الثلاثاء، 3 أغسطس 2021

لم نعد صغارا " 24 "

 

على اليسار لافتة تعلن عن طريق متجه الى المطار والى مغادرة المدينة مجددا ، أنعطف يمينا وأراجع خط السير على الخرائط الالكترونية ودقائق قليلة أصل بعدها إلى وجهتى .

أتأمل المنطقة بإمعان ، المبانى وهيئتها ومحتوياتها ، سيارة فول يلتف حولها الناس صباحا كسائر الحال فى كل مدن مصر فى صباح كل يوم ، قبل أن يعرج الناس إلى أعمالهم وأشغالهم يهرولون إلى أقرب عربة فول لتناول وجبتهم الصباحية الشهية كما اعتادوها ، أرغفة طازجة ، طبق من الفول يتصاعد منه البخار ، مزود بالليمون والزيت الحار ، فى مهارة وسرعة يعده الطاهى ، شطائر وقطع متناسقة من الطماطم وصحبة من أعواد الجرجير وقطع من البصل وتطوق بالقليل من الخل .

مناضد خشبية قديمة حولها ما يشبها الكراسى يجلس عليها من أدرك الوقت باكرا كى يجد مكانا فيتناول لقمته جالسا فإن لم يدرك ذلك ربما أدرك المرحلة الثانية تناول إفطاره واقفا حول العربة ، فإن لم يدرك ذلك ويجد مكانا لنفسه يبحث لنفسه عن مكان بالقرب يجلس فيه يتناول إفطاره أو يطلبه ساندوتشات يأكلها حيث يحلو له .

رائحة الفول وبخاره المتصاعد وإلتفاف الناس حول العربة وسرعة ومهارة بائع الفول تجذب المارة ، فأكثر من يمر تخطفه الرائحة فلا إراديا ينعطف إلى هناك حيث يدرك نصيبه .

بائع الفول ذو طبع مرح يبدو ذلك من ضحكاته المتواصلة وكلماته مع الناس وما كتبه على صدر عربته " مخطرش على بالك يوم .... تفطر عندى " ....

صيدلية ، محال بقالة ، فاكهة وخضروات ، فرن ، محال لأدوات الصيد ، جراج للسيارات يتقدمه مول تجارى كبير وقبل ذلك مبنى ضخم تعلوه لافتة " ساقية الصاوى  " ...

الطريق مرهق يهونه قراءة الأماكن والتأمل فى البحر والصحراء والجبال وألوانها ، منحدرات وتلال ، هضاب وسهول ، متعرجات ، البحر هناك بعيد وتظن أنك تكاد تلامس بيدك السحب ، سبحانك ربى ما خلقت هذا باطلا ....

1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

والله أى كلمات تقف عاجزة أمام دقة تعبيرك بالشكل الرائع دا ....فتحت شهيتى على تناول الفول ....ما اروعك مبدع سبحان الله الوهاب