الاثنين، 30 أغسطس 2021

لم نعد صغارا "34 "

 

عامل ينظف حمام السباحة ، يمسك بيده عصاة معلق فى نهايتها شبكة يلقى بها فى أماكن تواجد بعض الأكياس والاوراق التى جرها الهواء الى المياه ، البعض مثلى بدأ يستيقظ ويخرج الى شرفته ، على عجل نسخن بعض ارغفة الخبز ونقطع شطائر الخيار و قطعة من الجبن وشاى ساخن ، نتنقل بين قنوات التلفاز ويبدو أن أفلام الليل لم تنتهى بعد ، ربما تناولت القنوات قسطا من النوم أيضا ، نرتب المكان جيدا ونجهز حقائبنا ونغادر الشقة ، نغلق الباب ، نستقل الاسانسير ، نعرج يمينا فيسارا ، نلقى التحية على مسئول الأمن ، نمسح السيارة مما لحق بها من أتربة ونبدأ فى السعى ، بسم الله توكلنا على الله ، سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون .

نفتح الGPS حتى لا نضل الطريق الى وجهتنا ونمشى مع الطريق ، فنذكر البنايات والأماكن التى مر بنا من أمامها صاحبنا بالأمس فى جولتنا السريعة بالمدينة ، الكثير خرجوا يتريضون صباحا وبعضهم اصطحب معه حيواناته الأليفة والكل يرتدى ملابس رياضية لا تمت للشتاء بصلة .

المتاجر والمحال لازالت مغلقة تماما ، بعض سيارات الأجرة والنقل الداخلى هى فقط التى تتجول فى الشوارع بحثا عن ركاب ، نمر على منطقة الورش فنجد بعضا منها بدا يفتح أبوابه والصبية ينظفون أمامها ويرون الأرض من عطش الليل ويغسلونها من أثار شقاء الأمس ، عربة الفول فى مكانها تمارس عملها المعتاد فى ملأ بطون الجوعى وتقديم الافطار للمريدين طازجا شهيا .

بدأ الازدحام يطل برأسه قليلا ، كلما اقتربنا من مقر العمل ، ننعطف يمينا فيسارا ثم نصف سيارتنا بجانب السيارات المتوقفة ونعيد روتين الأمس بتفصيل أقل لأنهم الأن أصبحوا يعرفوننا .

أسمع أصواتا مختلفة  ، متداخلة ومتنوعة يغلب عليها الصوت النسائى وهذا طبيعى نظرا لأن أغلبية العاملين فى المكان من النساء وفى المعتاد الصوت النسائى يتردد صداه بكثرة .

نزلف الى المبنى ، لازال القسم الادارى يرتب أعماله ويتم توزيع المهام والأعمال على الجميع فمنهم من يرتب أوراقه لقضاء مهمة ما ومنهم من ينطلق للبنك لايداع  مبالغ ما ومديرتهم تجلس مع سيدة فى مكتب العلاقات العامة ، خرجت إلى لتخبرنى أنها مفتشة من الادارة المختصة بالاشراف المالى والادارى عليهم وجاءت لتحقق فى بعض الشكاوى المقدمة من البعض ضدهم واستئذتنى لبعض الوقت بعد أن عرضت علينا أن ترسل من يحضر لنا افطارا فشكرناها فطلبت اعداد بعض القهوة لنا حتى تتفرغ لنا .

1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

مبدع حقيقى فى رسم أى مشهد أو وصف اى حدث فعلا موهوب گانك رسام ترسم لوحة من شدة تفاصيلها كأنها تتحرك .....كالعاده مبدع فعلا ما شاء الله لا قوة إلا بالله