قصص قصيرة للدكتور د محمد المنسى قنديل
صدرت عن دار الشروق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكاية المطبعة القديمة
فى مقهى ريش يجلس نجيب محفوظ يلتف حوله صغار الكتاب
والأدباء والشعراء ، فلفل يعمل جرسونا بالمقهى يتمنى لو أمكنه الكتابة ، فى ركن
المقهى يجلس " ماسح الأحذية " ، رجل عجوز يجلس صامتا كشيخ حكيم ، فى
الصباح زبائن المقهى قليلون ، سعد ولد فلفل ، يعلمه ، يتمنى أن يحصل على شهادة ،
على الأقل لن يعمل جرسونا كأبيه ...
الزبون الأول ، ضخم الحجم ، وجهه مغطى بالعرق ، يضبغ
ماسح الأحذية حذاءه فى استغراق واتقان ، ينظر الى صاحب الحذاء فجأة ويخبره أن يغير
عمله .
الزبون الثانى سيدة لا ترغب فى مسح حذائها ورغم ذلك يجلس
الرجل تحت قدميها يتطلع إليها فتمد له قدمها فيخلع عنها الحذاء فى مهل ثم يصبغه ،
يقدمه لها ويخبرها أن الولد الذى تتمنى ولادته سيجئ فتغادر وهى تشتعل فرحا !
الزبون الثالث كان الأستاذ " نجب محفوظ " ،
أسرع فلفل نحوه وكان ماسح الأحذية سبقه ، القهوة على الريحة كالمعتاد خالية تماما
من أى سكر ، تجرأ فلفل وسال الأستاذ السؤال الذى تمنى كثيرا أن يوجهه له : أريد أن
أعرف كيف أكتب ؟
لكى تكتب يا " فلفل " يجب أن ترى بعمق ، وتسمع
برهافة ، وتحس بصدق ..
نظر ماسح الأحذية الى الاستاذ وقرأ له ما رأه مسطرا على
الحذاء كأنما يقرأ فنجانا ...
ثم قرر " فلفل " أن تكون كتابته عن ماسح
الأحذية ...
جاءت عصافير النيل ، هجرت النهر ولا تريد العودة إليه
... إنها جائعة وعطشى !
حكاية لاعب التنس
اخترت لك مضربا
كـ مضرب " نادال " لاعب التنس المصنف الأول عالميا ، التنس لعبة الملوك
والأمراء حيث تمتلك وحدك نصف الملعب ، ليست لعبة غوغائية ككرة القدم ، يجرى عشرون
لاعب خلف كرة ، الأب يرى فى " كريم " تعويضا عن كل خسائره ، لم يستطع
تعلم السباحة لكن كريم يجيدها ، أحب تعلم التنس وها هو كريم يتدرب عليه ، لم يكن
يذهب الى النادى بانتظام والآن لأجل ابنه يفعل ، أخذ كريم يضرب الكرة بقوة وقسوة
ومدربه يصارع حتى لا يبدو ندا ضعيفا أمام متدربه ، لكن قوة ضربات كريم دفعته الى
إلقاء المضرب واعلان ان التدريب قد انتهى ...
حكاية الغلام الذى يحدث النهر
" زيتون " ولد متسخ من اولاد الشوارع ، يهرب
من " مطواه " وعصابته ، يفر الى النهر يلقى بنفسه فيه فيحنو عليه النهر
ويرده ، يجرى ويختبأ حتى يجده " حداية " ثم يحاول استخدامه ...
الصمت يخيم فوق كل شئ ، حراس المترو نائمون مستندون الى
الجدار ، السماء رمادية ، الخيام متكومة فى خوف ، مبللة من ندى الليل ، المياه
رمادية تنعكس عليها بقايا الأضواء ، الموجات الصغيرة ترتعد ، تبتعد عن زيتون ،
النهر كان صديقه واليوم يبتعد عنه ويفر منه ويشيح بوجهه ..
الأحجار المتكسرة تملأ الميدان ، البرد قاسى ، المصابيح
تشع فراشات مضيئة ، تذوب فى برد الليل ، كريات اللهب تتساقط ... ، تصطدم بالأسفلت
، وتنتشر فى دوائر حارقة ، ألسنة اللهب لا يقدر أحد على إطفائها ، تشتبك فى أغصان
الشجر وعوارض الخشب ...
جاء ورد النيل فى صفوف متتابعة ، تعلو وتنخفض على سطح
المياه ، اوراقها أشبه بقلوب صغيرة ، فى كل قلب منها زهرة بيضاء ، النيل عاد صديقه
ولم يعد خائفا منه ...
1 رأيك يهمنى:
محمد المنسى قنديل فعلا عبقرى ....كل حكاية فيها غضب فعلا مختلف بس فى الآخر غضب ....المطبعة القديمه / لاعب التنس/ الغلام الذي يحدث النهر
فلفل ماسح الأحذية / كريم لاعب التنس /زيتون غلام يحدث النهر ....مبدع
إرسال تعليق