحريض تلك الفترة على سلوكيات وأراء المجتمع وبعدها يقررون ما شاءوا .
اذا كنت ترغب فى لم شمل الشعب حولك فكن منهم بالقرب ولا تفرقهم ولا تشعل الوقيعة بينهم حينها هم من سيطالبون ببقائك حتى لو اختلفوا مع أسلوب ادارتك وشخصك أيضا .
فى المراحل الانتقالية لكى تمر بسلام نحتاج الى التكاتف والا ستغرق السفينة بكل من فيها ولن ينجو منها فاسدا ولا صالحا .