الثلاثاء، 13 يونيو 2023

عش اليمام

 ينهكها البحث فتجلس على حافة النافذة وترتاح ، يغلبها النعاس فتنام ، تشعر بسكينة وهدوء وطمأنينة ، تقرر أن تكون تلك النافذة مقرا لعشها ، تضع فيه بيضها ، تتوارى فيه عن الأعين رغم أن الجيران أصواتهم مزعجة ودوى أوانيهم لا يكف وطنين صغارهم لا يهدأ .

النافذة دوما مغلقة ، يعلوها مكيف هواء للساكن بالطابق العلوى ، ينسال منه الماء قطرات متتالية ، تسرع حينا وتهدأ حينا ، حاولت قدر الاستطاعة الابتعاد بالعش عن ممر المياه المنسالة ، توالى البيض حتى خرجت منه صغارها ، تغدو وتروح تأتيهم بالطعام ، تحرسهم من كل أذى قد يلحق بهم .


عيون تتلصص من خلف النافذة ، تجد عشان بيه بيضتان ، تغلق النافذة برفق حتى لا يسقط العش ، توالى العيون العش بالمتابعة وابتهجت تلك العيون الصغيرة عند رؤيتها الصغار وقد كسرت ذلك الحاجز الابيض وظهرت للنور ، كأنه خرجت لتوها من مياه كادت أن تغرقها .

تحرص الأم على إطعام الصغار والعيون الصغيرة تحرص على المتابعة ، يتبدل الريش ويوما بعد يوم يكبر الصغار ، تحل رياح شديدة ومعها زخات من المطر ، تبتعد الأم ويطغى الخوف على أفئدة الصغار ، تشتد الرياح تحمل معها الكثير من الأتربة ، تخلع معها أشياء كثيرة والصغار يحاولون الاحتماء بالعش ، الأمطار تداهم ، العيون التى كانت تراقب بصمت آن وقت تحركها ، تفتح النافذة ويحمل الصغار الى الداخل ، الجوع كان أقوى من الخوف .

رعاية صغار اليمام انتقلت تلقائيا من أمهم إلى أم الأطفال وعشهم استبدل ببيت جديد ومأوى لم يعتادوه بعد ، الصغار يرعون صغار اليمام والمسئولية أصبحت معلقة فى عنق الجميع ، الأكل والشرب والتدفئة والاضاءة ، يصحب الطفل الصغير أمه وهى تطعم صغار اليمام ويلهو مع اليمام وتمتلأ عينه بالبهجة ، الفرح باد على ملامحه ثم يحين الموعد ..

الطفل يمسك بألوانه الخشبيه وأوراقه البيضاء ، اللوحة الأولى يمامة كبيرة وبجانبها بيضتان ، ولوحةأخرى البيض مكسور وبجانبه يمامتين صغيرتين ، والثالثة سيدة تطعم اليمام وبجانبها صغيرها يلهو ، وفى اللوحة الأخيرة قطعتى لحم .... ثم بكى !