الأحد، 15 أغسطس 2021

لم نعد صغارا " 28 "

 

انقضى يوم العمل الأول وسرنا بالسيارة خلف مرشدنا ، دوران للخلف ثم توجه ناحية اليمين ثم السير فى طريق على اليسار ، الطريق تظلله الأشجار من جانبيه ، شديد النظافة ، والشمس قد خفت شعاعها واكتست السماء بالحمرة والنسيم يجرى خلف أغصان الأشجار والطيور تعاود مساكنها .

ندور للخلف ثم ننحدر ناحية اليمين ، مبانى فارهة ، محال تجارية ، مطاعم شرقية وغربية من أصحاب العلامات التجارية الشهيرة ، صيدليات ، مشفى ، مقاهى " كافيهات " ، أندية ، جانبى الطريق يتوسطهما ممشى ، غرست فها الأشجار والحشائش بامتداده وأعدت فى كل مسافة أعمدة كهربائية تنير بشكل جمالى يضفى على المكان رونقا على طول مساره ، ندور للخلف وبجوار مبنى ضخم تحت الانشاء نصف سياراتنا ، نغلق السيارة جيدا ، نحمل حقائبنا وأشياءنا ، نسجل بياناتنا عند بوابة الأمن ، نزلف إلى المبنى يمينا ، البوابة على اليسار ، وبعد المدخل بحوالى خمسة أمتار تقع بوابة المصعد على اليسار ، نصعد ثلاثتنا للدور الثالث ، باب الشقة مواجه لباب المصعد يسارا .

منتجع سكنى يجمع عدة مبانى تفصل بين كل مبنى والأخر ممرات تصل بين مداخل ومخارج المنتجع ، شقق ذات مساحة متفاوقتة ، تستغل للاقامات السريعة ، للسائحين والمصطافين وزوار المدينة وقليل من اتخذها محلا لاقامته المستمرة ، يتوسط المنتج حمامات سباحة ، أحيطت بمجموعة من المقاعد لقاطنى المنتجع ، يعمل مسئول النظافة على الاهتمام بها وتنظيفها صباح كل يوم ، المياه زرقاء صافية ، قطة تحاول شرب الماء ، محاولات عدة من هذه الناحية وتلك ، انخفاض المياه عن معدلها الطبيعى جعل القطة تحاول محاولات عدة حتى نجحت فى تجرع بعض الماء .

استوديو " هكذا يطلقون على هذه الشقق " ، مساحة صغيرة مكونة من صالة مقسمة الى جزئين أولهما فور تخطى الباب الرئيسى وعن اليمين مطبخ على الشكل الأمريكى جهز بشكل حرف " L " أعدت عليه مستلزمات الطعام والشراب ، بعض الأطباق والأكواب ، ميكروويف ، أسفلها بوتجاز " لم نستخدمه قط " ، يليها ثلاجة جهزها مضيفنا ببعض الجبن والعصائر والخضروات وشطائر اللانشون وبعض أكياس الفينو ...

والجزء الثانى به سرير وكنبة من التى تستخدم فى النوم يواجههما الحائط وبه صنع ديكور وضع به التلفاز وجانب به بعض الكتب المترجمة والروايات ، وبعض ادوات الديكور الصغيرة ، تكييف متهالك لم نستفد منه سوى شكله ، مروحة آيلة للسقوط ورغم أننا فى الشتاء إلا أن الطقس هنا أحيانا يستدعى ذلك ، الشرفة تطل على وسط المنتجع ، حمامات السباحة ، والمبانى المقابلة والمجاورة ، كل الشرف زجاجية تكشف ما خلفها لذا يضع أغلب المقيمين ستائر تستر ذلك ، أغلب الشرفات جهزت بها مقاعد وترابيزات للاسترخاء وأوقات السمر  .

حمام يتوسط الشقة خلف الجزء الذى فصل كمطبخ ، يليه الغرفة الرئيسية وبها سرير ودولاب وكوميدينو ، خلف الباب شماعة للملابس وللغرفة نافذة زجاجية تطل على وسط المنتجع وهى أقرب لليسار والستائر تحجب الرؤيا وتعطى الغرفة مساحة العزلة اللازمة للنوم والاسترخاء .

يستئذننا مرشدنا على وعد ان يعود إلينا بعد ساعة لنذهب سويا لتناول الغداء ولنقضى بعض الوقت نرى فيه المدينة على عجل ، نبدل ملابسنا ونفرغ ما فى حقائبنا فى أماكنها ونصلى ولم نكد ننتهى حتى وجدناه يهاتفنا يخبرنا أنه بانتظارنا أمام المنتجع .



1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

يا الله يا الله دقة تفاصيل المكان ما هذا .....كأنك ترسم صورة لا ترص كلمات ....كأننا هناك نشاهد لا نقرأ .....مبدع سبحان ربى الوهاب