أسير بخطى ثقيلة ، أسجل
كل شئ بعينى ، حتى التفاصيل الصغيرة ، أسماء المحال وأفكر ان كنت قد شاهدت هذا
الاسم فى مكان أخر ، ألوان البنايات ، الشوارع والممرات ، ديكورات المحال ، وجوه
الناس وتعبيراتهم ، العيون التى تشى بكل شئ ، لغة العيون والاشارات موحدة فى
العالم كله لا تحتاج الى اجادة لغة بعينها لتقرؤها ، عيون تملؤها الدهشة ، عيون
تلمع بالحب وعيون عابسة ، ضحكات بأصوات تجلجل ويد على الوجه تدارى الخجل ونظرات
حائرة .
الصمت فى حضرة الجمال
واجب ، اطلق لعينك العنان تحط حيث شاءت ودع قلبك يحلق وافتح صدرك دع النور يدخله .
اذا كنت لم تقدر على
الوصول لشاطئ البحر فاجلس هنا فى هذا المكان تحديدا ، انظر أمامك تماما ، شم رائحة
اليود ، تشبع بها ، دعها تتسرب فى مسامك ، القمر هناك، يشق ظلام الليل ، ينثر ضوءه
الفضى ، يرقب مكانك ، يحمل البحر على وجهه ، تلمح سفينة تبحر وقاربا يمر ، النسمات
تحمل زبد البحر ، تلقى به على خدك ، تنتشى ، تنتعش روحك ، تغنى وترقص حولك ، تدور
متعلقة بيد جميلة مرت أمامك ، فإلتصقت بها وداعبتها ودعوتها إلى رقصة الروح .
مسرح أقيم ما بين
الفندق والمطعم الذين تجلس أمامهما ، فرقة تعزف ألحانا ومغنى يطرب بروعة ، تسمع
صوت العود وبكاء الناى واوجاع الوتر ، البعض يرقص ، البعض يشرد ، البعض يصمت وكل
الناس فى حال .
تقرر العودة ، فتمشى
بذات الخطى المتثاقلة ، ترقب كل شئ ، تحفره فى ذاكرتك ، تلتقط بعض الصور ، تنعطف
يمينا من حيث جئت ، ترى بهو الفندق الواسع ، يجلس فيه الكثير من مرتادى الفندق
يدور حولهم العاملون .
الصخب لازال مرتفع
وأصوات الغناء والموسيقى تتداخل فلا تعرف شيئا مما يقال من تلك الأصوات الصادحة من
أكشاك الأشياء السريعة ، نشترى الأشياء التى نحتاجها من البقالة الصغيرة فى المبنى
الذى نسكنه ، يجلس بجوار كلبيه أبيض وأسود ، كل منهما مقيد بسلسلة حديدية ، بجواره
يجلس صديقه وأمام المعرض المجاور تقف مائلة الجسد .
نصعد الى شقتنا ، نشعل
الأنوار ، أقف فى الشرفة ، أرقب مياه حمام السباحة الزرقاء ، يجلس حوله مجموعة
صغيرة ، فى الشرفات المقابلة بعض المقيمين يجلسون أيضا وبعضهم يقف مثلى ، فاترينة
عرض لمتجر داخلى أو لعله نهاية متجر ، فيها المانيكان ترتدى بيكينى .
أحضر حاسوبى وأجلس فى
الشرفة ، أتصفح بعض الأشياء السريعة وأدون بعض الملاحظات حول العمل الذى قمنا به
اليوم ، أتناول كوبا من الشاى ، أشاهد حلقات " ما وراء الطبيعة " ..
عجوزان يجلسان أمامى ،
مقعدين يتوسطهما منضدة ، فنجانين من القهوة وزجاجة مياه وصوت همسات يتسرب .
تخطو نحو المدخل على
اليمين ، ترتدى شورتا قصيرا يكاد يغطى مؤخرتها و من الأعلى ما يشبهه لا يكفى
لتغطية الصدر وشعرها ينسدل على رقبتها ، تتعلق بيد أحدهم .
1 رأيك يهمنى:
عاجزة فعلا عن التعليق ....سبحان من وهبك حلاوة الوصف ودقة الكلمات ....والله كأنى شممت رائحة اليود وسمعت صوت العود وبكاء الناى ...ما اروعك
إرسال تعليق