مسافر بلا مأوى (5)

وجدت سيدة عجوز تبكى

وحولها اناس يحاولون تهدئتها

حاولت الانتباه لمعرفة السبب

قالوا لقد أخبرت للتو باصابة ابنها فى حادث

اقتربت منها

احاول الأخذ بيدها

اهدئى امى

لعله خير ان شاء الله

التفتت إليا

وعينيها تسبحان فى بحار من الدموع

كانت تتساقط منها فأشعر بحرارة بركان يغلى

كأنها قطرات أوقد عليها من ألف عام

حدثتنى عن ابنها فقالت

هو ابنى وأبى وأخى

هو لنا الحياة

ابنى لم يقدر له أن يرى والده

لقد قدم الى الدنيا بعدما فارقها ابوه بشهور قليلة

وكان قدومه فرحة لى واخراجا من معاناة الاحزان

ولد بعد ابنتين هن اخواته الكبار

الفارق بينهم سنوات قليلة

هو  مبتدى فرحتنا  ومنتهاها ايضا

هكذا نعده

منذ صغره عهدناه رجلا

برجاحة عقل وذكاء قل ما يوجد مثلهما

كان يعمل معنا فى محل البقالة عند عودته من المدرسة

كان ولازال يحمل ألامنا واوجاعنا وما كنا نطيق تحميله ذلك

كان يذهب ليشترى لنا حاجات البيت كل يوم

من الخبز والخضروات منفردا او بصحبة اخته

اعتاد صحبة عمه وجده

فكان معهم كأبيه دوما

تفوق فى دراسته وما اهمل بيتنا ولا يوما كان عاقا لى او لاخوته

كبر ونمى والتحق بالجامعه

وتزوجت اخته الكبرى وعندما اتم دراسته تزوجت الصغرى

ولم يبقى فى البيت سوانا

فكان لى وكنت له كل شئ

واليوم كنت ذاهبة لزيارة اخى

وجاءنى خبرالحادث الأن

أمى اهدئى فالاقدار لا تأتى الا بخير

امى اهدئى فالرحمة اوسع من تضيق علينا

                       دقائق امى وتسمعين اخبارا سارة ان شاء الله

طلبت لها مشروبا دافئا

وظللت بجوارها احدثها حتى هدأت

ورن هاتفها

 ابنتها تخبرها ان الابن بخير

واصابته بسيطة وسيعود الى البيت بعد اسعافات سريعة

ابتسمت وحمدت الله

وعدت الى مقعدى ثانية

ألملم مشاعرى

بعد ان فجرتها امى