الخميس، 13 ديسمبر 2012

مشاهد مبكية



نمر فى حياتنا بكثير من المواقف والأحداث ، بعضها نعيشها وبعضها نعايشها ، بعضها يترك فينا أثرا وكثير منها يمر علينا مرور الكرام ، بعضها يكون  سببا فى تغيير مجرى حياتنا وبعضها ننساه بمجرد تجاوزه وأحيانا قبل أن نتجاوزه ، ليس بالضرورة أن يكون الموقف أو المشهد متعلق بشخصك أو بأحد تعرفه عن قرب ، ولكن الطبيعة الانسانية تغلب على أمرنا فتبقى داخلنا معالم الكثير مما مرنا بنا ومما مررنا بنا ، فمهما ظننا أننا صرنا بلا قلب تخبرنا الرسائل أنه مازال فى الأبدان قلوبا تنبض ، تحتاج فقط من يأخذ بيدها إلى مبتدى الطريق .
يبكينى ويبكى الكثير معى ما نراه حادثا من فرقة وصراع بين  أبناء وطننا حول دنيا زائلة ، حول مناصب وكراسى لا تدوم ، ويجعل قلوبنا تنزف ما نراه من استباحة الدماء والأعراض أما ما يبكى أكثر فهم أولئك المحرضون على تلك الأفعال وهذه الممارسات فضلا عن المقترفين لها .
يبكينى رؤية سيدة عجوز تبحث وسط أطنان القمامة عن بقايا طعام تقيت بها أولادها ، تبحث متفحصة بمهل متحملة رائحة القمامة النتنة التى تسبب لنا الاغماء عندما نمر عليها من بعد فما بالكم بمن تبحث وسطها بل وتستخرج رزقها وطعام أبنائها منها ، ونحن تمتلأ بطوننا بما لذ وطاب وتغمر موائدنا شتى الأصناف والمشتهيات ورغم ذلك قل من يشعر بها ويؤدى شكرها ويحمد الله عليها ،أإلى هذا الحد أصبحت الفجوات بين المستويات عظيمة ؟ أإلى هذا الحد أصبحت الانسانية فينا نادرة ؟ أإلى هذا الحد أصبح الخير فينا شحيحا ؟
 ربما لا أستطيع تحديد المسئول بدقة عن هذه الاوضاع المتناقضة من أناس يموتون جوعا وأخرين يموتون تخمة ،من أناس لا يجدون ما يسترون به عوراتهم وأخرين تغطى أجسادهم شتى أنواع الفراء باهظة الأثمان ،  لكن يقينى أننا كلنا مسئولون عن ذلك بدرجات متفاوتة .
يبكينى رؤية  صبية وشبابا بدت عليهم علامات المشيب وأعمارهم لم تتخطى الخامسة والعشرين بعد ، أتفحص وجوه بعضهم فأجد الهموم قد أثقلتهم وأجد الألام قد غمرتهم وأجد الدنيا قد استعصت مفاتحها عليهم وأجد وكأن الأرض قد ضاقت بهم وكأن الحياة قد بخلت عليهم بإبتسامة تشرق لها عيونهم وكأنهم سقطوا من حساباتنا فلا نلقى لاحتياجاتهم بالا ولا لطلباتهم فى أجنداتنا مكانا .
يبكينى رؤية فتاة تعمل كادحة واصلة الليل بالنهار لإعالة أسرتهم فى الوقت الذى تخلى فيه أبيها عن أسرتهم وفقد أخوها الرجولة والنخوة فاكتفى بالجلوس على المقهى يؤذى كل مار بنظراته وكلماته وأحيانا يخدش حياءه بأفعاله ويظن أن ذلك من الرجولة فى شئ ولو صدق مع نفسه لعلم أن أخته تزن ألافا ممن يدعون ذكورا مثله .
يبكينى رؤية فتاة صغيرة تجلس على حافة الطريق فى ثياب بالية ينام أخوها على قدمها ، وجهيهما شاحبا قد بدت عليه أثار الاتساخ وأيات الفقر ، شعرها خال من أى غطاء متشابك وأنه استعصى فك عقده على علماء الفيزياء والرياضيات ، تبكى عينها من الفقر رغم ما فيها من توهج ولمعان ، تتلوى بطنها من الجوع رغم أن قلبها قد امتلأ عن أخره بالرضا ، فتطبع على وجه أخيها النائم قبلة وتحتضنه بكلتا يديها بقوة وكأنها تحميه وتحتمى به فى زمان قل فيه من ينظر اليهما بابتسامة حب ونظرة مودة  .
يبكينى رؤية أم تعبت سنين طوال فى تربية ابنائها وعندما كبروا كبروا عليها وهجروها وعقوها ، بعضهم يلقى لها بالفتات وبعضهم لا يذكرها أساسا وبعضهم يزورها متخفيا خشية أن تعلم زوجته وبعضهم يلقى بأمه فى بيوت المسنين وبعضهم يخفى عنوانه عنها فقد أصبح مشهورا وأمه بشكلها هذا تسبب له الكثير من الاحراج ، وبعضهم يفر عندما يراها وبعضهم لا يسأل عنها حتى عبر الهاتف وبعضهم يتمنى موتها وبعضهم يقتلها بالفعل وما علموا أنها فقط تحتاج أن تراهم بخير ، فقط هذا كل ما تطمع فيه .
يبكينى رؤية أب يستدر عطف أبنائه عليه ، رضاهم عنه ، سؤالهم عن أحواله ويكاد يرقص اذا زاروه يوما رغم أن قدمه لم تعد تستطيع حمله ورغم ذلك يتفى هنا وهناك من أجل أن يحصل على رزق يهديه لهم ، قدم لهم كل حياته عن رضا وطيب خاطر ولو استطاع أن يهبهم ما تبقى من عمره كى تطول أعمارهم لفعل ورغم ذلك يحجرون عليه ويتهمونه بالسفه وسوء التصرف بل ويتعدون عليه بالسب والضرب والطرد حتى لا يجد لنفسه مأوى .
يبكينى رؤية أخلاق انعدمت وقيم اندثرت وعادات أصيلة كانت فى مجتمعنا يوما واليوم أصبحت تاريخا لا نتعثر بها سوى فى بعض صفحات الكتب أو الأفلام القديمة ، يبكينى رؤية صبية فى الشوارع قد سقطت رغما عنهم أو برضاهم سراويلهم وفتيات قد أكتسين بالعرى وألسنة غمرتها البذاءة وعيون عشقها الخيانة ورجالا تاهوا وسط أسراب النساء ونساء لا تستطيع معرفة نوعهم إلا بسؤالهم إن صدقوا فى الاجابة عليك .
يبكينى رؤية وطنى يضيع تتفكك روابطه أمامنا ، نشدد بأيدينا على رقبته الوثاق حتى أصبح يلفظ أنفاسه الأخيرة بين أيدينا ونحن نشاهده مستمتعين برؤية روحه تفارقه والمسكين يصرخ مستغيثا بنا يظننا منقذين له ولا يدرى أننا من يفعل به ذلك .
لم أكتب هذه الأمثلة كى تبكيكم وفقط بل أردت فى الأساس أن ألمس الجانب الحى فى قلوبكم وعقولكم عسى أن تكون خطوة فى خطوات تصحيح المسار والعودة الى المضمار الصحيح حتى لا تصير أمتنا ذكرى وسط الأمم فيقولون يوما كانت أمة والآن صارت سرابا .




الأحد، 9 ديسمبر 2012

الى من يهمه الامر


عندما يتعلق الامر بالوطن
تعجز الكلمات عن وصف ما نعانيه بل يعجز اللسان عن النطق بما نشعر به بل يعجز القلب عن البوح لباقى الاعضاء بمقدار ما يعتصره من ألم ولأن الجميع مفتون بالوطن فتتصارع كل الحواس فى اخفاء ما تشعر به عن غيرها خشية أن يهن الجسد ويضعف

فسامحونى عن الانقطاع عن الكتابة 

السبت، 24 نوفمبر 2012

الإعلام بين التدليس والتهييس



صخب وفوضى عارمة تسببها الكلمات غير المسئولة ، عقبات وفتن ومصائب تتوالى ، أهداف تخريبية ، سموم تبث وسط أطباق العسل من أفواه تختبئ خلف رابطات العنق الأنيقة ، أناس فاكهتهم الوقيعة بين أبناء الشعب ، شائعات وأنباء كاذبة ، تشويه وتحريف ، دمج للحق بالباطل وإلباث الفساد أثواب العدالة وإبراز أفواه السفهاء على انها أصوات الحكمة والعقل ، تعميق للجراح وتوطين للنفاق والموالسة والتدليس والتهييس وترسيخ جذورها حتى صارت وباء منتشرا بين شتى القنوات والوسائل الاعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة .
طمس معالم كل ما هو صواب حتى صار الكثير يعانون من حالة تيه وتخبط وصار الناس سكارى يتمايلون يمنة ويسرة لا يكادون يعون شيئا حتى يخرج عليهم من لقنهم إياه بالأمس محاولا إقناعهم اليوم بمدى خطأ ما فهموه ووعوه ويحاول اقتلاع جذوره وكأن غيره غرسه فيهم وربما يأتى غدا مجددا ليغرسه فيهم من جديد .
لكل فرد الحق فى اختيار التوجه الذى يشاء وكذلك لكل قناة أو محطة اعلامية مادامت تحافظ على ميثاق الشرف الاعلامى ومبادئه فلا نريد اعلاما موافقا للسلطة ولكن نريد اعلاما صادحا بالحق للسلطة والشعب سواء ، حيثما كان الحق أكون معه فالمعارضة الرشيدة هى التى تقوم وتعترض وتصوب وتقدم الحلول المقترحة فى حالة رؤية الأخطاء وتوافق وتدعم وتعلم وتبنى وتعزز فى حالة الصواب ، أما أن تعارض فقط لمجرد الخلاف أو أن القرارات أتت على مصالحك فأنت نبت سوء لا يسعى سوى لمصلحته ومبتغاه والأجدر به الابتعاد عن العمل العام والجلوس فى مكان يكون بقدره .
أن يكون لك توجه معين ليس بالشئ السئ  مادمت تتحرى الصدق والحق فيما تتناوله وتعرضه فإن الكلمة أمانة تقيم أمما وتخرب دولا وتسبب حروبا وتعكر صفاء الحياة وتفرق صفوفا متوحدة .
والإعلام لغة هو التبليغ والإبلاغ أي الإيصال، يقال: بلغت القوم بلاغا أي أوصلتهم الشيء المطلوب، والبلاغ ما بلغك أي وصلك، وفي الحديث: "بلغوا عني ولو آية"، أي أوصلوها غيركم وأعلموا الآخرين، وأيضا: "فليبلغ الشاهد الغائب" أي فليعلم الشاهد الغائب، ويقال: أمر الله بلغ أي بالغ، وذلك من قوله تعالى: (إن الله بالغ أمره) أي نافذ يبلغ أين أريد به.
والتعريف العام للاعلام هو التعريف بقضايا العصر وبمشاكله، وكيفية معالجة هذه القضايا في ضوء النظريات والمبادئ التي اعتمدت لدى كل نظام أو دولة من خلال وسائل الإعلام المتاحة داخليا وخارجيا، وبالأساليب المشروعة أيضا لدى كل نظام وكل دولة.
أى أن الاعلام هو الاخبار بالشئ ذاته كما هو حاله دون زيادة او نقصان ، دون تشويه أو تحريف ، دون محاباة أو مجاملة ، دون أراء شخصية غير مسئولة ، تنقل الأخبار مجردة ثم نقدم لها التحليل من خلال أناس مؤهلون لذلك فإن بناء الأمم يأخذ أعمارا وهدم الأمم يكفيه أياما وربما ساعات .
القضايا الهامة فى تاريخ الأمة تحتاج الى قراءة متمهلة بعناية وفحص شديدين ووعى دقيق بمقصود كل حرف وأداة وصل ونقاط توقف واتصال ، تحتاج الى دارسين مخلصين يقدمون حب أوطانهم على أهدافهم وأمالهم الشخصية ، يقيمون الكلمة قبل أن تخرج من بين شفاههم ويدركون ما ينتج عنها من أثار ونتائج ، ليسوا أولئك الذين يقذفون بالكلمات هنا وهنا لا يلقون لها بالا ، لا يهمهم مقدار الضرر الذى تسببه كلماتهم وتلميحاتهم ، همهم فقط مقدار ما يعلى ويضاف على خزائنهم وحساباتهم المصرفية ، نعم نعلم ان جل القنوات يتسابقون لاستضافة مثل هؤلاء الأبواق وكأنهم لديهم شغف بإشاعة الكذب والفوضى بين الناس ونعم بعض أصحاب القنوات والقائمين عليها لا يهمهم أوطان ولا مجتمعات ولكن جل همهم مقدار ما يحصلونه من مكاسب وأرباح ونسب مشاهدة تتزايد واعلانات تنهمر ومبيعات اسهم يضارب عليها الكثير من أصحاب الياقات العالية والقبعات الماكرة .
لا ينبغى أبدا أهمال الجانب الاخلاقى والاجتماعى فى المادة الاعلامية ولا ينبغى اهدار القيم والمبادئ والعادات والتقاليد التى يبث فيها هذا الاعلام فالبيئة المحيطة عامل حاكم ، لذا ينبغى مراعاة كل كلمة ، كل أسلوب حوار، كل مادة تعرض ، كل موضوع يناقش ، فالكل مسئول .
يكفينا ما نلنا من جراء الاعلام الموجه سواء ذلك الاعلام الماحى للثقافة المفعم بالمادة الجنسية أحيانا إيحاء وأحيانا بعبارات صريحة وأحيانا بمناظر ومشاهد ساخنة حتى نشأ لدينا جيل منتهى علمهم شهواتهم وكثرت معدلات التحرش والاغتصاب وتزايدت معدلات الجريمة والفساد بأنواعه بمعدلات أبدا لم نسمع مثلها فى وطننا قط ، وكلكم تدركون ما حصلناه من جراء اعلام الفتن والشائعات والأكاذيب السياسية من خلال أفواه لو أردنا ذكر أمثلة من مواقفهم لجفت الأقلام وما أنتهت من ذكر تدليسهم وموالستهم وسوء أخلاقهم وألفاظهم على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم .
برامج تتواصل ليل نهار تتكرر على مختلف القنوات والاذاعات وكأنهم استخدموا الفضاء ليملأوا الدنيا بكلماتهم وصورهم التى تحمل فى ظاهرها الخير وفى باطنها تكمن منابع السوء ، هل أمن أصحاب تلك القنوات الذين يدفعون لهؤلاء الملايين من الجنيهات شهريا مما قد يلحق بهم من أذى أو عقاب ؟ ، هل امنوا أن تنقلب عليهم الطاولة كما انقلبت على غيرهم من قبلهم ؟، أم انهم يسعون فى الأرض فسادا وإفسادا محاولين اكتساب المزيد من الوقت فارين من العقاب ناسين أنهم مدركهم ذلك  لا محالة .
لهؤلاء أقول قدموا لأنفسكم فإن الأيام دول وسنة الله ثابتة ولتتدارسوا خبر من سبقكم تعلمون وأنا أعلم أنكم موقنون بصدق كلامى .
الإعلام رسالة سامية ليس بالتدليس وتلفيق التهم وإلقاء الافتراءات على من يخالفنا الرأى ولا تهييس بكلمات تحوى خزعبلات وطلاسم سحر وشعوذة وضرب من الجنون والخبل وكلمات لا يعيها قائلها فضلا عن كاتبها والمستمع إليها .
الحياة ليست مادة جنسية وغريزة نسعى لتسليط الأضواء عليها وإشباعها ليل نهار فتقام من أجلها الندوات والموضوعات والمناقشات التى لا تنتهى ، فى الحياة ما هو أسمى وأهم من ذلك بكثير دون تجاهل ذلك فلكل شئ قدره ولكل مقام مقال .
بناء الأمة يحتاج الى كل جهد ، الى كل حرف ، الى كل قلم ، الى كل عقل ، الى كل سعى بغية  تقديم الخير للبلاد والعباد .

الخميس، 15 نوفمبر 2012

رسائل فى كلمات

عزيزى الرئيس
رضا الناس غاية لا تنال فاحرص على أن تعمل ما يرضى الله اولا ثم يحقق مصلحة مصر حتى لو تعارض ذلك مع مراد ورغبات البعض بما فيهم جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة فاليوم تمثل مصر كلها فاعمل لمصر ودع التاريخ يحكم على أفعالك وقراراتك بعد ذلك .
أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور
لا أخفيكم سرا أننا مملنا من تقديم البعض منكم مصالحه ورغباته ورغبات بعض الموالين له او الموالين لهم على مصلحة مصر ويعملون ليل نهار على إفساد دستورنا مستخدمين كل الوسائل المتاحة ويجيدون إلباس الباطل ثوب الحق ....فخذوا حذركم واحرصوا على ان تخرجوا لنا دستورا يمثل مصر كاملة ....واعلموا أن الوقت سيف مسلط على أعناقكم .
الأخوة الاعلاميين
قديما كان الكثير منكم يوالس وينافق لصالح النظام البائد ولازال هؤلاء محافظون على موالستهم تلك لصالح نفس الفئة رغبة منهم فى احياء واعادة النظام البائد مجددا رغم يقينهم أن ذلك لن يكون ولكن ربما يكون ذلك مثل التشبث بالرمق الأخير قبل الموت فارحمونا من هرائكم وكذبكم فاليوم نحن فى عالم مفتوح والحقيقة ظاهرة كالشمس فى وسط السماء فاحجبوا عنا نفاقكم وكفوا عنا كذبكم وأحرصوا على أن تخرجوا لنا شيئا يشفع لكم عندنا أو أريحونا من جمال طلتكم يرحمكم الله .
أصحاب المطالب الفئوية
لكم حقوق مشروعة وعليكم التزامات واجبة فأدووا ما عليكم من واجبات تحصلون ما لكم من حقوق وأحسنوا اختيار الوقت ولا تكونوا كالذى يتربص بغيره ينتظر له لحظة موته أو مرضه فإذا أتيح له ذلك قضى عليه ..... فقدموا المصلحة العليا على مصالحكم ويوما ستحتاجون ذلك عندما يمارس معكم ما تمارسونه مع غيركم .
الشعب المصرى
صبرتم الكثير فمزيد من الصبر لبعض الوقت لن يضر واعملوا وتعلموا فالبعلم والعمل تبنى الأمم .
أعزائى البلطجية وأولئك الذين ظهرت عليهم أعراضها
أدركوا أنفسكم قبل أن تهلكوا أنفسكم واسلكوا لأنفسكم نجاة
أهل غزة 
يا أهل غزة صبرا فبعد العسر يسرا وبعد الفجر شروقا وبعد الظلم نصرا

الخميس، 8 نوفمبر 2012

هنا المحطة


هنا حيث كل شئ وضده ، هنا حيث الصخب والهدوء ، هنا حيث العجلة والطمأنينة ، هنا حيث يأتى الأهل ليلقون على احبابهم التحايا قبل السفر، يعلو وجوههم الأمل ، يسألون الله حفظهم ، يستودعون الله دينهم وأمانتهم وخواتيم اعمالهم ، هنا حيث يتضرعون الى الله أن يعيدهم اليهم سالمين غانمين محققين أمالهم ناجحين فى مسعاهم ، هنا تذرف الدموع فى لحظات الفراق تتساقط مصاحبة الإطلالة الأخيرة قبل أذان الرحيل ، هنا تختلط الوجوه تمتزج التعبيرات تتداخل الكلمات وأحيانا يخيم الصمت فوق كل ذلك .
هنا يأتى الأحباب لاستقبال أحبابهم وذويهم ، تبتهج تقاسيم وجوههم بمجرد أن تهب عليهم نسائم العودة تحمل طيب روائحهم ، هنا يتخذ الفرح الوجوه لوحة ينثر عليها أزاهيره وألوانه ، هنا تتعالى أصوات الزغاريد ، هنا تذرف الدموع رغما عن العيون مع الإطلالة الأولى والنظرة الأولى واللمسة الأولى ، هنا تتكلم الشفاه وأحيانا وحدها العيون تقول كل شئ .
هنا عرق الأجساد يشع من كل صوب ، هنا مشقة السعى فى طلب الرزق بادية على كل الوجوه ، هنا حيث الرفق والقسوة ، هنا حيث العنف والرحمة ، هنا حيث البر والسرقة ، هنا حيث الأرض مزدحمة ، هنا حيث الكل مشغول ، هنا عاقل ومخبول ، هنا سائل ومسئول ، هنا الثورة هنا الفلول ، هنا حيث الكد والتعب ، هنا حيث السماحة والجشع ، هنا حيث القناعة والطمع ، هنا غنى وفقير ، هنا قوى وضعيف ،هنا مجرمون يتخفون ، هنا مقهورون ضائعون ، هنا ثكالى حائرون ، هنا أناس تسترهم ملابسهم وغيرهم يظهرون أكثر مما يسترون،هنا أضواء مبهرة ، هنا ممرات مظلمة ، هنا كلاب ضالة وقطط جائعة وأبناء من شدة الجوع يتلوون ، هنا لا تسئل عن ديانتك ، لا تسئل عن جنسيتك ، لا تسئل عن منصبك ، فقط تسئل عن وجهتك .
هنا الكل فى عجلة من أمره،عقارب الساعة وحدها تشغل بالهم ،البعض تمر عليهم حركتها كأنها سنوات عجاف والبعض تسرق منه دون أن يشعر بوخزهها فى جلده كانسلاخ النهار من الليل ، هذا يسأل عن وجهته وهذا يتعجل رحلته وهذا يشكو من تأخر الرحلات القادمة وهذا يؤلمه الانتظار وهذا يحاول ايجاد الأعذار وهذا يعمل هنا ليله موصول بنهار .
صبية بمناديل ورقية جائلون وباعة جرائد فى أطراف المحطة جالسون وبائع مثلجات صوته فظ غليظ وبائع أدخنة مفترش للرصيف وشحاذون يقطعون على المسافرين الممرات وطفلة تبكى تستجدى عطف المارة وشيخ يمد يده طالبا الحاجة وفتاة الى جانب تقف تنادى على البعض تحدثهم منفردة وحملة أمتعة على كل قادم يتسابقون ، ورجال شرطة يحاولون فرض الأمن واحكام السيطرة ورجال النظافة يجدون لرفع القمامة ويحرصون على تجميل المكان ، هنا أناس يقابلون القادمين ببسمة تملأ وجوههم وبشاشة تطغى على ملامحهم مثلها تماما يودعون بها المسافرين .
هنا المحطة حيث الحياة بكافة صورها مصغرة ، حيث المشاعر متضادة متطابقة مترادفة فقط الكل يسعى لحاجته ، البعض يجرى مكبا على وجهه والبعض يسير فى ثقة واعتدال يعلم جيدا مواضع قدمه وكل لمسعاه يغدو.

الاثنين، 5 نوفمبر 2012

وجع السكون



على صخرة صماء جلس ، تصدمه الأمواج التى تندفع نحو الصخرة بشراسة كأن بينهما سنوات من الثأروالآن حمى بينهما الوطيس .
يتعالى هدير الموج يكشر عن غضبه يكشف مقدار الغيظ الذى يخفيه بياض زبده المفروش على السطح ، فيزداد عليه غيظا فيدفعه بقسوة فيرميه فوق الشاطئ فيصير غثاء .
غيوم تتقلب ممتزجة بالسحب تحملها الريح  مسرعة نحوى كأنهم علىّ غاضبين  .
تفور الذكريات فى رأسى تصطدم ببعضها فتكاد جنبات رأسى أن تنخلع ، تلطم الأمواج وجهى فتتساقط العبرات من عينى مستعرة تغلى لا يكاد يطيقها وجهى ، أسمع لصدرى أزيزا علا صوته فوت صوت الأمواج ، فكأنه يصرخ يستنجد بى منى ، يفر منى إلىّ ، يتعلق بى طالبا البعد عنى .
أيها البحر الذى حوى دوما أسرارى ءآلأن تكشف سرى الذى بوحت لك يوما به
أيتها الأمواج التى سافرنا سويا لسنوات طوال حتى صار وجهى مزيجا من قطراتك المتناثرة ءآلأن تنقلبين على ّ وقد كنتى دوما شريكتى ألامى وأفراحى .
أيتها الرياح الغاضبة فى السماء أنسيتى أننى لم أتخذ يوما منك ستر ولا غطاء فدوما كانت السماء غطائى والأرض فراشى حتى صار جسدى كلوحة جمعت معالم الكون .
أيتها الدموع اهدئى وترفقى بعين دوما كانت مضجعك ووسادتك أما كفاك اشتعال عينى حتى فاق لهيبها لهيب الشمس حرقة .
أيتها الذكريات حان وقت خمولك فأسرعى كى تلحقى  بركب الغروب فلم يعد فى جسدى موضع خالى من طعناتك فارحلى عنى وابحثى عن ضحية جديدة تنثرين على حافتها أوجاعك .
أيها البحر أعد لحنك من البداية ودعنى أستمتع معك بلحن غنائك الرائع .
أيتها الرياح هبى حاملة لنا النسيم الدافئ وبشرى الدنيا بالخير .
أيتها السماء أرسلى لنا الأمطار تتساقط علينا قطراتها لتطهرنا من أثار الذكريات التى لا تزال عالقة بقلوبنا وأبداننا .
أيها الأمل عد إلى مزاولة عملك وبث فى النفوس الحياة وفى القلوب الحب وفى العقول الحكمة وفى العيون البريق وفى الصمت التدبر. 
 

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

عامان على رحلتى

بعض الأمور تحتاج إلى الفهم الواعى قبل تناولها والخوض فيها ، ولذا يتوجب على الجميع قبل التحدث بشأن أى شئ صغيرا كان او كبيرا أو التصدر لنقل أى خبر التوثق من مصدره ومن صحة البيانات والمعلومات المنقولة وكذلك محاولة دراسة أبعاد الشئ والأمور المحيطة به فربما نتكلم فى شئ صواب بفهم غير صحيح أو غير دقيق ولذا الفهم الواعى يقينا الكثير من مواطن الذلل .
بالأحرى فى هذا الشأن تجنب الخوض فيه حتى لو أصبحت ملما بأبعاده مادام لم يطلب منك التحدث بشأنه أو للشهادة بخصوصه .
فربما بكلمات خاطئة أو أضيف عليها تتناقلها الألسنة دون ترك مجال للعقول لادراكها تكون فتن لا يعلم ماهية عواقبها الا الله .
المقدمة هى خلاصة ما تعلمته من رحلتى التدوينية فى العامين المنقضيين ، واليوم وانا أخطو معكم برحلتى للعام الثالث أود الوقوف لبعض الوقت لمراجعة نفسى وقلمى وتقييم مدونتى بشكل جيد لكى أرى مواضع الذلل والخطأ فأعمل على تصويبها حتى أتمكن من تصحيح مسار مدونتى إن كانت قد حادت عن الاطار الذى انشئت لأجله ولكى أعمل على تقوية نقاط القوة والتميز فيها ان وجدت فأعيبنونى على ذلك بأرائكم .
فى العام السابق شاركت من خلال بعض الكتابات المنشورة فى مدونتى فى ثلاث أعمال جماعية مطبوعة ( بطاقة هوية - سر القلم - رسائل الى الرئيس ) ومشاركة فى كتاب إلكترونى جماعى ( جراح الياسمين ) وكتابات فردية ( رواية أريج ) وكتاب ( يومك سعيد ) .
حاولت فى كل كتاباتى أن تحوى رسالة وأن تكون ذات مغزى حتى لا تضيع حروفنا هباء .
الآن أضع كل ذلك بين أيديكم منتظرا تقييمكم لرحلتى فأنا أثق فى أرائكم فدوما أعتدت التعلم منكم .
دومتم أغلى أخوة وأخوات .

الخميس، 18 أكتوبر 2012

الأميرة وهو

هى هكذا تحيطها الاسوار الشائكة رغم أنها تسكن فى أعلى برج عاجى لا تكاد تراها عين سوى من يخدمها فقط سوى من يسمح له بالقدوم عليها سوى أصدقاء العائلة والصفوة المقربين من الاسرة الملكية سوى أولئك المغرقين بالأموال العاشقين للسلطة الباحثين عن الجاه اللاهثين خلف المناصب  تحيطهم أطيانهم وممتلكاتهم ولكل منهم حاشية تحيط به وأعوان يمهدون له الطريق .
أما غيرهم فلا يسمح لهم بالاقتراب واذا تجرا أحد وحاول يكون أجله قد حان ، أولئك الذين يعيشون فى كد وتعب ، أولئك الذين يواصلون ليلهم بنهارهم سعيا وراء لقمة عيش تسد جوعهم ، وراء شربة ماء تروى ظمأهم ، وراء درهم واحد لشراء مؤنتهم ، وراء دينار واحد للحصول على دوائهم وعلاج أوجاعهم ،  وراء جنيه واحد للحصول على مأواهم ، كثير ما يتخذون من السماء غطاء ومن الأرض سريرا ومن أوراق الأشجار غذاء ومن مياه البحيرات شرابا ، كثيرة هى الأوقات التى ينتظرون فيها سقوط الأمطار لتبتهج زروعهم لتتساقط الأتربة التى كست جلودهم  .
تقف فى الأعلى تطل على البحيرة واشجار شواطئها المتناثرة وسفنها التى تبدو فى المياه حائرة ، لا تكاد ترى للمياه نهاية فحيثما وجهت نظرها وجدت المياه تحيطها فترفعها للسماء فاذا السحب تحتضنها ، تغرق عينيها الدموع فإذا النسيم يتلقى ما تساقط من عينيها من قطرات يجففها بقبلاته التى يعطر بها وجنتها ويداعب بها خصلات شعرها .
حلمت كثيرا أن تراه ولكن من اين لها به وهى كالسجينة فى قصر مهجور فى أفق مسحور من خلف بحيرات مسجورة ، نعم أحلامها أوامر ولكن بشرط ألا تتعرض الأحلام مع مصالح اسرتهم الملكية ولا تنزل بها الى المستويات الدنيا حتى لا يصيبها داء الفقر .
حلم أن يراها ولكن من أين له بها وهو الذى يحيا لا يملك قوته ،  لا يملك وقته ،  لا يملك نفسه ،  عبدُ يوجهه سيده حيث شاء ، اذا حاول رفع ظهره قليلا لالتقاط أنفاسه ينهال عليه السوط وقد نزعت منه كافة ألوان الرحمة فخلى من كل شئ سوى القسوة والغلظة .
ترى المياه ساكنة فما بال روحها لا تسكن مثلها ،  ترى النسمات مسرورة فما بال ذاتها مكتبئة حزينة ، وصيفاتها يسألنها عما بها ولكنها فقط تجيبهم بصمت وكأنها نذرت للرحمن صوما .
يرى الأطفال تلعب ويتذكر أنه يوما ما وجد من يلاعبه ، يرى الشباب بحياته مستمتع ويتذكر الملقى على عاتقه ويخشى عقاب سيده فتدمى عيناه وتدمع ولا يجد من يخبره بشكواه .
هى فى قصرها تحيا ولكنها لا تحيا ، الجميع يحسدها على ما هى فيه ولا يشعرون كم تعانى من ألم ، ولا يشعرون كم تقاسى من وجع ، يظنون أنها أسعد الأميرات وأكثرهن حظا ومكانة ، وهى موقنة أنها بالأوجاع مغللة ، تختنق من بغض الرائحة التى تداعب أنفها  رغم أن عطرها تفوح رائحته ذكية يدركها القادم من مسافات بعيدة .
 عرقه يتساقط ويتساقط والشمس تتوسط كبد السماء والأعمال المطلوب منه انجازها  ماتزال كثيرة ولم يعد يقوى على إلتقاط انفاسه فقد ألجمه العرق وصارت بشرته بلون الليل القاتم شديد العتمة وأصبحت معدته تتلوى من الجوع وريقه قد جف من شدة العطش .
عندها كل شئ متاح وقتما تريد فقط اشارة منها وكل من حولها يلبى سمعا وطاعة .
عنده كل شئ محدد بأمر سيده حتى جرعات الماء حتى اللقيمات التى بها يقيم صلبه .
منذ ذلك اليوم الذى رأت فيه هذا الشاب يحمل الأثقال على ظهره عندما خرجت بصحبة والدتها ووصيفاتها الى السوق ولم تزل تحلم ان يلتقيان يوما وتجمعهما كلمة واحدة .
منذ ذلك اليوم رأها فيه بينما كان يحمل البضائع لتخزينها فى أماكنها حينها سمع أصواتا تتعالى فرفع عينه فإذا موكب الأميرة يمر وهى ترفع الستائر لترى ما خفى عنها فالتقت العينانان فلم ينسها أبدا .
ولكن هل تتحقق الأحلام يوما ؟....... ربما