همسات انسانية

اليوم جئت أهمس فى أذانكم بكلمات بسيطة أرغب أن تصل الى قلوبكم بعد ان تدركها عقولكم وألبابكم فلست اليوم على أوتار الحب والهوى أعزف ولكنى اليوم على صفحات النفوس أكتب ، جئت اليوم لأقتحم الأسى والاشواك وأبار الالام كى أنتزع منها الابتسامة وأهديها اليكم لتطيب بها نفوسكم وقلوبكم جئت اليوم أطببب وأداوى كل نفس كلمى مما حل َ بها وأصاب فإنى رأيت عيونا كثيرة قد تكاتفت عليها الاوجاع وألتفت حولها الابتلاءات واجتمعت حولها الخطوب وهى لا حول لها ولا قوة فهذه راضية وتلك مجبرة وأخرى بين بين .

أبدا لا تخلو الحياة من المنغصات ولو خلت ما وصلنا اليها وما كانت فيها نهاية لأحد وكلنا نختلف فى معالجتنا لما نلقى ويحل بنا فقد تكون أنت صابرا راضيا شاكرا وحينها تكون قد فزت بالأجر والثواب وعلو المقام وقد أكون غيرك فالقضاء نافذ والأمر كائن ولو اجتمع الكل معى على غير ذلك وحينها اكون قد خسرت نفسى وأضعت ثوابى وأطفأت مصابيح حياتى وفقدت عظم الاجر الذى يناله من صبر .

قد نشكو من أمراض المت بنا وقد نصاب بالأرق وضيق الصدر من تأخر سن الزواج او عدم القدرة على تكاليفه واعبائه وقد يزداد الامر علينا سوءا بسبب كلمات تدور حولنا من أقرب من لنا ، قد نشكو من فقر وقد نشكو من غنى ، قد نشكو من عدم الانجاب وقد نشكو من عقوق الابناء وغيرنا يشكو من عقوق الاباء .

دوما فى كل شئ أراده الله وقدره توجد الكثير من الاسرار وفيض من الحكمة مختبئة وسط تلك المحن والابتلاءات فلو تدبر كل منا حال غيره وما صار اليه أمره لأدركنا رحمة الله بنا وعظيم نعمته علينا حينها لا نملك سوى ان نخر للرحمن سجدا وبكيا .

قد تشعر أنت انت ان ابتلاءك عظيم ومصابك جلل وقد تضيق الدنيا من حولك وتشعر بأن لا أحدا حولك ينصرك وكأنك تغرق وتمد يديك لأى كائن ينقذك وكأنك وحدك تصارع الامواج لكن رحمة الله فوق كل ذلك ، تدبرها فى كل شئ فى صحة وعناء فى فقر وعطاء فى عفو وابتلاء فى عقم وفى وجود الابناء فى زوج قد يؤدى بك الى معاناة المرار ومن وحدة تشعر معها ان العمر زال .

وتذكـــــــــــــــروا

دوما تنبت الورود وسط الاشواك ويغيب الماس وسط الصخور فانتظروا فبعد الصبر العطاء .

الى كل انسان أهدى كلماتى

تدبر فيما أنت فيه وقسه على الضد فبضدها تعرف الاشياء