الاثنين، 2 أغسطس 2021

لم نعد صغارا "23"

 

لكأنى بهذا الطريق يمتد أكثر وأكثر ، قطعته من صحراء لا ترى بقعة ماء إلا أذا سقط المطر أو انفجرت إحدى المواسير الممتدة لإيصال المياه إلى تلك المدينة المستجدة حتى رسوت على شاطئ البحر أداعبه بيدى وتلامس نسماته وجهى وكأنه العمر يجرى بين رطب ويابس وفرح وشقاء ونجاح وألم .

سنوات طوال وقرون كثيرة مرت قبل أن يعلم أحد ما لهذا المكان من أهميته فيسرع إلى إحسان استغلاله والاستفادة منه والغرق بخيراته حتى أتى القرن العشرون وحمل معه سر هذا المكان وأوشى به الى الناس .

مدينة تشغل مساحة 40 كم من الشريط الساحلى للشاطئ الغربى للبحر الأحمر ، فمن الشرق تظلها الجبال الممتدة من خليج السويس حتى تندمج فى هضبة الحبشة فى الجنوب ، ومن الغرب يروح عنها البحر الأحمر وشمالا وجنوبا تستدفئ بجيرانها .

مجموعة جزر وثلاثة أحياء هى مكوناتها ، ونسبة لشجرة ضخمة لنبات الغردق كان يجتمع عندها الصيادون القادمون من قبائل شتى وأماكن متفرقة سميت ثم حل مكان الشجرة استراحة للملك فاروق ثم ناديا للقوات المسلحة ثم مزارا سياحيا وهكذا الأيام بين الناس دول .

مجموعة من الأبنية ذات الطابع البدوى يسكنها الصيادون هكذا بدأت ولازالت المنطقة القديمة يطغى عليها ذات الطابع البدوى ، ثم اكتشف البترول فتبدل الحال قليلا إلى أن عرفت السياحة المدينة فأصبح من بها من أهلها ربما أقل من زوراها والعاملين فيها بكثير .

تمتد المدينة فى شريط طولى ينحصر بين هضبتين جيريتين فى سهل ساحلى يتباين اتساعه من منطقة لأخرى ، عشوائية وتلاحم فى المبانى وشوارع ضيقة وشوارع تتسع شيئا فشيئا وطرق متعرجة أما المناطق المستحدثة فشتان بين ذلك وذلك .

انعطف بالسيارة يمينا فى طريق تظله الأشجار من جانبيه بمظهر جمالى رائع وكأنك تسير فى مروج خضراء بديعة ، منسقة ومتناسقة  ، أنعطف يسارا وأدور للخلف متجها نحو وجهتى والطريق الجديد كسابقه تماما إلا أن بعض البنايات شغلت يمينه ...

1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

ما أجمل وصفك لهذه المدينة ..... اشتقنا رؤيتها حقيقى .....سبحان من وهبك حسن الكلمات ودقة الوصف وحلاوة التعبير ماشاء الله ما شاء الله