ثم تجد نفسك تصارع هذا الموج وحدك ، الشاطئ بعيد ،
المياه تثور ، السماء كأنها غضبى ، السحب تكدست ، الرياح تجرى كأنها تفر من الزحف
، فى لحظة كل شئ يتبدل ، طرفة عين هى المسافة الفاصلة بين كل ذلك ، كــ حالى ،
أتقلب فى لمح بصر من أقصى الوجع إلى أعلى الرضا والفرح ،" عجيب ، غريب"
، هكذا يقولون فى وصفهم ، كيف يمكنك التحول فى ذات الوقت بين نقيضين ؟ ، كيف تكون
تضحك بملئ فيهك ثم تصمت فجأة وكأن أصابك سهم ؟ ، أنا أيضا لا أعلم لكنى على ما أنا
عليه لم أتغير ولم أتبدل ولكن ربما هو شعور ينتابك فجأة ، لا تسبقه مقدمات ولا
تملك له تبريرات ، عيونك توشك أن تبكى ووجهك يكسوه الحزن وملامح الألم تملكت
تقاسيم وجهك ، تفضل الوحدة وترفض كل من يقترب منك وتبعده عنك خشية أن تفقده ، تفقد اللذة والشغف ، تشعر بالملل ويصيبك ضيق مفاجئ ، كدر يعلن فرض سيطرته ووجه عبوس يأبى أن يبتسم .
ربما ما تعايشه أو ما عايشته يوما وما مررت به ، ربما لم
تنعم بسلام كهذا قبلا فأصبح ذلك الهدوء غريبا عنك ، هى الأيام تصنع كل ذلك أنت
مستسلم تماما لتوجهاتها ، تحاول أن تُمسك بالدفة فتفاجئك ، فتكابر وتحاول ان تقوى
عليها فتثقل عليك أكثر ، هى أيضا لا تقبل بالهزيمة والتاريخ فى صفها فهي قديمة
بقدمه وانت نقطة تكاد لا تُرى ....
ربما الاعتياد على حال معين يهيئك أن ترفض غيره ، فإنك
إن قيدت عصفورا فى قفص لمدة طويلة حتى فقد أمله فى الحرية مجددا ثم فجأة نزعت
الأصفاد وفتحت له الأبواب ، هل تظنه يغادر مكانه قيد أنملة ؟ فى اعتقادى لا ، لن
يغادر مكانه وسيكتفى بالنظر إلى عينيك ويبتسم ، إنها جريمتك يا عزيزى فأنت فى سبيل
إحيائه بداعى المحافظة عليه قتلته ، قتلت فيه الرغبة للمرح ، للتحليق ، للطيران ،
للحرية ، وأصبح يدرك أنه فى قفصه آمن وخارج ذلك القفص الموت ينتظر اقتناصه ...
لست هشا كورقة شجر ولا صلبا كصخرة وإنما إنسان ، قد يكون
فى طرفة عين هشا جدا كخيط عنكبوت وقد يكون فى طرفة عين قويا كجبال راسيات ، الموقف
هو ما يصنع رد فعلك ونفسك وما صنعته معها وبها ...
تحاول تعلم عيش الوقت ، ان تحافظ على ذاتك فلا تهلكها بأن تحملها ما لا طاقة لها به ولا بأن تنصاع لها بالكلية فتصبح كأنها عهن منفوش تظنها عظيمة وهى لا تعدل جناح بعوضة ، طرفة عين تنقلك من حال إلى حال وما سمى القلب قلبا إلا لكثرة تقلبه وتنقله بين الأحوال بلمح بصر .
1 رأيك يهمنى:
أبدعت في وصفك .....فعلا أبدعت مهلا ورفقا بحالك ياصديقي 🙂
إرسال تعليق