الثلاثاء، 31 أغسطس 2021

نهار حار

 

تمر علينا فى الليل  متعهدة ايجار الأنفار للعمل فى الأراضى الزراعية ، تدفع لنا الأجرة وتخبرنا بالأرض التى سنعمل فيها وطبيعة العمل ، نمر على بعضنا ونتفق ان نلتقى على ناصية الحارة فى الصباح ، نحمل ملابس العمل ونسير سويا وان تأخر أيا منا نمر عليه أو نرسل له من يستعجله وغالبا ما نجد صاحب الأرض على رؤوسنا منذ طلوع الشمس او متعهدة العمال ، تتقاضى عن كل عامل مبلغ من صاحب الأرض بخلاف أجرتها عن عملها أيضا وقد تتفق على مقابل معين لانجاز عمل بنظام المقطوعية وتكرى له هى الأنفار حسب المناسب لأجل تحقيق ربح اضافى ، وأحيانا يمر أصحاب الأراضى بأنفسهم يستأجرون العمال قبل الموعد المحدد بوقت كافى كى يتمكنوا من الاتفاق معهم قبل غيرهم ، وكان هناك أكثر من شخص يقوم أكثرهم من النساء .

نلتقى ونذهب جماعة الى " الغيط " وعلى ناصيته نقف صفا واحدا وكل منا أمامه المساحة المخصصة له ونبدأ فى العمل بعد أن نكون قد ارتدينا ملابس العمل وربطنا ظهورنا بالأحزمة أو بالشيلان " غطاء رأس الرجال " أو بالايشاربات " للفتيات " ونغطى رؤوسنا بقبعات صنعت من القماش والبعض يرتدى قبعات تحوى ما يشبه الشبكة البلاستيكية ، نقسم الأرض طولا أو عرضا حسب المسافة الأقصر حتى نشعر بما يتم انجازه فترتفع معنوياتنا فنسرع لاتمام المتبقى ، نبتسم كلما رأينا المساحة التى انتهينا منها تكبر وتكبر، المياه راكدة كنهر تسقط عليها أشعة الشمس فتلتقمها.

الشمس حامية ، تشوى رؤوسنا وتلسع ظهورنا ، المياه تكاد تغلى ، نشعر أن حريقا يشب فى جلودنا ، نشرب بعض الماء ، نرفع ظهورنا لنرتاح قليلا ، نوجه أبصارنا صوب السماء ، ونغطى بأيدينا عيوننا كى لا تصيبها لفحات الشمس ، تصب الشمس حرارتها علينا صبا ، الوقت ثقيل كأنه قطار معطل ، نسابق الألم كى نصل الى الجهة المقابلة من الحقل حتى يسمح لنا بالحصول على استراحة قصيرة ، أصحاب الأرض دوما يتأففون من ذلك يظننون أننا نتلكع ونضيع الوقت ، يخشون أن ينقضى النهار دون ان نكون قد انتهينا من انجاز العمل المطلوب وهناك من كان يفعل ذلك بالفعل ، نستريح مرة أو مرتان لبضع دقائق قبل الغداء وربما نستريح مرة واحدة بعد الغداء ان كان المتبقى من العمل يسمح بذلك ، وقت الغداء نصف ساعة تقريبا نتناول فيها غداءنا ونشرب شيئا من الشاى ان توفر ويصلى منا من يصلى ،  نستعجل انقضاء النهار ونبتهج حين سماع قرآن العصر يردد قادما من المساجد القريبة وتطل بعده النسمات الباردة التى ترطب عن اجسادنا ما حل بها من تعب .

ينتهى النهار وقبله يكون العمل قد انتهى ، تغرب الشمس الى واحتها وتصحب معها حرارتها وقسوتها ، فتفتح مجالا للهواء يتسرب منه نسمات طرية ، نلقى أنفسنا تحت الماء فينزل على أجسادنا بردا طيبا فيرد إليها الحياة بعد أن قضت الحرارة على ما بجلودنا من نفس ، نعود الى بيوتنا لنرتاح ، نقضى الليل على المصاطب نتسامر ، وفى الصباح نغدو الى شمس أخرى .



الاثنين، 30 أغسطس 2021

لم نعد صغارا "34 "

 

عامل ينظف حمام السباحة ، يمسك بيده عصاة معلق فى نهايتها شبكة يلقى بها فى أماكن تواجد بعض الأكياس والاوراق التى جرها الهواء الى المياه ، البعض مثلى بدأ يستيقظ ويخرج الى شرفته ، على عجل نسخن بعض ارغفة الخبز ونقطع شطائر الخيار و قطعة من الجبن وشاى ساخن ، نتنقل بين قنوات التلفاز ويبدو أن أفلام الليل لم تنتهى بعد ، ربما تناولت القنوات قسطا من النوم أيضا ، نرتب المكان جيدا ونجهز حقائبنا ونغادر الشقة ، نغلق الباب ، نستقل الاسانسير ، نعرج يمينا فيسارا ، نلقى التحية على مسئول الأمن ، نمسح السيارة مما لحق بها من أتربة ونبدأ فى السعى ، بسم الله توكلنا على الله ، سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون .

نفتح الGPS حتى لا نضل الطريق الى وجهتنا ونمشى مع الطريق ، فنذكر البنايات والأماكن التى مر بنا من أمامها صاحبنا بالأمس فى جولتنا السريعة بالمدينة ، الكثير خرجوا يتريضون صباحا وبعضهم اصطحب معه حيواناته الأليفة والكل يرتدى ملابس رياضية لا تمت للشتاء بصلة .

المتاجر والمحال لازالت مغلقة تماما ، بعض سيارات الأجرة والنقل الداخلى هى فقط التى تتجول فى الشوارع بحثا عن ركاب ، نمر على منطقة الورش فنجد بعضا منها بدا يفتح أبوابه والصبية ينظفون أمامها ويرون الأرض من عطش الليل ويغسلونها من أثار شقاء الأمس ، عربة الفول فى مكانها تمارس عملها المعتاد فى ملأ بطون الجوعى وتقديم الافطار للمريدين طازجا شهيا .

بدأ الازدحام يطل برأسه قليلا ، كلما اقتربنا من مقر العمل ، ننعطف يمينا فيسارا ثم نصف سيارتنا بجانب السيارات المتوقفة ونعيد روتين الأمس بتفصيل أقل لأنهم الأن أصبحوا يعرفوننا .

أسمع أصواتا مختلفة  ، متداخلة ومتنوعة يغلب عليها الصوت النسائى وهذا طبيعى نظرا لأن أغلبية العاملين فى المكان من النساء وفى المعتاد الصوت النسائى يتردد صداه بكثرة .

نزلف الى المبنى ، لازال القسم الادارى يرتب أعماله ويتم توزيع المهام والأعمال على الجميع فمنهم من يرتب أوراقه لقضاء مهمة ما ومنهم من ينطلق للبنك لايداع  مبالغ ما ومديرتهم تجلس مع سيدة فى مكتب العلاقات العامة ، خرجت إلى لتخبرنى أنها مفتشة من الادارة المختصة بالاشراف المالى والادارى عليهم وجاءت لتحقق فى بعض الشكاوى المقدمة من البعض ضدهم واستئذتنى لبعض الوقت بعد أن عرضت علينا أن ترسل من يحضر لنا افطارا فشكرناها فطلبت اعداد بعض القهوة لنا حتى تتفرغ لنا .

الأحد، 29 أغسطس 2021

مكعبات

 

يبنى من المكعبات بيتا وحوله يصنع سياجا من القطع المستطيلة ، يزخرف البيت بالألون المتوافقة ، يعد له سلالم ودرج ، يبنى له شرفات ، أبطاله يطلون من الشرفات يحرسون العالم ، يصف أمامه عرباته ، وفوق السطح يثبت طائرته على مهبطها ، فى المقدمة مساحة زرقاء يقول انها حمام السباحة الذى يمارس فيه تدريبه بصحبة أخيه ورفاقه ، بابا أنا اتدربت على حركة سوبرمان ، الأشجار تظلل مقدمة البيت وتفترش الخضرة امامه رائحتها تعطر المكان ، بابا بنيت بيتا أسطورى ، أحسن البيوت الأسطورية ،  بابا الساعة 10.42 م موعد وصول "العم جدو" يقضى بصحبته أمسياته ، أكثر الوقت يقضيه مع " د ميشو " ، يقول لى عدد المشتركين فى قناته على اليوتيوب كبير جدا يا بابا ، بابا اعمل like وshare ومتنساش تعمل subscribe ،  موعد سهرة مع العم جدو مقدس لا يمكن النوم قبله بأى حال من الأحوال .

اليوم سابنى لك سفينة ، سنبحر بها فى كل مياه العالم ، سنصحب معنا كل الأمراء والجميلات ، سألعب مع سبايدر مان وأفوز على أبطال الكرة وسأخذ من علاء الدين مصباحه وسأنقذ الأميرة من الساحرة الشريرة ، سنبنى القلعة مع صلاح الدين ، أنا أفضل المهندسين يا بابا ، سنخوض كل المعارك وسننتصر فيها كلها ، بابا أنا عدلت قضبان " توماس " كى يستطيع الصعود لأعلى والنزول لأسفل من الجهة الأخرى ، اختراع جميل بابا أنا عبقرى .

يصنع لنفسه عالمه ، يسمى أصدقائه المتخيلون بأسماء أصحابه الذين يعرفهم عمر ، مالك ، هشام ، انس ، ضحى وجنى ، وبأسماء ابطاله من اليوتيوب ، يبنى معهم بيوتا ، يجروب سويا سباقات سيارات ودراجات بخارية ، يخرجون فى رحلات بحرية ويتجولون فى العالم بطائراتهم ، يتناولون سويا البطاطا الحلوة والزبادى بالفراولة ، هشام يبكى كثيرا ، أحب قطتهم ، ممكن تجيبلى قطة بابا ، خلى عمو يجيبلى قطة عندهم قطط صغيرة كتير، وقفص عصافير وهاتلى أيفون بابا .

يجرى حوارات مع أصدقائه المتخيلون ، تسمع الحديث وكأن عدة أشخاص يتحدثون ويأخذ الحوار مساره الجدى ، نضع هذه هنا وننقل هذه من هنا ، الأفضل استبدال هذه بهذه ، هناك خطأ نعيد الأمر من البداية مجددا ، ليس خطأ نستطيع الاستكمال بنفس الشكل ، هيا نشرب موز باللبن .

كاميرا الهاتف تسجل كل شئ ، يصور بها انشاءاته ، ورسوماته وأفكاره العبقرية ، يصنع من الصلصال أشكالا للأماكن التى يحبها ثم ينفذها من مكعباته وقطعه الصغيرة ، يرسم على الورق صورهم ، يلونهم بنفس ألوانهم ، يلون المساجد والمعالم والمتاحف ، لا يتجاوز الحدود ، ينتهى كل لون مع مولد صاحبه ، عدته بجواره يصلح بها ألعابه ويفكها ويعيد تركيبها ويشكلها مجددا ومطبخه عنده أيضا يصنع فيه ما ياكل ويشرب  .

جمع ألعابك وأعدها مكانها حتى نأكل وننام يا صغيرى ، تعالى شوف ماذا صنعت أولا بابا ، قلعة ، أحسن قلعة فى العالم ، بنيت أمامها كوبرى .... تعالى كل ولا أطلب شرطة الأطفال .... لا خلاص ماما .. عالم من الصور والأشكال والرؤى والحكايات يلهو فيه إلى ان يغلبه النوم وسط حكاياته .



الجمعة، 27 أغسطس 2021

شوق



ألملم الأوراق التى بعثرتها حركة الهواء المباغتة التى اصطدمت بدرفة الشباك ففتحته ، الأقلام أيضا وقعت والصور غادرت مكانها ، الذكريات وحدها ثابتة فى مكانها كـشوكة استقرت فى الحلق ومهما تجرعت من الماء لا يجدى معها نفعا ، شهاب يسقط فى فلاة فيحدث ضجمة ويخرج نور ...

ليل يفر من عتمته وقلب يشتهى فرحا ، يقف على الأبواب ، يطرقها تضرعا ، يناجى ، ينادى بكل جوارحه ، حتى صمته سُمع صوته ، وحتى بكاؤه علاه أنينه .

الروح تشتهى وصلا ، الفؤاد يبغى قربا ، العين تطلب رؤيا ، النفس تسأل رضا ، والقلب يرجوا عفوا .

تركن إلى جذع شجرة ، تجلس وحيدا ، يظلك الليل ، يصاحبك سكونه ، تخلو بنفسك بعيدا فى أدنى الوادى ، ضحية لشوقك وغرام حل ببدنك ، تُعبء صدرك بعبير أخضره الندى ، تغيب فى ليل كسواد شعرها الحالك ، تتدفق المشاهد أمام عينيك كشلال تتصارع دفقاته ، تقبض على رأسك ، تنازعها ، عرير صراصير، نقيق ضفدع وعواء تسمع صداه ، غيطان الأرز وأعواد الذرة وأشجار الكافور ، عشش وزرب .

حكى صديق وقلق أم ورهبة أب ودروس مؤجلة ، مقهى فى بلدة مكانها بعد منتهى الظلمة ، ترابيزة " بنج بونج " وأفلام فيديو وكوب من الشاى .

تنظر إليك خلسة بطرف عينيها ، تراها وتتوارى ، تتلاقى النظرات ، زُرقة العينين ووجه مستدير كقمر ، منديل ورقى يتخلله قلب يفوح عطرا ، كتب فيه

je t'aime beaucoup

سكن الشوق وهدأ ، اطمأنت النفس وارتاحت ، ارتويت بعد ظمأ طويل ، الحنين يحمل الذكرى والدموع تغسل الرؤى .

الضباب يغطى الطريق ، تسلك حدود الغيطان ، تشق الظلمة بخطوات متمهلة تغشى التعثر بحجر أو الخوض فى الوحل أو اصابة منابت الزرع .

تعيد الأوراق الى أماكنها ، توصد النافذة جيدا ، تفتح صندوقا قديما ، فيفوح منه عبق قديم ، تلمع عيناك ويشرق وجهك ، تقرب منديلا من أنفك ... تغمض عينيك وتمضى .



الخميس، 26 أغسطس 2021

رمادى

 

السماء رمادية ، نجمة وحيدة وبقايا سحب ، المشاعر مضطربة ، الأفكار حائرة ، تتخطى الحواجز ، تنسلخ فارة من المضمار ، تقطع قيودها بأسنانها ، قسوة زنزانتها علمتها القسوة ، تبحث عن الضوء ، عن شعاع نور ، عن وعد يوم قُطع وليت الوعود وجدت ليوفى بها وإنما الوعود كالقوانين توضع لتنتهك ... غربة!

إنسى .... إنسانى ...... متقولش ... نرجع تانى

إنسى .... إنسانى ...... متقولش ... نرجع تانى

وبلاش .... بلاش ... تترجى فيا .... تبكى عليا .... مش ممكن يوم ... هقدر أسامح

تترجى فيا .... تبكى عليا .... مش هنسى يوم إن إنت جارح ...

القمر يائس حزين ، يحاول أن يطل بعنقه ، فتخنقه ظلمة الليل ، نثر جنوده حوله فحاصروه من كل صوب ، أحاطوا به فلم يستطع منهم فكاكا ، إستسلم وأطرق برأسه منحنيا يحاول كتمان دموعه ... كسرة!

وإزاى

إزاى ... قلبك يسيبك ... تقسى على قلب حبيبك ... وتزود ناره نار ... إزاى

البعد أنا اتحملته ... سيبتنى فى طريق كملته ... كان صعب وكله مرار

وجاى دلوقتى تقولى خلاص .... ما خلاص ... قلبى انجرح.... خلاص ... خلاص

الطريق تاهت معالمه ، ضلت بعد ان تلاشى النور من أمامها ، الغبار تراكم على الطريق أكواما فما عاد صالحا للمسير ، حبات صفراء ، ناعمة ، تتطاير غضبى فتؤذى العين ، كتلك الأيام التى صارت ... سرابا! .

بعت ... بعت ليه ... خنت ... خنت ليه ... جاى ... بعد إيه ....بتحس بيا

حب ...حب مين ...حلم ...هو فين ... شوق ...شوق لمين ...متقولش ليا

إزاى ... قلبك يسيبك ... تقسى على قلب حبيبك ... وتزود ناره نار ... إزاى

تلاشت الكلمات ، تلعثم بها الفم فسجنت داخل الجسد ، الجسد خالى الروح ، الأطراف ذبلت كأنه حل خريفها ، هشه لا تقوى على شئ حتى الايماءات ما عادت باستطاعتها ، الروح كلمى ، دامية ، متعبة ، ما بقى فيها موضع لم يُنهش كأرضنا العربية ، الجرح هو كل الخريطة ....حماقة !.

  الأمل هو دُمية الساسة ، سحر تلون به الحروف كى ينتزعوا من الخلق حياتهم دون أن يشعروا ، كأس خمر تُسكر الألباب وتُذهب العقول ، أحلام بألوان خمرية وطرق موصولة بالجنة وموانئ ملأى بالحور، أسود تتربص وضباع خائنة ... حقيقة! .

الأربعاء، 25 أغسطس 2021

المطارد

 

أجرى ، أسرع وأسرع ، أفر مبتعدا ، من شارع لشارع ، أقطع الطرق ، المنطقة خالية تماما ، لا أرى سوى أدخنة تتصاعد من بعض البنايات ، أين كل الذين كانوا هنا ، سيارات فوق بعضها تتصاعد منها ألسنة النار ، دماء متناثرة حول الزجاج ، أجرى بعين زائغة ، تعلو دقات قلبى ، خائفة متوترة ، صرخات مضطربة داخلى  ، ألتفت ورائى كثيرا ، أتعثر فأقع وأتكفئ وأقوم ألملم ثيابى ، يسقط حذائى فألتقطه بيدى ، أسمع أصوات من بعيدة أخاف ، أفزع ، أتسلل إلى محطة قديمة ، أختبئ خلف الأعمدة ، جماعات من الكلاب تنبح ، تجرى وأجرى ، من منا يطارد الأخر ، ألمح حجرات فى جانب ، أجرى نحوها ، أجرى بمحاذاة السور ، تفر الكلاب الى الجهة الأخرى ، أحاول أن لا أحدث صوتا يكفى ما فعلته الكلاب ، تنغرس بقدمى قطعة معدنية فأسقط ، تتناثر منها الدماء ، أنزع القطعة الحديدية من قدمى وأتلوى وجعا ، أحاول التماسك وأمشى ، أتكئ ، أدلف إلى الحجرات ، مخازن أبوابها موصدة ، لكنها أبواب قديمة ، أحاول دفعها ، الأول ، الثانى ، الثالث ، أستعين بقضيب حديدى ، أجعله بين الباب والجدار وأضغط فينفتح الباب ، تتلقفنى أفواج من الفئران تتقافز فى وجهى ، أرجع إلى الوراء ، ألتصق بالجدار ، فرت كلها إلى الخارج ، دواليب ومكاتب متآكلة ، تغذت عليها الفئران حتى ثمن بطنها ، بقايا أوراق مبعثرة على الأرض ، روائح عطنة ، بشعة لا أتحملها ، المصابيح لا تعمل ، الغبار وخيوط العنكبوت ، قطع معدنية متكدسة فوق بعضها ، صناديق مختلفة الأحجام ..

ألتقط أنفاسى ، أغلق الباب ثانية ، أجلس مستندا إلى الجدار ، أفرد قدمى أمامى وأضع يدى عليها ، أحاول كتم الدماء وايقاف النزف ، أمسك ببعض الأوراق ، أضعها فوق مكان الاصابة وأضغط عليها ، أقبض على أسنانى وأغمض عينى من فرط الوجع ، أمسح العرق عن وجهى ، مرارته مخلوطة بالتراب فى فمى ، أسحب نفسى إلى الداخل قليلا ، أستلقى ، أبتلع ألمى ..

أسترق السمع إلى الأصوات بالخارج ، نباح كلاب ، طلقات نارية ، تعلو حينا وتهدأ حينا ، أضع يدى على صدرى ، أعانق نفسى ، أخشى أن تتسرب روحى من بين مسام جسدى ، يمر الوقت طويلا ثقيلا ، الأفكار كلها هواجس وهلاوس ، أشم رائحة الموت ، أسمع صوت حركة فانتبه ، فأر يقفز فوق من صندوق بالأعلى ، أدفعه بيدى بعيدا عنى فيعلو صريره ويختفى داخل الصناديق .

أصارع هواجسى وخواطرى ، أمنى نفسى بالفرج ، هذه الغمة ستمر حتما ، عمر الشقى بقى ، لن أقتل فى هذه المرة أيضا ، أختبرت الموت فى مرات عديدة وفى كل مرة أظنها النهاية ثم أجد قارب النجاة ألقاه الله فى طريقى ، أسمع أصوات تقترب ، تفور دقات قلبى ثانية ، دب الرعب فيها بعد أن خمدت ، أسحب نفسى إلى الداخل ببطئ ، أحاول الاختباء خلف الصناديق المتكدسة ، تفر مجموعة أخرى من الفئران ، تتسلل تاركة مكانها لى ، الأصوات تقترب أكثر ، وقع أقدام تخطو قريبة ،  يكاد يقتلنى الخوف ، أسمع كلمات ، يبدو أن هذا الباب مفتوح ، أزيزطلقات نارية ، الباب يدفع ، يتسرب الضوء .......



الثلاثاء، 24 أغسطس 2021

ثلاث حكايات عن الغضب

 

قصص قصيرة للدكتور د محمد المنسى قنديل

صدرت عن دار الشروق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حكاية المطبعة القديمة

فى مقهى ريش يجلس نجيب محفوظ يلتف حوله صغار الكتاب والأدباء والشعراء ، فلفل يعمل جرسونا بالمقهى يتمنى لو أمكنه الكتابة ، فى ركن المقهى يجلس " ماسح الأحذية " ، رجل عجوز يجلس صامتا كشيخ حكيم ، فى الصباح زبائن المقهى قليلون ، سعد ولد فلفل ، يعلمه ، يتمنى أن يحصل على شهادة ، على الأقل لن يعمل جرسونا كأبيه ...

الزبون الأول ، ضخم الحجم ، وجهه مغطى بالعرق ، يضبغ ماسح الأحذية حذاءه فى استغراق واتقان ، ينظر الى صاحب الحذاء فجأة ويخبره أن يغير عمله .

الزبون الثانى سيدة لا ترغب فى مسح حذائها ورغم ذلك يجلس الرجل تحت قدميها يتطلع إليها فتمد له قدمها فيخلع عنها الحذاء فى مهل ثم يصبغه ، يقدمه لها ويخبرها أن الولد الذى تتمنى ولادته سيجئ فتغادر وهى تشتعل فرحا !

الزبون الثالث كان الأستاذ " نجب محفوظ " ، أسرع فلفل نحوه وكان ماسح الأحذية سبقه ، القهوة على الريحة كالمعتاد خالية تماما من أى سكر ، تجرأ فلفل وسال الأستاذ السؤال الذى تمنى كثيرا أن يوجهه له : أريد أن أعرف كيف أكتب ؟

لكى تكتب يا " فلفل " يجب أن ترى بعمق ، وتسمع برهافة ، وتحس بصدق ..

نظر ماسح الأحذية الى الاستاذ وقرأ له ما رأه مسطرا على الحذاء كأنما يقرأ فنجانا ...

ثم قرر " فلفل " أن تكون كتابته عن ماسح الأحذية ...

جاءت عصافير النيل ، هجرت النهر ولا تريد العودة إليه ... إنها جائعة وعطشى !

حكاية لاعب التنس

 اخترت لك مضربا كـ مضرب " نادال " لاعب التنس المصنف الأول عالميا ، التنس لعبة الملوك والأمراء حيث تمتلك وحدك نصف الملعب ، ليست لعبة غوغائية ككرة القدم ، يجرى عشرون لاعب خلف كرة ، الأب يرى فى " كريم " تعويضا عن كل خسائره ، لم يستطع تعلم السباحة لكن كريم يجيدها ، أحب تعلم التنس وها هو كريم يتدرب عليه ، لم يكن يذهب الى النادى بانتظام والآن لأجل ابنه يفعل ، أخذ كريم يضرب الكرة بقوة وقسوة ومدربه يصارع حتى لا يبدو ندا ضعيفا أمام متدربه ، لكن قوة ضربات كريم دفعته الى إلقاء المضرب واعلان ان التدريب قد انتهى ...

حكاية الغلام الذى يحدث النهر

" زيتون " ولد متسخ من اولاد الشوارع ، يهرب من " مطواه " وعصابته ، يفر الى النهر يلقى بنفسه فيه فيحنو عليه النهر ويرده ، يجرى ويختبأ حتى يجده " حداية " ثم يحاول استخدامه ...

الصمت يخيم فوق كل شئ ، حراس المترو نائمون مستندون الى الجدار ، السماء رمادية ، الخيام متكومة فى خوف ، مبللة من ندى الليل ، المياه رمادية تنعكس عليها بقايا الأضواء ، الموجات الصغيرة ترتعد ، تبتعد عن زيتون ، النهر كان صديقه واليوم يبتعد عنه ويفر منه ويشيح بوجهه ..

الأحجار المتكسرة تملأ الميدان ، البرد قاسى ، المصابيح تشع فراشات مضيئة ، تذوب فى برد الليل ، كريات اللهب تتساقط ... ، تصطدم بالأسفلت ، وتنتشر فى دوائر حارقة ، ألسنة اللهب لا يقدر أحد على إطفائها ، تشتبك فى أغصان الشجر وعوارض الخشب ...

جاء ورد النيل فى صفوف متتابعة ، تعلو وتنخفض على سطح المياه ، اوراقها أشبه بقلوب صغيرة ، فى كل قلب منها زهرة بيضاء ، النيل عاد صديقه ولم يعد خائفا منه ...



الاثنين، 23 أغسطس 2021

كل شئ يتغير

 اليوم اقتطفت لكم بعض الورود من بستان الدكتور / ماجد عبدالله

الصادر بعنوان " كل شئ يتغير " ، عن دار نشر تشكيل عام 2018 .

أترككم مع عبيرها 

ثقى بالله يا نفسى ....

 

وإذا نظرت

إلى السماء مناجيا

ورجوت ربك أن يحقق مأملك

 

فرأيت

ما لم ترتجيه مع الدعا

وظننت أن الحزن أطفأ مشعلك

 

لا تجزعن

من الحياة وضيقها

حاشاه رحمن السماء أن يخذلك

 

ولو اطلعت

على الغيوب ولطفها

لعلمت أن الخير فيم اختار لك !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن طال حزنك فى الحياة

وسرت فى درب الهموم

مقيدا وأسيرا

فارفع يديك إلى الكريم وناجه

يارب أرهقنى المسير

فكن لقلبى يا خفى اللطف

سلطانا نصيرا

وغدا ستأتيك البشائر كلها

فاصبر وقل لجبال همك إننى

سأنام مرتاحا قريرا

فلربما يلقى البشير قميصه

يوما فتنسى كل هم عابر

وتعود للدنيا بصيرا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دعوة الحب وإن طالت مجابة

 

ولمحت طيفك

خلف أستار السحر

وكأنه قمر من الخجل استتر

 

والشوق فى جنبى رعد بارق

هز الفؤاد

ففاض عشقا وانهمر

 

فتلاقت الأرواح بعد شتاتها

وحنا علينا العمر

وابتسم القدر

 

وضممت حبك فى السماء كأننى

تلك الغيوم

وأنت زخات المطر

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

تبقين فى نظر الأيام فاتنة

 

أين ابتسامتك البرئية إننى

أخشى بأن تغتالها الأيام

 

مازال فى جنبيك خافق طفلة

يلهو ، وترقص حوله الأنغام

 

لك من شفاه الورد أجمل صورة

تحيى الربيع فتعبق الأنسام

 

مهما حملت من الأسى لا تحزنى

فالحزن للوجه الجميل حرام

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

ويجعل لها ربى مخرجا

 

يا عالم السر همى أنت تعرفه

وأنت تعلم ما فى القلب أخفيه

 

قد حطم اليأس آمالى وبعثرها

وبدد الصمت فى صدرى أمانيه

 

ما كنت أشكو إلى الأحباب خافيتى

فلن يخفف شكوى ما ألاقيه

 

رفعت شكواى للآفاق فى أمل

إن مات قلبى فرب الكون يحييه !




الأحد، 22 أغسطس 2021

لم نعد صغارا " 33 "

 

الليل سكن فلا يسمع سوى الهمس ، الأضواء فقط هى ما يشير الى وجود حياة فى هذه الشقة او تلك ، أشرد مع الحلقات ، اليوم كان مرهقا بحق ، سفر لمسافة طويلة تلاها كل هذه الأحداث ، تطرق رسل النوم على رأسى ، أغلق حاسوبى وأطفئ الأنوار وأُلبى نداءها .

أتقلب كثيرا فى الفراش ، تتقافز الخواطر والأحداث أمام عينى ، هكذا الحال عادة كلما رغبت فى النوم وجدت كل الأشياء تقف بينك وبينه ، تمنعكما من التلاقى وتظل فى صراع مع خواطرك وهواجسك إلى أن يغلب أحدكما الأخر .

أسمع أذان الفجر وللمرة الأولى أسمع صوت مؤذن هنا ، أتوضأ وأصلى ، النوم فارق ، أجلس للقراءة ، الظلام لازال عالقا  ، لازالت ستائره منسدلة على الكون ، أفتح النافذة أستنشق نسمات الفجر ، تقدم رطبة طرية تحمل معها رائحة الياسمين ونعومة قطرات الندى ، هكذا الصبح فى كل مكان له ما يميزه .

أشرد إلى أيام الصبا ، أرى صبية صغارا يخرجون مع أصحابهم بعد صلاة الفجر ، يتلون الأذكار ، نسير الى البلدة المجاورة حيث ملعب الكرة ، لا يوجد فى قريتنا ملعب وانما نلعب فى أى شارع او قطعة ارض خالية بجوار منزل احدهم نسميها " الجرن " ، ولكن البلدة المجاورة فيها ملعب كبير يتوسط المدرسة والمعهد الأزهرى والوحدة المحلية ونقطة الاطفاء ، محاط بمجموعة من الغرف التى تركت خرابا يستغلها اللاعبون فى تغيير ملابسهم ، نذهب باكرا حتى ندرك اللعب لساعتين قبل أن تبدأ اوقات لعب الكبار ، نتقسم فرقا حسب العدد الموجود ونجرى قرعة أى فرقتين تبدأ ويكون الحكم من الفريق الذى ينتظر فى الخارج وغالبا تكون مدة المباراة ربع ساعة ، أحب اللعب ولا أجيده ، دوما ما يمنعنى والدى من اللعب ، واللعبة الوحيدة التى حاول تعليمها لى هى ركوب الدراجة ، لكنى ما اتعلمتها إلا عندما ذهبت برفقة اصحابى نتعلم سويا على دراجة أحدنا وظللنا نحاول حتى تعلمنا رغم كثرة الوقوع والاصابات التى تعرضنا لها ، يومها ذهبنا لبلدة مجاورة ، وقفنا عند قصر كبير ، أمامه مساحة واسعة بها منطقة مرتفعة ، اخترناها مكانا للتعلم وقضينا أكثر اليوم هناك حتى عدنا وقد تعلمنا كثيرا حتى أصبحت أقود الدراجة لفترة دون أقع ، نبدأ من المنطقة المرتفعة ويدفع أحدنا الأخر برفق فيعمل قدميه فى بدال العجلة وينزل بها الى المنطقة المنخفضة وهكذا بدأنا ، والبدايات دوما هى الأصعب فى كل شئ فإذا تخطيت عقبة البداية فكل شئ يليها سهل ، ننتهى من لعب الكرة وعند صهريج قريب نذهب ننظف أنفسنا جيدا من التراب والغبار الذى لحق بنا من اللعب ، ونختار من بيننا اثنان او ثلاثة يذهبون لشراء افطارا لنا جميعا من المطعم القريب بعد أن نجمع من كل الموجودين ثمنه ، نفطر سويا ثم نعود الى بيوتنا .

على مهل بدأ النور يُنثر على الوجود بسخاء والليل رفعت ستائره رويدا رويدا ، تخرج الى الشرفة ، تفرد المقعد ، تلقى بنفسها عليه ، تطلى جسدها بلفحات صباحية من أشعة الشمس ، ترتدى مايوها يكشف عما خفى .



السبت، 21 أغسطس 2021

كحل وحبهان

 

رواية ... للكاتب الأستاذ / عمر طاهر .. صدرت عن دار الكرمة ... القاهرة 2019

فى بيت من بيوتنا القديمة ، تعيش أسرة مصرية تملؤ حياتها المودة ، تقرأ السطور تجد نفسك وسطها بحال من الأحوال ، تصف ما مر به كل واحد منا ، من حب الطفولة لبنت الجيران التى حتى لا تعرف اسمها ولا فى أى صف تدرس ، ودخان أول سيجارة ، ونكتة فاحشة ، ومشاغبات الصغار ، " عيبك يا سيسكو أنك تشكو الجوع دائما وعيبك يا خالو إنك حشاش " ،  الأصل انها تدور فى خمسة ايام لكن تمتد بنا الأيام فمع كل يوم قديم فى الثمانينات تنتقل الى فترة فى الكبر فى العقدين الأول والثانى من الألفية الثالثة ، حفلة للمطرب المفضل يغرى " سيسكو " خاله بحضورها ويخبره أنه سيعمل على اقناع والده بذلك شرط أن يفعل فى خلال الايام قبل الحفلة ما يجعل والده يوافق ، يسحره دوما أن يسأله أحدهم " اتغديت " ، يمر على شقق الجيران فيلقى بأنفه ليعلم طعام كل واحدة منهن ، ففى الطابق الأول طنط مديحة وروائح طعامها دوما هى الأشهى ، وفى الطابق الثانى طنط ألحان التى جعلته يؤجل قراره النهائى بشأن كرهه للسمك ، وفى الطابق الثالث الحاجة أم سمير التى تمتلك أسرار قائمة طعام المدينة الأصلى ورائحة طعامها يحرك معدته .

رواية عن الطعام ، الجوع ، الشبع ، اللذة ، العطش ، عن فن التذوق ، عن وصف الاشتهاء ، لا عجب أن يتسلل إليك الجوع وأنت تقرأ ، فإن كنت من اولئك الذين يحافظون على وزنهم ويضبطون أنفسهم بريجيم قاسى فلا يتناولون الطعام ليلا فنصيحتى لك ألا تقرؤها فى أى وقت من ليل ولكن إن مر بك " سدة نفس " فلن تجد أفضل منها يجعل ريقك يجرى وتسرع إلى أقرب مطعم وستعمل جليا على أن تدخل المطبخ بنفسك لتختار الأكلات إن لم تقم بإعدادها ، لا تقلق ستجد فى هذا الكتاب وصفا كافيا للأكلات حتى التى لا تحبها ، بعد القراءة قطعا ستغير رأيك .

لا تعجب إن وجدت نفسك تقول أن " المسقعة بديعة فى كل أحوالها مع الخبز أو مع أرز " حبة وحبة " ، خلطة ألوان ساحرة ، النظر اليها يرقق القلب .... " ، أو وجدت نفسك على عربة كبدة تتقاسم مع صاحبها سر اضافة جوزة الطيب الى " بطن النار " المكونة من الثوم والكسبرة والتى تسبق الكبدة الى التحمير ، أو تجد نفسك تبطن ساندوتشات الحلاوة الطحينية بالجبنة البراميلى وتدعى " إن لمس القلوب قاعدته الأولى كسر المألوف " ، فتجد " فى المشاوى رصانة قصائد أم كلثوم التى تطل عليك بعد منتصف الليل عبر الراديو فى ليلة شتوية ، بهجة القسط الأخير فى رحلة كانت مرهقة " وقطعا " بعد لحم جيد يستطيع الواحد أن يغفر أى شئ "  .

الطفل يكبر وحب الطعام يكبر معه ، فيبحت عن زوجة " تفتح نفسه " ، يبحث فيها عن طعام أمه ونفس جدته فى وسط كل طعام يأكله ، تفطن "صافية" لمبتغاه فترسل إليه كل يوم ما حرك ذائقته دون أن تخبره " مخبوزات بالقرفة " ، فيسعى حتى يعرف المرسل وتبدأ الحكاية ، لم تكن نحيلة سمراء كـ سحر حب الطفولة ولكنها ممتلئة قليلة ، فوضوية ، معبأة باللماضة وعندها رد لكل شئ ، تحب الأكل مثله .

فجاة تجد نفسك مقتنعا أنه " لا يوجد ما هو أشهى من طعام استقر لفترة داخل فخارة فى النار ، تماما كالتجارب التى تسوى جاذبية الواحد على مهل ، الحلويات تقول إن ما يجعل السعادة جذابا كونها استثناء ، الفاكهة التى أعود بها من السوق لا ضامن لها وهى غدارة مثل اختيارات الواحد العاطفية ... " .

ستجد معانى جديدة للاخلاص لم تخطر فى بالك يوما وستعلم للملوخية فوائد جمة حتى أن زراعتها تصلح فى أى تربة لكنها فقط تحتاج الى قدر من الدفء ، رائحتها هى الونس ولكل شئ رائحة وللتوابل معجزات جمة .