أسرع السائق
إلى شوارع جانبيه فى دورانات وتفرعات كثيرة ووجد عمارة مفتوحة فهرع إلى داخلها إلا
أنه خشي أن تدركنا الشرطة هنا وتغلق علينا فاستدار عائدا من الجانب الأخر وفر
مسرعا إلى منطقة بنايات حديثة وأمام مبنى لم ينتهى من انشاؤاته بعد توقف وقال
انزلوا هنا بسرعة واختبئوا داخل هذا المبنى حتى أجد مكانا أخفى فيه السيارة ثم
أعود لكم ، زلفنا إلى داخل البناية واختبأنا فى مؤخرتها لبعض الوقت .
عاد السائق
لتحصيل أجرته فطلبنا منه أن يدخلنا مكه كما اتفقنا معه من البداية لا أن يتركنا فى
منطقة نائية بعيدة لا نعلم ان كنا سنخرج منها أم لا والحديث كان شد وجذب إلى أن
انتهى ، بدأنا نفكر فيما سنصنع وكانت الجمعة قد اقتربت ، خرجنا جماعات نحاول أن
نتلصص على الشوارع والطرقات الجانبية كى نطمئن على عدم وجود سيارات شرطة قريبة ،
وجدنا مسجدا قريبا انتظرنا حتى فتح أبوابه ثم زلفنا إلى داخله ، توضأنا وصلينا
وجلسنا فى مصلى المسجد نلتقط أنفاسنا ونرتاح قليلا ، جاء إمام المسجد فتحدث معنا
كثيرا ثم صعد المنبر وخطب الجمعه وشملنا فى دعائه ، قال خادم المسجد أنه سيترك لنا
دورات المياه مفتوحة كى نتمكن من استخدامها إن احتجناها وأنه سيأتى قبل العصر حتى
يفتح لنا أبواب المسجد مجددا ، بعد أن فرغنا من الصلاة بحثت أنا ومرافقى فى
الشوارع القريبة عن أى محال قريبة نشترى منها أى شئ نأكله ، اشترينا حاجات بسيطة
وعدنا إلى المسجد ووفى الخادم بوعده فأقبل قبل العصر بساعة تقريبا ، دخلنا إلى
مصلى المسجد وجلسنا ، منا من غلبه النوم ومنا من يقرأ القرأن ، أذن العصر وأقيمت
الصلاة فدخلنا فى الصلاة وعندما فرغنا إلتفت خلفى فإذا بسيارة شرطة تقف أمام باب المسجد
مباشرة والضابط ينادى علينا واحدا واحدا وكأنه يعرفنا ويعرف عددنا حتى إن واحدا
منا لا أعلم كيف تسلل وغادر تاركا خلفه حقائبه فأمسك الضابط بشخص غيره بدلا منه
كان من نصيبه أنه مثلنا ودخل الى المسجد للصلاة عندما ادركته بينما يمر بالقرب .
تحدثنا مع
الضابط كثيرا وعلمنا منه أن خادم المسجد هو من أبلغ عن وجودنا بالمسجد ورتب معهم
كيفية الإمساك بنا ، من جديد وضعنا فى صندوق سيارة الشرطة والتى انتقلت بنا إلى
مكان تجمعت فيه مجموعة من الحافلات يضعون فيها كل من تم الإمساك به .
امتلأت كل
الحافلات ثم أعطيت لها الأوامر بالتحرك ، اليوم الجمعه الثامن من ذى الحجة وغدا
السبت وقفة عرفات والوقت يفرغ منا ولم نبلغ مطلبنا وكلما أوشكنا أن نصل ألقى القبض
علينا وأعدنا إلى نقطة البداية .
مرت
الحافلات بأماكن المناسك ، بتجهيزات قوافل الحجيج ، بالمخيمات ، لافتات ارشادية
لأماكن المناسك ، لافتات تشير الى عرفات ، لافتة تشير الى الطائف ، الفؤاد يهفو والقلب تعلو دقاته والشوق إلى إدراك
الملبين يذرف منا الدموع ، يارب بيدك وحدك الأمر ، إليك سعينا وإليك رحيلنا وإليك
تصعد دعواتنا ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك
والملك ، لا شريك لك لبيك .
هناك فى
تجمع كبير لدائرة الشرطة ، تجمعت كل الحافلات واصطفت ، أنزلوا من الحافلة كل من
يحمل معه إحراما وكل من لا يوجد معه جواز سفر ، ثم صعد ضابط إلى الحافلة ويحمل فى
يده جهاز قال أنه سيجرى لنا بصمة تعريفية لن تضرنا بأى شئ ولا يترتب عليها بالنسبة
لنا أى مخالفات اما أولئك الذين وجدوا معهم إحرامات وهم الذين أنزلوهم فستكون بصمتهم مختلفة وسيترتب عليها غرامات
مالية ومنع من دخول المملكة لعدة سنوات .
مجددا نعود
إلى الطريق ، تتحرك بنا الحافلة مغادرة مكة متوجهة نحو جدة ، وكالليالى السابقة
انتصف الليل ولازلنا فى طريقنا نحو جدة ، تصلنا الأخبار أن السلطات السعودية قد
منحت الشرطة الاذن بفتح الأبواب أمام كل من فى مكة ليتم مناسك الحج وبدأت
الفيديوهات تتداول لخروج الحجيج سواء من يحمل تاشيرة حج او لا يحمل والكل خرج قاصدا
عرفات ، يارب أنت اكرم من أن تردنا فارغى الأيدى .
كالعادة يتم
إنزالنا فى منطقة خالية ، قال لى صاحبى أنه سيتواصل مع أحد معارفه يدبر له وسيلة
للدخول وأخبرته أننى فى حاجة للراحة ، سألت عن أحد الفنادق سمعت اسمه ممن كانوا
معى فى الحافلة ، ركبت تاكسى إلى الفندق .
دخلت إلى
الفندق حجزت غرفة لليلة واحدة ودفعت قيمتها وأخذت المفتاح وصعدت إليها وما إن دخلت
حتى ألقيت بنفسى دفعة واحدة على السرير ، دقائق إلتقطت فيها أنفاسى ثم دخلت إلى
الحمام فغسلت وجهى ثم وضعت هاتفى على الشاحن ثم نزلت مجددا ، سألت موظف الاستقبال
عن سوق تجارى لاشترى منه بعض الأغراض فأشار إلى مبنى مجاور على اليمين ، توجهت إلى
المبنى المشار إليه واشتريت منه حقيبة كتف وفوطة وجلبابا وبيجامة من الطابق العلوى
ثم نزلت إلى الأسفل فاشتريت بعض المعلبات ثم عدت إلى الفندق مجددا .
0 رأيك يهمنى:
إرسال تعليق