الثلاثاء، 17 أغسطس 2021

لم نعد صغارا " 30 "

 

انتهى صاحبنا من الاختيار ثم وقفنا برهة ننظر لنختار المكان الذى نود الجلوس فيه ، المطعم من طابقين اختارنا مكانا يقع فى الجانب الخلفى للطابق الاول ، موائد مختلفة وكل مائدة معدة لتناسب أعدادا محددة ، على كل مائدة وضعت الادوات الاساسية التى تحوى التوابل والملح ، علبة مناديل ، زجاجات مياه ، شوك وسكاكين ومعالق ، قائمة بأنواع وأسعار ما يقدمه المطعم ، يسجل الويتر ما طلبه صاحبنا ويسأله ان كان يود اضافة أصناف أخرى ، نغسل ايدينا ثم ننجلس ننتظر تناول الغداء .

الليل قد فرد شراعه على المدينة وبدأت ابواق السيارات تعلو وتداخلت أصوات المارة فلا تكاد تقف على كلمة ، زبائن المطعم أكثرهم من السائحين ، وجوههم وملابسهم تشى بهم ، يجيد العاملين فى المطعم اللغات التى يحتاجونها فى التعامل مع الزبائن ، والابتسامة رسول يكفى لكل استقبال .

شقراء طويلة ، ينسدل شعرها ، ترتدى فستانا قصيرا يكاد يستر بعضا منها ، زرقته تكاد تتساقط منه ، وشم على كتفها  " قرأت أن وشم الجسد من مسببات الاصابة بإلتهاب الكبد الفيروسى والايدز " ، رائحتها طغت على رائحة السمك ، صديقها شديد الحمرة يرتدى سترة بيضاء وسروال قصير ، ينافس صديقته فى مسابقة اى الأقدام أشد نعومة وبياضا ، وبرفقتهم طفلين يشبهانهما كثيرا ، يصعدون للطابق العلوى ! .

بيضاء بشعر كليل صحراء حالك سواده ، ترتدى تنورة حمراء ، تملأ ضحكتها وجهها يرافقها شاب تطغى عليه الملامح المصرية لكنها لا تبدو كذلك ، فى هذه المدينة الجنسيات والأعراق تتداخل كثيرا ، يقررون الجلوس على المائدة المقابلة لنا .

السلاطات أولا ثم الخبز ، الأرز وبعض شرائح البطاطس والجمبرى المقلى ، شربة سى فود ثم باقى وليمة الأسماك التى اختارها صاحبنا ، وجدت طبقا يحوى سمكة ضخمة فسألته عنها قال تلك التى كنت تداعبها منذ قليل " قاتل أم مصاص دماء " ، بالطبع لم نستطع إلتهام كل هذه الوليمة فطلب منا مضيفنا أن ناخذ الطعام معنا فوافقت وطلبت منه أن يغلفه جيدا وقدمناه لحارس الأمن بمقر اقامتنا .

غادرنا المطعم وركبنا السيارة وعدنا الى شوارع وطرق الغردقة لنراها ليلا هذه المرة ، أكثر الطرق والمناطق هادئة تكاد تخلو سوى من القليل جدا من السيارات المارة ، الطريق يتجه نحو الارتفاع وعندما تدور حوله وتنحدر يمينا ينخفض مرة ثانية ، المبانى حوله تبدو خاليه يغلب عليه شكل الفيلل والشاليهات التى لا يزيد ارتفاعها عن طابقين وبالطبع ألوانها مميزة .

ينتقل من شارع الى شارع ومن تداخل الى تداخل حتى وصلنا منطقة بها الكثير من البازارات ومحال الملابس التى تطغى عليها النقوشات المختلفة فأخبرنا أننا فى مقدمة الممشى السياحى .

توجهنا نحو المنتج الذى نقيم فيه وكان بجانب الممشى السياحى فشكرنا مضيفنا على حسن الضيافة واعتذرنا له على ارهاقنا له كل هذا الوقت ، نسيت أن أخبركم ان مضيفنا يشبه الأجانب كثيرا ، لم أكن أعلم ان التواجد والتعامل الكثير مع الأجانب يكسبك صبغتهم ولونهم ، قد تكسبك بعض صفاتهم أو الكثير منها لكن أن تصبح شكلهم فيما هو خارج الهيئة من تفاصيل هذا غريب ، شعره طويل منسدل يصل الى كتفه ، يرتدى حول عنقه سلسلة من الفضه وفى يديه العديد من الاكسسوارات التى لا يعلم مثلى ما يطلقون عليها ، عيناه زرقاوان أيضا ، سألته من أى المحافظات هو فأخبرنى أنه من محافظتى ،  غادرنا السيارة وأمام المنتجع وقفنا ، توجهنا نحو حارس الامن وطلبنا منه أن يتناول عشاءه ، صعدنا الى الشقة التى نقيم بها ، صلينا العشاء ، بدلنا ملابسنا ولازال الوقت مبكر جدا فأجرينا بعض الاتصالات للاطمئنان على أحوال أسرنا ورتبت تليفونيا عمل الغد مع باقى الشباب بالمقر الرئيسى لنا ثم قررنا النزول مجددا للتنزه لبعض الوقت وشراء سكر وشاى ومياه للشرب .



1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

فنان كأنك ترسم لوحه متحركه من الأماكن والأشخاص والألوان .....يا لجمال كل هذا من وصفك ....كالعادة مبدع موهوب موهوب ما شاء الله