منحدرات كثيرة فى
الطريق وانعطافات أكثر ، منافذ تحصيل رسوم ، المناخ يتغير مع كل مسافة أقطعها ،
شبورة أكاد لا أرى معها مقدمة السيارة ، ثم تطل شمس تفرق كل ذلك ، ثم يهب هواء
طريا كنسيم الفجر ، ورياحا تحمل الغبار فكأنه يحمل الصخر معه .
الحنين قوى يتخطى قدرتى
على التحمل ، تخور حصونى امام رياحه العاتيه ، تهب فجأة وكأنها خماسين ، فى ليلة
باردة كعادة ليالى يناير ، زوابع من الشجون تثور داخلى ....
عصفور ينفض جناحيه رعشة
وبردا ، تتساقط زخات المطر ، كرات ثلج بيضاء ، الخدود محمرة ، شاحبة ، الأنفاس
حارة ، العيون زائغة ...
تائه بين كل ذلك ،
اصارع حالى ، أفر من أقصى إلى أقصى ، مشقة وقسوة ، الوقت فى سجن الوجع ثقيل كقطار
بضائع معطل فى ربع خالى ، كدمعة برئ هلك ظلما ، كصرخة وطن !
الطريق خالى والفراغ
حولى أخذنى فتجاوزت السرعة المقررة بعض الشئ ، ألمح سائق أتوبيس قادم من الخلف
يقلب إلى أنوار مصابيحه ، يشير إلى أن أهدئ
من سرعتى ، هذه المنطقة بها رادار لمراقبة سرعة السيارات ، أستمع لنصيحته وأراقب
معالم الطريق ، الرمال بينى وبين البحر ، بالجوار الأصفر يطغى لونه وفى الأفق
الأزرق يعلو ويبسط ، وسفن تشق أمواجه ، البحر هادئ فى هذا الصباح مناسب للملاحة
والصيد .
بعد دقائق قليلة أجد
كمينا قد أعد للسيارات التى تجاوزت السرعات المقررة ، يوقف بعض السيارات على جانب
الطريق وينظر إلى ارقام سياراتى ثم يسمح لى أن أمر .
أراجع بنزين السيارة
لعلمى أن المسافة تحتاج إلى اعادة تموين السيارة بوقودها حتى أتمكن من الوصول ، لا
أجد محطة قريبة فأسير منتبها للطريق ومخفضا للسرعة شيئا ما حتى وجدت محطة بعد بضعة
كيلومترات فتوجهت نحوها ، زودت السيارة بالوقود وغسلت وجهى ، توقفت لدقائق تناولت بعضا من المياه وشربت علبة عصير ثم
واصلت السير .
1 رأيك يهمنى:
سلم الله قلمك .....كالعاده مبدع مبدع
إرسال تعليق