السبت، 14 أكتوبر 2023

عنده ضيوف

 

قضيت أجازتى الاسبوعية أتابع تلك الأحداث الدامية والاعتداءات المتوالية للكهيان الصهيونى المحتل على اخواننا فى فلسطين ويصحب ذلك اعتداءات موازية على سوريا ولبنان ، الفيديوهات المتلاحقة والأخبار المتواترة والدماء التى غطت كل شئ ، صرخات الأطفال وبكاء النساء وأنين الرجال ، الجثث المنتشرة والأشلاء التى عجت بها الشوارع ، الحرائق والأدخنة المشتعلة ، المبانى التى صارت خرابا ، وعالم لا يرى إلا بعين يهود ولا يحكم إلا بلسان صهيون وموقف عربى مخزى كالعادة وكأنها معركتهم وحدهم  .

بدأت اليوم بشراء احتياجات المنزل ثم وضعت تلك الكتب التى سأبدأ أو أواصل قرائتها أمامى وفتحت حاسوبى وجهزت بعض أوراق عسى أن أدون شيئا ، كتاب متخصص فى مجال عملى برفقة كتاب خفيف صدر مؤخرا عن دار الكرمة للكاتب الرائع : عمر طاهر ، تحت عنوان " عنده ضيوف ... حكايات صديقة للبيئة " ، ما يحدث جعلنى غير قادر على التركيز خلال الأسبوع فى عملى فلم أستطع إنجاز أى شئ سوى متابعة القليل ولنفس السبب نحيت الكتاب المتخصص فى مجال عملى وأمسكت بالكتاب الخفيف لقرائته فتملكنى حتى انتهيت منه قبل دخولى للنوم .

الفيديوهات التى يقوم بنشرها الاستاذ عمر طاهر عبر قناته على اليوتيوب وعلى صفحته على الفيس بوك تجعلك عندما نقرأ ما كتبه فكأنك تقرأه بصوته هو فكأنه يجالسك ، يمنحك جلسة قراءة خاصة ، جمهوره الوحيد أنت ، كل انتباهه مسلط عليك وكل ما ينطق به موجه لك وحدك ، تشعر بالدفء والمودة والقرب ، لغته السلسة واستخدامه للتعبيرات المتداولة فى أحاديثنا اليومية بعيدا عن المغالاة والتعالى ، تلك الطريقة تشعرك بالصدق ، تجعل الكاتب مقربا منك كأنكما صديقان .

تجول فى هذا الكتاب مع نفسه وذكرياته عن دخوله الكتابه وأحواله ككاتب ، قص علينا شيئا يسيرا من سيرته الشخصية ، وعرج بنا على ليلته فى باكستان قبل أن يسترجع ذكرياته كحارس مرمى ومنها الى الفن والصحافة والكتابة  وأهلهم من فيروز الى سناء البيسى ، عمار الشريعى وعبدالرحيم منصور ، ميادة الحناوى ، وردة وبليغ ، باولو كويلو ، مارادونا و عادل امام ، ليالى الثورة واللجان الشعبية ....

وقبل أن ينتهى من كتابة يسدى لكل محب للكتابة نصيحة عظيمة " إدارة الوقت وتفادى التشتت يخدمان الكتابة ، يحتاج الواحد إليهما فى مهنة يجب أن يتفرغ خلالها لكتابة الظل لا الثمار ... "

استمتعت بالقراءة لذا أحببت أن لا تفوتكم المتعة !