السبت، 7 مارس 2015

الوجه الأخر للألم

أحيانا يباغتنا الألم وهذه عادته بالطبع ،  فيأتى على ما تبقى داخلنا من قوة ويحول بيننا وبين ما خططنا لإتمامه فى تلك الأوقات التى يحل علينا ضيفا فيها ، وأحيانا تعتلى أعناقنا الأوجاع وتتكاثر حولها الهموم حتى يتساقط الألم من أعيننا كقطرات مطر مزجت بالدموع فتزكم انافنا رائحة الوجع ، وأحيانا يفوق الأمر كل ذلك فنصبح مقعدين بلا حراك ، وأحيانا تغيب منا العقول فتصبح فريسة للوجع يعمل فيها أنيابه كيف شاء ، وأحيانا توهن القوى وتضعف وتخور وتصاب الأعضاء بهشاشة تسرى فى ارجائها فلا تقوى الأقدام على حمل الجسد ولا تقوى الأيدى على المساعدة ولا تقوى العيون على قهر الضوء فتبقى مغمضة ولا تقوى الرئتين على احتساء الهواء اللازم لإعاشتها وحتى القلب يصاب فتبطؤ دقاته وتقل شيئا فشئ ، وأحيانا يطغى الألم على مشاعرنا فلا نقوى على البوح بما ألم بنا ونترك أنفسنا مرتعا للضيق يلهو فيها كيفما شاء ، ربما تكون تلك هى النظرة الضيقة التى نستقبل بها الوجع عندما يحل علينا ضيفا ، ولكن ما إذا نظرنا للأمر بعين أخرى واعتبرنا الالم منحة إلهية قدمت إلينا فى الموعد المقدر لها بالتمام لتحول بيننا وبين اعتراض طريق صعوبات ربما كانت تودى بحياتنا وأحلامنا ، منحة تمنحنا الوقت لقضاء أشياء أخرى قدر لها أن تتم الآن فى هذه الأونة ، منحة تبقينا بالقرب من أحبتنا وقتا كنا قد خططنا لقضائه بعيدا عنهم ، منحة تقربنا من ربنا أكثر ، تزيل من ذنوبنا أكثر وأكثر ، تغسلنا وتطهرنا وتردنا أنقياء ، فالبقرب من الله تزول اسباب الألم .