الاثنين، 27 يونيو 2011

ألحان سامية

عزفت على صفحات الحياة الحانا 
فصارت بها البلابل فى الارجاء تشدو
ترتلها حينها واحيانا بها تلهو
تصافحها حينا واحيانا عنها تسهو
لا أبتغيك بالأوزان ملتزمة
لا فاهدئى وتحكرى او اسكنى وأرنو
طوفى هنا غوصى هناك 
فالكل لك ابتسم وعلى كتفيك يحنو
كحلى عينيكى بتيجان الزهور
وانثرى جل الورود من الاغصان تنسدلُ
هذى الأرائك تفترشين أسطحها
وتسطرين عليها أمواج حب لا تستترُ
زينى وجملى جباه كل وليدة 
ببديع صنع لله فى الاكوان يبدو
كونى حياة او رسائل مرسلات
لكل من سعى لسبيل خير فى الله يرجو
نحو المحامد والمعالى سعى 
عن كل صغيرة وضغينة يعلى ويسمو
فيفوز بالجنات كل زاهد 
لله يسجد وفى الاسحار عابدا لله يدعو
تطيب الحياة بذكر ربى دائما 
وعلى النبى المصطفى دوما فصلوا

الأربعاء، 22 يونيو 2011

همس حانى

بدت فى الأفق تشدو حالمة 
يفوح منها أريج عطر باسم 
تلتف حولها النجمات تحرسها
وتزين أطرافها نقوش سحر فاتن
لامست الوان غصن منبثق 
فبدت للناظرين كقوس قزح مبدع
تأملت رقتها وخفتها 
ومداعبتها لقطرات ندى 
كغصن بان خامل 
حركاتها سكناتها 
فى كل نبض منها أرى جمال ظاهر
زينت بجمال طلتها 
كل الحدائق فصارت بها الفراشات تغرم 
خلف الأشجار فى الركن البعيد اختبئ
أسترق اليها النظر
فتطل اليا بناظريها تبتسم 
تضحك الاكوان لجمال ثغر باسم 
بدت بعينيها الأرجاء مشرقة 
والاسماك تحلق مع الطير 
فى لوحات حلم بريشة قلب مغرم
تبدل الالوان فى كل نظرة 
تهمس اليها بحنان كأنها نسمات دفئ ناعم
اقتربت منها 
لامست خصلات شعرها 
غيبت بأريج انفاسها 
همست لعينيها بلطف 
لما تسكنين الوحدة ؟
اجابتنى قائلة 
مرسايا كلما اقتربت منه ابتعد 
وكلما اومأت اليه بيديا 
أسرع موليا عنى واختبئ 
بين أسرار العيون اعيش 
ففى سجون الاجفان ملاذى 
وفيهما حياة بعطف يحيا يعيش
أيقظت كلماتها فيا الدمع 
فما عدت أستطيع ان ابتعد عنها 
او اقدر بدونها اعيش 
على وجنتيها جمال أخاذ 
تسحر بيه العيون 
اذا نظرت واذا استغاثت 
اقبلت وعبيرها يحيا ويعيش

السبت، 18 يونيو 2011

الحلقة الاخيرة

ذهبت مسرعة لتنظر من بالباب 
وقلبها يخفق بسرعة 
ولما وصلت الباب وقفت مليا 
تلتقط انفاسها وتهدا من نفسها
ثم فتحت 
الحمد لله كنت احتاجك جدا
صاحبتها هى من بالباب 
لقد ارسلك الله اليا فى وقتك 
خير خير يا بنتى 
تعالى بس نقعد
وهحكيلك كل حاجة 
موافقة 
يالا قولى اللى عندك 
خطيبى قصدى اللى كان خطيبى 
اتصل بيا ...............بجد 
اتصل كتير ولم أرد عليه 
وبعدين أرسل رسالة 
بيقول فيها مضطر 
مفهمتش قصده ايه 
قالت لها صديقتها 
ربما كان مضطرا للسفر 
ربما مضطرا أن يتأخر عليك قليلا 
ربما يخبرك انه سيأتى اليك مهما كان
وماذا فعلت؟
كنت اود سماع صوته 
اتصلت عليه وعندما سمعت صوته ارتبكت 
وغرقت فى البكاء وامواج الذكريات 
ثم ارسلت اليه رسالة 
أخبره انى سأقابله
غدا فى نفس الموعد وفى نفس المكان 
ما رأيك أن تأتى معى ؟
لا عند موعد مع خطيبى 
تركتها صاحبتها وذهبت 
ثم ذهبت وجلست مع ابيها لبعض الوقت 
فأخبرت والدها 
بما جرى 
فقال لها انه شاب يستحق الاهتمام 
واخبرها بانه سأل عليها كثيرا 
وهم أخفوا كل أخبارها حتى لا يكون ملزم بشئ 
فى الظروف التى كانت تمر بها 
وقال لها يا ابنتى 
منذ ان من الله عليك بالشفاء 
لم أتركك تخرجين وحدك 
وغدا ستخرجين وحدك للمرة الاولى
فحافظى على نفسك فانتى زهرتنا الوحيدة 
ونور عينى وعين امك فى دنيانا 
فلا تقلقينا عليك 
حاضر أبى وقبلت يده 
ودخلت لامها 
وطبعت على جبهة امها قبلة حانية 
فابتسمت لها وداعبتها 
ودعت الله لها بالحفظ والستر
ووصتها قائلة 
يا ابنتى انتى عينى 
فاحرصى على ان تنظرى الى كل جميل
أما هو فكان خرج مسرعا لموعد تذكره 
ولما وصلته الرسالة لم يتمالك نفسه من الفرح
وعاد يعد الدقائق واللحظات ينتظر اللقاء
أخذ الهدية فمازال يحتفظ بها كما هى 
وذهب قبل الموعد 
وهى ذهبت الى هناك 
ونزلت من السيارة 
وعندما لامست قدميها المكان 
تذكرت الحادث 
وضعت يدها على رأسها ووقفت مكانها 
ثم صعدت واخذت تنظر اليه فلم تراه 
وبينما هى كذلك شعرت بمن يلمس كتفها 
أستدارت بسرعة اذا به امامها مباشرة 
نظرت اليه نظر اليها 
مد اليها يده فقبضت على يده بقوة 
وتسابقت انفاسهما تدفئ بعضها بعضا 
وتسارعت من عينيهما لدموع 
تروى ظمأ العشاق بعد سنوات سهد واشتياق
أخذها من يدها 
أجلسها فى المكان التى اعتادته 
وجلس امها وظل ينظر اليها وتنظر اليه 
وتركا العنان لعينيهما كى يتكلما بدلا عنهما 
وعندما هم بالحديث 
إذ بها تلتفت بسرعة 
ورسمت على وجهها ابتسامة رقيقة 
فالتفت بسرعة ثم قام ليستقبل القادم 
سلم بحب على الشخص القادم وهى سلمت على صاحبتها 
هل تعرفان بعضكما 
نعم ها هو الشخص الذى ساعدنى أن اصل اليك 
وهى صاحبتى وصاحبتها هذا خطيبى 
تكلمت صاحبتها وقالت لن نأخذ سوى دقائق قليلة 
ثم قالت عندما اتت فى اللقاء الاسبق كانت هى من اوصلتها بسيارتها 
وعندما نزلت وجدت هديتها وقد نستها فنزلت مسرعة كى اعطيها لها 
وفجأة جاءت سيارة مسرعة من الخلف فاصطدمت بسيارتى 
وعندما سمعت الصوت ظنت انى فى السيارة فالتفتت مسرعة فارتبكت وانزلقت وكان ما كان 
ونحن فى طريقنا الى المستشفى أخذت هاتفها وارسلت اليك الرسالة الاولى (مضطرة )
كى تفهم انها منعت من الحضور فى موعدها لظروف خارجة عنها 
وعندما أتم الله عليك الشفاء أرسلت اليه رسالة أخرى فيها كلمة (محتاجة لك )
واخبرت خطيبى ببعض اخبارك كى يخبرها له كى يستطيع ان يصل اليك 
فعلنا ذلك حتى نجمعكما ثانية فانى اعلم كم حب كل منكما للأخر 
الأن قد اجبنا على أسئلتكما وانتهت الالغاز 
نتمنى لكما حياة هانئة سعيدة 
أنت أنت من فعلت كل ذلك 
شكرا لك اختى وحبيبتى وصديقتى 
أنت أغلى عندى منى يا صديقة عمرى 
شكرا لك أريج
قصتى الاولى أريج
اتمنى ان تنال اعجابكم شكرا لكم على وقتكم

الجمعة، 17 يونيو 2011

الحلقة المفقودة

تركته على الهاتف
وغرقت فى البكاء
الى ان غلبها النوم
وهى تحتضن صورهما
وتفترش ذكرياتهما
تذكرت
أخر موعد بينهما
عندما اتفقا على اللقاء
فى نفس المكان
فى نفس الموعد
المعتاد لهما
ها هى تسير
تصعد السلم
متجهة اليه
رأته من بعيد
ينتظرها فى نفس المكان
رأت فى يده هدية
تذكرت
أنها أحضرت
هى الاخرى هدية
التفت بسرعة
فالشوق له  يقتلها
وهى تلتفت 
سمعت صوت تصادم عنيف 
اسرعت 
انزلقت أقدامها 
وقعت على السلم 
وظلت تسقط 
حتى اصطدمت رأسها بحافة الطريق
فغابت عن الوعى
عندما تذكرت ذلك 
قامت من نومها 
مفزوعة تصرخ 
اسرع والدها اليها 
مالك يا ابنتى 
خير اللهم اجعله خير 
لا شئ لا تقلق ابى 
مجرد حلم مخيف 
تناولى بعض الماء 
واستعيذى بالله من الشيطان 
ونامى يا ابنتى 
تركها والدها 
بعد ان هدات 
ولكنها لم تترك الذكريات 
عادت تتذكر ما حكى لها 
عن ما جرى من احداث
بكت مجددا
تذكرت الامها 
جراحها 
لقد غابت عن الوعى 
ولم تعد الى طبيعتها 
الى بعد سنوات 
من لألم والمعاناة
لم تفقد ذاكرتها
لا لا الحمد لله 
ولكنها 
عندما اصطدمت 
بحافة الطريق 
لم تعد ترى النور مجددا
أسرع من حولها بها الى المستشفى 
لابد من السفر للخارج 
تكتم اهلها الاخبار 
وحاولوا الأ يشعروا أحدا بسوء
ظلت تتلقى العلاج 
حتى من الله عليها وعافاها 
وعندما سالت عنه 
قالوا لها لقد سافر للعمل 
وعندما تعودين سيكون فى انتظارك 
ولكنها عندما عادت لم تجده 
ولكنها وجدت أمها فقدت عينها
من البكاء عليها 
فهى ابنتها الوحيدة 

نعم لقد اخبرها اهلها بذلك تخفيفا عنها
ولكن امها لم تتحمل ان ترى زهرتها 
تذبل امامها وينطفئ نورها
ففدتها بعينها
وقالت هى عينى التى أرى بها

تذكرت كل ذلك وهى تبكى 
اذن لماذا عاد اليا الأن 
ما معنى كلمة مضطر التى ارسلها 
اضطر ان يغيب عنى 
كل تلك الفترة 

وهو مازال يقاسى القلق 
لما لم تجيب عليا 
هل حدث لها مكروه 
ام انها لم ترغب فى الاجابة عليا 
ام ظنتنى احد اخر 

فكر وفكر ثم نزل مسرعا 
بعد ان قرر خطوته التالية 
وهى فكرت وقررت 
ثم ارسلت له رسالة 
انتظرك 
فى نفس الموعد 
فى نفس المكان 
ضغطت ارسال 

وحينها 
جرس الباب
يرن 
ارتبكت 
اضطربت 
هل سبقنى وأتى اليا
أسرعت نحو الباب لتعرف من الطارق

الخميس، 16 يونيو 2011

اتصال

قرأت الرسالة 
ودارت الدنيا بها
الرسالة 
لاتحوى 
سوى كلمة واحدة 
مضطر 
ماذا يقصد بها 
أتراه كان مضطرا للابتعاد 
أتراه كان مضطرا للسفر
أتراه كان مضطرا للغياب
أشياء وتساؤلات كثيرة 
جالت بخاطرها
وتشردت فى امواج 
من الحيرة والتشتت
والأفكار تذهب بها هنا وهناك 
ترى .........................ترى
لا يهم ساكمل حياتى 
أعيش على ما يكمن داخلى 
من ذكرياتنا معا 
سابقى أحبه
مهما كان منه
وليقضى الله أمرا كان مفعولا
أما هو
فبات ليله نهاره يحلم بها معه
يحاول الوصول اليها
عاود الاتصال 
ولا تجيب 
لابد ان أصل اليها اينما كانت 
فكر ماذا يفعل 
نعم ليس غيره 
يستطيع ان يساعدنى 
ذهب اليه ساله 
بالله عليك اخبرنى أجدها 
صدقنى لا أعرف 
ليست عندى اية معلومات 
لكنى اعدك ان أتصل عليك 
إذا علمت أى شئ عنها
ذهب متألما 
لكن الامل لم يفنى داخله
مرت ساعات 
الايام تمر متوالية 
كأنها سنوات طوال 
لابد ان اجدها 
أصل اليها 
ساذهب لأسأل عنها 
فى كل مكان 
الأقسام والمستشفيات 
اتصال جديد 
لقد علمت المنطقة التى تعيش فيها 
أخبرنى بسرعة 
.....................
ماذا تقول 
هل تعيش هناك 
نعم نعم هناك 
لم يتمالك نفسه من الفرحة 
وترك الهاتف مفتوحا 
ودون ان يتكلم أسرع يجرى 
تجاه هذه المنطقة 
سانتظر هنا 
على هذه الناصية 
ربما تمر قريبا 
تراها تسكن فى هذا الشارع 
ام هذا 
فى هذا البيت 
ام هذا 
ترى كيف حياتها الأن
واستمر ينتظر
الساعات والأيام 
يجرى نحو هذه يتأمل فى وجهها 
والمارة بدأوا ينتهبون 
لحدوث شئ غريب 
من هذا الذى يقف هنا كل يوم 
انتبه 
غير مكانه 
ينتقل من شارع لشارع 
ومن ناصية لناصية 
لقد تبدل حاله
طال شعر رأسه ولحيته 
لم يعد يهتم به
شغل بها ليل نهار
يااااااااااااااااااااااااااااا الله 
انها هى 
اخيرا 
اسرع نحوها 
لم يستطع النداء عليها
تتبع خطواتها
علم مكانها
ساعود 
ثم سارجع اليها 
فكر 
أذهب اليها 
ام اتصل بها 
ساذهب 
لالالالالالالا
ساتصل 
فعلا 
اتصل عليها 
لم تجبه 
اتصل ثانية 
لم تجبه 
اتصل ثالثة 
لا احد يرد 
ساذهب 
مباشرة الى بيتها 
ويكن ما يكون 
قبل ان يكمل كلماته 
هاتفه يرن 
انها هى 
أسرع بالأجابة 
السلام عليكم 
ألووووووووو
ألووووووووو
ألووووووووووو
سمعت صوته 
فرحت 
لم تتمالك نفسها 
بكت 
وسقط الهاتف من يدها
وهو يجيب 
ألوووووووو
ألووووووووو

الأربعاء، 15 يونيو 2011

مضطر

مضطرة كانت اخر كلمة منها له
قراها
صدم
غضب
ثار
سالت دموعه
هدأ تدريجيا
لكنه لم يستطع نسيانها 
او محوصفحاتها من ذاكرته 
 فقد حفرت حتى كانها توحدت معه 
فصارا كيانا واحدا
انهك نفسه بالعمل والسفر المتواصل
وفى أثناء إحدى سفرياته 
الى مدينة بعيدة 
وصلته رساله 
من رقم مجهول
محتاجه لك
اضطرب 
اتصل باسرته 
بأهله 
بأقاربه 
بأصحابه 
اطمئن على الجميع 
الحمد لله الكل بخير
اذن من أرسل الرسالة ؟
من فى حاجة الى ؟
أتراها هى .........؟؟؟
لالالالالالا
من يجعلها تتذكرنى بعد مرور 
كل هذه السنوات 
اتصل بالرقم 
لا يجيب احد 
وانما اجابة واحدة 
الهاتف الذى طلبته 
ربما يكون مغلقا 
أسرع بالعودة من رحلته مضطربا 
وفى أثناء عودته 
قرر البحث عنها مجددا
فقد استيقظت الذكريات ثانية 
وأشتعلت براكين حبه 
التى خمدت مع مرور الوقت
وصل الى حيث يعيش 
لم يأخذ قسطا من الراحة 
اسرع يبحث ويسأل 
ويتصل بكل اصحابها 
ولم يستطع الحصول على اى معلومة 
الكل لا نعلم عنها شئ
ألم تنساها بعدها 
لقد نسيتك وتحيا حياة سعيدة 
لم يصدقهم 
يحدث نفسه 
أشعر انى مازلت أحيا فى داخلها 
أشعر انها فى حاجة ماسةإليا
واصل البحث مجددا
ذهب الى المكان الذى كانت تعمل به
لقد تركت العمل من سنوات 
ألا يعرف احد مقرها
ألا يعرف أحد الى اين ذهبت 
أحد ينادى ياأستاذ
لحظة من فضلك 
ثم قال له شئ ما
أخذ يتتبع ويذهب الى هنا وهناك 
وفى أثناء سيره وتجواله 
رأها تمرولكنها ليست وحدها 
تتبعها ببطئ من بعيد 
سال عن اى معلومات عنها
حصل على هاتفها
اتصل عليها
نظرت فى هاتفها
قلبها اضطرب 
تسارعت دقاته وتصارعت 
إنه هو ........
ماذا يريد ؟ ماذا يبغى ؟
أتراه مازال يتذكرنى يحبنى 
أجيب على الهاتف ....... تتنتظر مليا لا لن أجيب 
يعاود الاتصال 
ولا تجيب 
صمتت 
بكت 
تعالى نحيبها
أخرجت صوره
رسائله
هداياه
تقلب فيهم 
تتذكر كل لحظاتهم سويا
ورغم كل ذلك مازال الهاتف يتصل ومازالت لا تجيب 
تابع محاولة الوصول اليها 
معرفة أخبارها 
ثم فكر ثانية وقرر 
أرسل اليها 
رسالة 
من كلمة واحدة 
مضطر

الاثنين، 13 يونيو 2011

مضطرة

اشتد حر الظهيرة
وتوسطت الشمس كبد السماء
وغابت السحب
وسكنت نسمات الهواء
واحتمت الطيور بالأغصان
تستظل بها هروبا من أشعة الشمس الحارقة
وتساقط العرق على جبينه
وكثرت المناديل التى تتبدل فى يديه
يجفف بها قطرات عرقه المنسال
ويلتفت يمنة ويسرة
ينتظر قدومها
ينظر فى اقصى الطريق
فيرى وكأن جمال وجهها ملأ ناصية الطريق
وكأن رقة صوتها تطرق أسماعه
وأخذ يفكر ويتخيل ويرسم صورا واحلاما
ويتأمل الهدية التى احضرها معه
فقد انتقاها بعناية
ومر الوقت عليه كسنين طوال
ومع كل دقيقة تمر يلتفت هنا وهناك وينظر فى ساعته
ويشتد الحر
ويزداد العرق
ويخترق رأسه الصداع
وبدأت دقات قلبه تضطرب
قلقا من تأخرها فلم تعتد ذلك
وبينما هو كذلك
رن هاتفه
فارتبك

واسرع يمد يده فى جيبه

والعرق ينسال

ووجهه يشتد احمرار

ويبحث عن هاتفه هنا وهناك

ها قد وجده واخرجه

نظر فى هاتفه

صمت

هدأت جوانحه

المتصل رقم ................

رقم لا يعرفه

ربما تكون هى

اجاب

وبعد حوار وضحكات

قال

النمرة غلط

وعاد ينتظر

ويشتد عليه الاضطراب

ويبدو القلق فى وجهه

وتناسى الصداع

الذى كاد ان يفتك به

ومن جديد الهاتف يرن

نظر ارتبك انها رسالة

انها هى

تزايد العرق

تزايد الاحمرار

بدا يهدأ فى نفسه

ويقول خير خير خير

وفتح الرسالة

فسقطت

الهدية التى كان يحملها فى يده

نزلت دموعه

ارسلت

كلمة

واحدة

هى

مضطرة

السبت، 11 يونيو 2011

تعلمت فى رحلتى (2)

فى ليلة خاصمها قمرها وهجر فراشها وسمح للظلام بأن يلقى باستاره على تجويفاتها وأركانها اصطحبت كعادتى اوراقى وقلمى وبت أسطر صفحات من حياتى حفرت داخلى ولم تنجرف بفعل سيول النسيان ولا تغرق فى وسط تعالى موجات الشرود ولم تمحى من الذاكرة وعاشت داخل جوانح فكرى ورسمت معالم تلك الصفحات وخطت حدودها الشخصيات الذين عشت معهم او التقيت بهم او تعلمت منهم او تأثرت بهم ولكل مرحلة تفكير واسلوب وشخصيات مختلفة تصاحبنى فيها والأن أراها كشريط يمر أمام عينى ذهابا وايابا بصور واضحة لم تنجح أثار الزمان وتغيراته فى ازالة معالمها او حتى استطاعت ان تشوبها بشوائب تقلل من جودة صورتها أو تعريها من طهرها.....صور تتقلب امام عينى الصورة تلو الاخرى فالآن أرى أبى يعلمنى القراءة والكتابة ثم القرآن ويتباهى بجمال خطى ويصطحبنى معه الى المسجد كل صلاة وأرانى أذهب الى المسجد مرتديا جلبابى الصغير مع كل أذان وهذا شيخى يعلمنى كتاب الله ويفرح باجتهادى وحفظى وهؤلاء أصدقائى نقضى سويا أوقاتنا ونستمتع بها وصورة وصورة وصورة ..... الصور تبقى داخلك بحلوها ومرها فتذوق ما يحلو لك من ثمار وتجنب ما يسيئك وهذا مما تعلمته فى رحلتى ............
تعلمت أن اعمل اغلب الاوقات حتى اكتسب رزقى منذ كنت فى السنوات المبكرة جدا من عمرى والى ما يقدر الله لى ان اعيش سابقى كذلك ان شاء ربى فهذه حياتى وقت للتعلم  والدراسة ووقت لمدارسة كتاب الله ووقت للعمل وقليل من الوقت للعب .......قضيت معظم أوقاتى فى الأرض أصادقها وتصادقنى أظمأ معها عندما تكون عطشى وأستمتع بعزفها عندما ترتوى أداعب الندى عندما يلامس أوراق النباتات أغرمت بصوت الطيور عندما تغرد فى نسيم الصباح وقد كنت اعتدت الاستيقاظ على صوتها فما أحلى أن تسيتقظ على صوت عصفور يسبح مبتهلا لله طالبا منه تيسير الرزق الذى غدا يسعى اليه ....أن تحسن اتقان العمل الذى تقوم به من علامات الرجولة والقدرة على تحمل المسئولية وقبل ذلك من وصايا الايمان فاتقن عملك وأده باخلاص تبت طيب النفس منشرح الصدر وهذا مما تعلمته فى رحلتى ..
ما بين صفحات الحياة أتنقل ومع كل شخص ألتقيه يبقى بيننا شيئا يعيش فينا ونتذكره بعد ان ننتقل الى صفحات أخرى فهذا شخص يمد اليك يده بالمساعدة وأخر يمكر عليك وثالث يستغلك واخر يحقد عليك ويحسدك وأخر يحبك ويفديك بروحه وغيره يصاحبك له وغيرهم يصاحبك لك وبين كل ذلك صفحات تطوى وتنسى ونقوش تحفر وتبقى فكم انعم الله عليا ورزقنى اصحابا أقرب إليا منى وهذا من فضل ربى عليا فلله الحمد والمنه .
إذا انعم الله عليك بمن يحسن صحبتك فاشكر الله على ذلك واحفظ له صحبته فليس دوما سهل ان تجد صديقا يصدقك وهذا مما تعلمته فى رحلتى .