عندما شاهدت مرارا شيخا فى نهايات العقد السادس من عمره وهو يتجول كل يوم فى شوارع المدينة التى أقطن بها يحمل شنطة من البلاستيك قد وضع فيها كمية كبيرة من المخبوات التى صنعها بنفسها وكذا كمية من المسليات ويحملها على كتفه ويتجول بها يوميا منذ الصباح الباكر بين الشوارع والمحال ليبيعها الى المارة والبائعين فى المحال كى يقتات ثمنها ، يتجول كل يوم ساعات طوال على قدمية يقطع مسافات ومسافات حتى ينتهى من بيعه ، ألتقيه فى ايام الشتاء الممطرة وقد كسى نفسه ببالطو قديم فوق جلبابه المعتاد وكذا التقيه فى أيام الصيف وفى ذروة حرارة الجو يسعى جاهدا لاكتساب رزقه ، أشفق عليه من ثقل ما يحمل وهو فى هذا العمر لكنى لا أملك له سوى التوجه الى الله بالدعاء أن يعينه على اكتساب رزقه ويكفيه شر المسألة ... نعم أعجبنى ذلك .
أمر كل يوم وانا عائد من عملى متوجه نحو مسكنى على شاب فى العشرينات من عمره اظن لم يتعدى الخامسة والعشرين بعد ، أمر عليه وهو جالس امام احد المنازل القريبة من مسكنى وقد وضع ترابيزة صغيرة امامه وجلس على (مصطبه ) واسند ظهره الى سور البيت واضعا أمامه أدواته البسيطة التى يستخدمها فى صيانة واصلاح الاحذية لقاطنى المنطقة ، أسعد دوما عندما اراه وأعجب به فلم يهتم بنظرة الناس الخاطئة لمن يقوم بمثل هذه الاعمال ، لم يخجل من الجلوس فى الشارع يفعل ذلك ، لم يضع فى اهتمامه انه ربما من يتقدم لخطبتها ترفضه لمجرد عمله هذا ، وإنما وضع فى اهتمامه شئ واحد أنه ينبغى أن يعمل لا ان يقف مكتوف الايدى ينبغى ان يعمل ليكتسب رزقه ينبغى أن يقدم العون لاهله الذين طالما قدموا العون له ينبغى ان يكتسب قوته من سعى حلال من عمل حلال طيب لا ان يسلك اى سبيل اخر لاكتساب الدخل منه .... نعم أعجبنى ذلك .
عمر شاب فى اوائل العشرينات من عمره تعرفت عليه منذ عدة سنوات كان حينها فى العام الاول الجامعى ، تعرفت عليه عندما قدم للعمل فى أحد الاماكن المجاورة لمكان عملى حينئذ ، كان يعمل ليساعد والده فى نفقات وأعباء الاسرة وليكفى والده نفقات تعليمه ، أعجبت بأخلاقه ونقائها وبسطتها كان دائم النظر الى الحياة بنظرة وردية ، معرفتى به اتاحت لى فرصة الاقتراب من جيلهم ومعرفة اسلوب تفكيرهم ولكن ذاك الشئ جعلنى اخشى على وطنى فاقل ما يوصف به هذا الجيل بالسذاجة والسطحية نعم هى كلمات صعبة ولكن عندما طالعت أفكارهم وثقافتهم أيقنت بذلك ، عمر كان فتى طيب تربة صالحة للزراعة قضينا سويا الكثير من الاوقات وخلالها تعرفت على اسرته مرت علينا اوقات كثيرة كانت الابتسامة لا تفارق وجهه وبسبب تزايد حاجتهم الى المال وخاصة عندما أصيب والده بمرض يحتاج لمتابعة العلاج منه اموال كثيرة انتقل الى العمل فى احد المحال الخاصة بصناعة الحلوى بجانب دراسته فلم يهمل كليته وتعلم المهنة واتقنها وانتقل من مكان لمكان حتى تخرج من الجامعة وهو الأن يقضى فترة الخدمة العسكرية نعم عمر لم يخجل من العمل فى تنظيف المكان والقيام بعمل الشاى والقهوة واحضار المأكولات احيانا واحيانا ارسال وتوصيل بعض الاوراق نعم كان يقوم بذلك وهو مبتسم دون خجل وكان بعض اصحابه يحضرون معه احيانا ليريهم أين يعمل .... نعم أعجبنى ذلك .
فتاة تخرجت من الجامعة فى العام الماضى ، وخرجت تبحث عن عمل ، وبدأت تعمل فى كل مكان لبعض الوقت لتكتسب الرزق والخبرات ايضا وعندما احتاجت الى المال اكثر التحقت بعمل أخر يبدأ من الثامنة والنصف صباحا وحتى الرابعة عصرا وفى نفس الوقت التحقت بعمل أخر فى أحد المعارض يبدأ بعد خروجها من العمل الاول وينتهى فى الثامنة مساءا ، كم هو مرهق العمل كل هذا الوقت على فتاة وخاصة انها لم تكمل الثانية والعشرين من عمرها ... نعم اعجبتنى ارادتها وعزيمتها نعم أعجبنى ذلك .
عندما شاهدت مرات عديدة فتيات يقمن بالمرور على المكاتب والمعارض والشركات بحثا عن فرصة عمل اعجبنى ذلك .
نعم اعجبنى ذلك وشعرت بالخجل من شباب يدعون انهم رجال يجلسون على المقاهى وفى البيوت وعلى النواصى وعلى الانترنت ينتظرون ان تأتى فرص العمل والوظائف اليهم على طبق من ذهب ليس هذا فحسب فلابد ان تكون الوظيفة ذات مسمى مرموق ومكانة اجتماعية عالية ومرتب مضاعف فى شركة عالمية ويا حبذا لو امكن مزاولة الوظيفة من البيت ويا حبذا لو كانت الشركة تمنح سيارة فارهة لموظفيها وبكون العمل برفقة فتاة جميلة ويا حبذا لو وجد مسكنا راقيا للعامليين .....
كان يقول لى والدى دوما عندما كنت صغيرا ( إشتغل ب5 ج وحاسب البطال )
32 رأيك يهمنى:
مساء الخير ..
اصلا اخى اصل النجاح الاراده والعزيمه والايمان الراسخ القوي ..
بالتوفيق لكل مسلم مؤمن يريد تحقق شي يارب
مع تحياتى
نور
حقاً لقد أعجبني ما يعجبك
وما يعجب كل ذو عزم و ارادة واحترام
لا عيب في العمل مهما كان طالما أنه عمل شريف إنما العيب في سؤال الناس والحاجة إليهم .. نحن ما زلنا في عمر الشباب والصحة هي رأس مالنا فوجب علينا استغلال ذلك في توفير لقمة العيش الكريم وتحقيق كرامتنا..
أخي محمد
إلتفاتة راقية الفكر والمبدأ تدعو إلى احترام اصحاب المهن والأعمال البسيطة وتدعو لمناقشة وعلاج آفة كبيرة تواجهها المجتمعات أجمع وهي البطالة...يقول رسولنا الكريم : "إن أطيب ما أكلتم من كسبكم "
وهناك مقولة ل جورج برنارد شو : " الرجل القوي يعمل والضعيف يتمنى "
في مقال مشابه كتبت في نفس السياق
يشرفني مرورك عبر هذا الرابط
http://zena-zidan.blogspot.com/2011/01/blog-post.html
تحيتي لقلمك الهادف
المفعم بالجدية
في الطرح
أعجبتنا كلماتك
وكذلك ارائك فكما
يقولون الأيد البطالة
نجسة والعياذ بــــالله
مساء الورد
نعم أعجبنا فعلى هذه السواعد تقوم
الأمم لا بسواعد متخاذليها ..
بارك الله فيهم وجعلهم معول بناء
لبلدانهملا معاول هدم ...
تحياتي وإحترامي
ممتاز ...اعجبني ما اعجبك
ممرت من هنا...فسجل
موضوع هايل عجبني جدا
بالتأكيد محتاجين نغير مفاهيم كتير عندنا
بشأن العمل والوظيفة
========
الحكمة الاخيرة في الموضوع
ايضا كنت اسمعها من ابي رحمه الله
تقبل مروري
Casper
وبالتأكيد .. أعجبنا ما أعجبك ..
والشغل مش عيب ، العيب هو أن تمد يدك لوالدك كي تأخذ منه المصروف وانت في العشرين !
والأيد البطالة نجسة !!
تحياتي .
وبالتأكيد .. أعجبنا ما أعجبك ..
والشغل مش عيب ، العيب هو أن تمد يدك لوالدك كي تأخذ منه المصروف وانت في العشرين !
والأيد البطالة نجسة !!
تحياتي .
و نعم اعجبني ذلك
في الحركة بركة يا متولي
الشغل مش عيب ابدا , العيب ان الانسان يقعد على سور الحارة و يعاكس اللي رايحة و اللي جاية بدال ما يروح يشوف اي شغلانة ياكل منها عيش . الناس لسة بخير الحمد لله و احنا جيل قد المسؤولية اكيد
يسلم قلمك الجميل دائما
طبعا اعجبتنا بلا شك
طرح راقى محمد
دمت متميز
كل عام وانت بخير يا طيب
عيد اضحى مبارك\
تحياتى
محمد
اولا باعتذر على التاخير كان هناك مشكله فى المدونه مع المتصفح عندى
ثانيا اعجبنى كل ما ذكرت وهاحكى لك على موقف فى محل حلويات مشهور جدا بجوار منزلى وكنت على الدوام لما يكون فى مناسبه اذهب له لشراء الحلويات ولما اى حد من المعارف او العيله يحصل عنده مناسبه اروح معاه عشان نشترى من هناك وكان يوجد شاب بمجرد ان يرانى يأتى لكى يلبى طلباتى ومن معى وفى كل مره يحمل الطلبات الى السياره او يعض عليا المساعده او يوصلنا الى المكان الذى نريده وفى احد المرات قمت بالدردشه مع المسئول عن المحل وحكى لى ان هذا الشاب مغترب عن اهله لان دراسته هنا فى الاسكندريه وفى احدى المرات وانا فى الكليه فوجئت انه امامى ويسلم عليا وقال لى هو حضرتك مش تعرفينى انا فلان اللى شغال فى محل كذا وانا عارفك كويس عشان كده لما بتيجى عندنا المحل باحاول اشوف طلباتك وبدا يحكى عن ظروفه وبدون خجل وانا فى قمة اندهاشى واحترمته جدا جدا لانه لم يخجل من ظروفه بل على العكس اشعر بالفخر منهم وربنا يبارك لامثال هؤلاء البشر فى الحياه
عن جد استمتعت بحروفك
زهراء
كل سنة وانت طيب يا محمد
طبعا اعجبتنى حكاياتك كما اعجبتك انت ايضا لان العمل عبادة ..اى عمل لا ينتقص من قدر صاحبة ما دام عمل شريف
مجهود رائع احييك علية
تحياتى لك يا محمد
نور
مساء السعادة..
نعم اصل النجاح الاراده والعزيمه والايمان الراسخ القوي ..
فإذا وجدنا لدينا ذلك وصلنا الى كل شئ
دومت بخير
زينة زيدان
نعم اختى مادام العمل الشريف فهو المطلوب وبالعمل نعلو ونبنى امتنا وحضارتنا
دومتى بخير
د نور
صدقتى
فالعمل واتقانة من افضل ما ينبغى فعله والتعبد يه مادام حلالا طيبا
دومتى بخير
ريبال
وعليكم السلام
نعم صدقت على هذا السواعد تبنى وتقام الامم
دومت بخير اخى
shababe
شكرا لك وسعيد بمتابعتك لى ومرورك من هنا
دومت بخير
كاسبر
نعم اخى محتاجين نغير المفاهيم يمكن نتغير معها
دومت بخير
وجع البنفسج
نعم اختى العيب ان نمد ايدينا فى انتظار من يعطينا
دومتى بخير
شيماء على
عندك حق يا شيماء فى الحركة بركة
دومتى بخير
جايدا
كل عام انتى بخير
معا نعمل على بناء ورفعة اوطاننا وطرح موضوعات تشجع على ذلك
ولا نكتفى بكون مدوناتنا كلمات وخواطر وقصص شخصية
دومتى بخير
زهراء
نورتى ولا يهمك
فعلا فى حاجات كتير فى حياتنا لو خدنا بالنا منها هنطلع امثلة كتير تعلمنا كلنا الصح والجمال
دومتى بخير
هبه فاروق
حمدالله ع السلامة يا افندم
منورة الدنيا
وكل عام وانتم بخير
وشكرا لتعليقك
برغم اعتراضي علي عمل الفتيات الا اني بحترم اي حد بيتعب عشان يعيش وربنا مابينساش حد
كل عام وحضرتك بالف خير
تحياتي لك
الاخ الغالى
جميله مدونتك الرائعه وجمل مواضيعك الجميله اتمنى التواصل بينا
كل سنه وانت طيب تحياتى ابوداود
موضوع راقي وأسلوب أرقى
:)
تقبل تحياتي
نعم يا أخى وجدت كلماتك مأوى وصدى فى العقل والقلب معا العمل فى حد ذاته قيمه من يريدها يريده...وقد علمت من مشاهداتى واسفارى ...ان الاحساس بالخطر والمسئوليه هما ما يدفعان المرء للحرص على العمل ...وأما الارتكان على بابا وثروته وجاهه..فهو ما يجعل الشاب من هؤلاء العاطلين يفضل الجلوس على القهوة ولعب الطاوله عن البحث الجاد عن عمل مهما كان بسيطا ...كما ان هناك عيبا مجتمعيا خطيرا هو تقدير اعمال معينه وتحقير اعمال اخرى مع انها هامه ولا تستقيم الحياة بدونها ...كنت فى امريكا للدراسة فى الثمانينات وكانت الأسر تدعونا الى بيوتها فى نهاية الأسبوع لنجلس مع اسر واصدقاء منعا للشعور بالوحدة ...كان الجلوس فى الاجتماعات من الجيران من مهن وطبقات اجتماعية مختلفة لكن ابدا لم نحس فرقا فى التعامل بينهم ولا لمحت نظرة دونيه لأى فرد منهم مهما كانت مهنته بسيطة
كما اسضافنى ذات مره محام شهير فى كاليفورنيا لمنزله وعلمت ان اولاده تسعه وسألت عن الأطفال فقال لى انهم ذهبوا الى الجيران يبيعونهم بعض الحلوى كتجارة وعمل يكتسبون منه بعض الدولارات لمصروفهم الشخصى ...الأب موسر وعنده خمس سيارات ولكنه يدفع بهم الى بعض الأعمال الخاصة بهم وهم اطفال حتى يتعلموا قيمة العمل والكسب من عمل رغم انه غنى ...انها القيمة... وليست الماده
كارمن
كل سنة وانتى طيبة
لازم نشتغل ونسعى ونتعب
ابو داود
بعض ما عندكم يا افندم
منورنى دايا وكل سنة وحضرتك طيب
دومت بخير
باشا
بعض ما عندكم يا افندم
ربنا يصلح الاحوال ونتعلم حاجة تنفعنا
دومت بخير
م عادل
انا سعدت جدا بزيارة حضرتك لمدونتى
وسعدت بتعليقك الجميل والمثال اللى حضرتك ذكرته وفعلا نفسى يكون عندنا الثقافة دى عشان يكون عندنا فعلا جيل فاهم وواعى مش جيل مستنى اللى يصرف عليه
دومت بخير وسيدى وكل عام انتم بخير
محمد ..سعدت كثيراً بنقلك لتلك النماذج الإيجابية في المجتمع وياريت الكل يعملوا كده وفيه حديث شريف بيقول :"من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفوراً له ..صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
إرسال تعليق