الأربعاء، 18 أغسطس 2021

لم نعد صغارا " 31 "

 

الليل أرخى ستاره والمصابيح وأنوار الطرق والشوارع ولافتاتها أنيرت ، الجو كان ممتعا بالنهار وفى الليل أشد روعة ، الناس خرجت الى الشوارع ، يغتسلون من تعب النهار ، يمتصون بعض الهواء النقى ، يقتربون من البحر ، كى يخرج إليهم الهواء وليدا فى أطوار مهده الأولى ، يتسنشقونه ويدعونه يتسلل الى رئاتهم ، صدورهم فى حاجة الى الكثير كى يزيل عنها كل ما علق بها ، الهواء يزيل التعب والهموم التى لحقت بالمرء أثناء يومه ، نقضى أيامنا فى سعى وعمل ، تقابلنا الكثير من المشكلات ، وتقع على عاتقنا الكثير من الهموم وتزعجنا الكثير من الأشياء التى ربما لم تخطر ببالنا وقتها  فيتحول الوقت الى سباق للنجاة ، للبقاء ، لتجاوز المحن ، ثم يجرى الوقت ويمضى كل شئ وكأن شيئا ما كان ، نسمات الليل تفعل كل ذلك .

نغادر المبنى ننعطف يسارا ، الطابق الأرضى بالمبنى مكون من محال تجارية تبدأ بمقهى يليه محل لبيع المستحضرات العطرية ثم بقالة صغيرة و محل للحيوانات الأليفة ويفصل المبنى ممر الى داخله ثم تعاود المحال التجارية كرتها حتى ينتهى جانب المبنى المطل على الممشى .

فى الجهة المقابلة نادى بوابته ضخمة ، مقسمة الى اثنتان احداهما صغيرة لمرور الزوار واجراءات الأمن والسلامة والأهرى لمرور السيارات ، لاحظت أكثر مرتاديه من السائحين .

يلى النادى فندق كبير تمتد مساحته الى الممشى من الجهة الأخرى تجاوره الكثير من المحال أصحاب العلامات التجارية الشهيرة ونقطة للشرطة فى تقاطع الشارع مع الممشى .

خلف المبنى يسارا عدة أكشاك لبيع المشروبات الباردة والساخنة والمأكولات السريعة ، يصدح منها صوت غناء عالى و نصبت خلفها العديد من المقاعد والمناضد ليجلس عليها مرتاديها وتمتد حتى تتقطع مع الممشى .

الممشى طريق كبير يصل الى ما يقارب 7 كم ، على يمينه اتخذت الفنادق مقراتها كى تمتلك البحر كاملا فكل منها يمتد من الممشى الى البحر فلا يستطيع احد الاستمتاع بالبحر الا بدخول الفندق ، بعض الكافيهات والأندية منحت نفس الامتياز لبعض المساحات التى تجاور الفنادق فأضحت متنفس الناس الأرخص وأقصد هنا الأرخص من أسعار الفنادق تحديدا للاستمتاع برائحة البحر ولون مياهه ورطوبة نسيمه .

قطعا لم نعرف ذلك إلا بعد بعض الوقت فقد قررنا البحث عن البحر ونعلم أنه قريب ، بحث فى خرائط جوجل واتخذنا المسار وكلها تشير انها بجانبنا المدينة تنتهى على الخريطة واللون الأسود يشير الى ان المياه تحيطنا من كل جانب ، مشينا طويلا نحاول الوصول والخريطة تمتد ولم نعد نعرف الطريق حتى وجدنا محل بقالة فأشترينا منه مشروبا باردا وسألناه فاخبرنا بذلك .

البازارات اتخذت الجانب الأخر من الممشى وفيها تجد كل شئ وأكثرها للخدمات السياحية ، الممشى يتوسط كل ذلك ، أعدت به الكثير من المظلات وخصصت به الكثير من الأماكن للجلوس أشجار النخيل تسهر على حراسته من جانبيه يرافقها أعمدة الانارة ودوريات للشرطة ، يتوسط الممشى اكشاك ومقاهى كثيرة وبعض المحال التجارية ، بيوت الهدايا ، لعب الأطفال ، باعة ورد ، باعة ذرة ، ملتقطى الصور الفوتوغرافية " حتى فى عصر التكنولوجيا هذا مازال منا الكثير يفضل تخليد الأوقات بالصور الفوتوغرافية " ، أجانب ينزهون حيواناتهم ، الأغلب يسير فى شكل مجموعات ، أطفال يجرون بعرباتهم وأضواء وأبواق السيارات تعلو فى الطريق المجاور .



1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

والله ما أجملها ....وما أروع وصفك وأدقه لشوارعها ومحلاتها ....وكأنك ترسم خريطه بكل التفاصيل بكل التفاصيل ....الهواء يزيل التعب والهموم حقا حقا صدقت حتى وصف الهواء النقى يشعر من يقرأ بالارتياح ....مبدع مبدع مبدع