الخميس، 28 نوفمبر 2024

التاشيرة " 1 "

 

طرقت الباب أكثر من مرة ثم اضطررت للانصراف أو كان هذا هو المقدر لى فإنما نحن فى رحلتنا نسعى نحو أجالنا مدركين ذلك لا محالة ، بحثت عن طرق بديلة أصل بها إلى وجهتى وواصلت السعى دون أن أهمل باقى رسائلى المكلف بالقيام بها ، دفعت فجأة نحو مسار معين فابتسمت وتبعت أثاره .

لكل رحلة زاد فجهزت الزاد واستعددت لتلك الرحلة ، ربما تدافع الأحداث قبلها لم يمنحنى الراحة الكافية لكن هى مشيئة الله وإرادته .

فى ثلث الليل الأخير غادرت مسكنى وتوكلت على الله متوجها إلى مقصدى ، السيارة تقطع الطريق وتخلف وراءها الديار وتطوى المسافات وها أنا أخطو نحو سفر جديد ...

انتهيت من اجراءات السفر بمساعدة أحد المعارف بناء على ترتيب مسبق وجلست أنتظر موعد الاقلاع فى صالة الانتظار .

جلست أرقب حركات المنتظرين ونداءات السفر ومعروضات الأسواق الحرة وأطالع هاتفى بين الحين والأخر وانتقلت من مقعد لأخر أقل ضجيجا .

ثم انتقلت الى البوابة التى سأخرج منها ، دقائق انتظار ثم اصطف الجميع وبدأنا خلع الأحذية والأحزمة ووضع كل ما هو معدنى على طاولة موضوعة على جهاز التفتيش وبعد الانتهاء تحركنا إلى صالة انتظار جديدة ، بعض الوقت ثم وصلت الحافلة التى ستقلنا إلى الطائرة التى كانت قد تأخرت عن موعدها لعدة دقائق  .

تكدسنا وقوفا فى تلك السيارة حتى وصلت بنا إلى الطائرة ثم بدأنا فى الصعود واحدا تلو الأخر وطاقم الطائرة يراجع التذاكر ويشير لكل منا على مقعده وكان مقعدى بجوار نافذة تطل على جناح الطائرة .

طاقم الطائرة أشاروا إلينا جميعا بالجلوس فى مقاعدنا وربط أحزمة الأمان ووضع الحقائب فى الأماكن المخصصة لها ثم أخبرونا بتعليمات السلامة وكيفية استخدام أدوات الوقاية فى حالة الحوادث لا قدر الله .

تحركت الطائرة بخطوات بطيئة تدور فى مسارات متقاطعة ، عدة دقائق قبل أن ترتفع إلى السماء وتصغر الأبنية وتختفى المعالم شيئا فشيئا حتى لم أعد أرى سوى رمال ثم طاقم الطائرة يقدم وجبة الافطار ، رغم تأخر الطائرة فى المغادرة إلا أنها وصلت قبل موعدها المقرر وعند استعدادها للهبوط فى المطار استقبلنى صديقى بمكالمة هاتفية يخبرنى أنه قادم إلى وما إن أنتهى من اجراءات الخروج حتى أجده فى انتظارى خارج المطار .

استغرقت الاجراءات بعض الوقت حتى انتهيت منها واستلمت حقيبتى وسالت عن بوابات الخروج ثم اتصلت على صديقى وكان أمامه بعض الوقت حتى يصل ، استغرق ذلك نصف ساعة تقريبا أو يزيد عن ذلك .

فى أثناء الانتظار حاولت الدخول إلى شبكة انترنت المطار لكنى لم أستطع إلى أن طلبت من أحد الموظفين بالمطار فساعدنى فى ذلك فاستطعت مراسلة أسرتى وصديق لى وأحد أعضاء فريق عملى لأطمئنهم بأننى قد وصلت الى المطار، بحثت عن دورات المياه فوجدت أمامها الكثير من المنتظرين فأخذت دورى .

0 رأيك يهمنى: