الخميس، 31 يناير 2013

ان تكون معارضا



ان تكون معارضا 

فقط كلمات رنانة وتشبث بأهداف وتطلعات الثورة ومتطلبات محدودى الدخل وأبواق تنشر كلماتك وأبواق غيرها تستضيفك وتمجدك وتبرر لك الكلمات مهما كانت تعنى حتى لو لم تكن أنت ذاتك تفهم مقصد التأويل فمدام يتفق مع ما يثير ويدخل فى أبواب المعارضة فهو مرضى ، أن تقول لا على أى شئ وكل شئ وأن تجيد الرفض لا لشئ سوى للرفض أو إذا رأيت غيرك حقق نجاحا تقلل من شأنه وتنقل الدفة لشئ أخر حتى لا يستتب له الأمر ، ان تكون معارضا يعنى أن تؤمن بايديولوجية الرفض وان تصبح دماء تسير فى عروقك وكلمات تنسال على لسانك فلا شئ سوى الرفض والتغيير الشامل  .

أن تكون معارضا بحق

يحتاج الى رؤية واضحة وحلول للازمات والمشاكل التى تواجه التيارات المغايرة ، الى فهم لتطلعات الوطن ، الى خطط محددة للوصول الى الحلم المنشود ، الى اهداف واضحة المعالم ، الى اراء واقعية ، الى إلمام بأحوال الشعب واولوياته ، الى الحياة فى وسط الاجواء المختلفة لتتمكن من معرفة ما يعكر صفوها فتوجد له الحل ، الى موضوعية فى مناقشة الازمات ، الى واقعية فى عرض الحلول ، الى سعى وتعاون مع الجميع لتحقيق الامل  .

أن تكون معارضا 

لا يحتاج الى علم ولا دراية فقط يحتاج قاموسا يحوى مصطلحات بعينها تجده منتشرا فى ارجاء معرض الكتاب وان لم تجده فى معرض الكتاب فيكفيك مشاهدة اى من قنواتنا الفضائية فى اى وقت وقليل من الوقت يكفيك لاكتساب الخبرة اللازمة وبها تستطيع ان تكون نجما فى سماء هذه الفضائيات فى وقت قصير ربما أقل من وقت مشاهدتك القناة لاكتساب المصطلحات ان كنت تجهلها.

ان تكون معارضا

 يحتاج ان يطلق عليك لقب معارض ولذا ينبغى أن تنثر على جسدك وشخصيتك وهيئتك زى المعارضين وأن ترتاد الأماكن التى يرتادونها وأن تتعود فى كل وقت أن تكون جاهزا للرد بالردود المغايرة لموقف النظام الحاكم ومن يؤيدونه وأن تبحث عن كل عارض للنظام حتى لو كان بدوره معارضا لك وأن تتحالف معه فقد التقت وجهات النظر بينكما فى شئ فأصبحتما رفقاء المعارضة للنظام ، أن تبحث دايما لمعارضك عن الاطاء والثغرات حتى وان كانت صغيرة فبإمكان الكلمات تضخيمها حتى تكبر وتقوى ، أن تتشبث بالرفض لابعد مسافة فاذا وجدت الامور تفلتت من بين يديك فتسرع للتقرب خطوة فاذا تلقى الطعم الطرف الأخر عاودت سيرتك الأولى .

أن تكون معارضا بحق

ينبغى أن تبحث عن الأفضل وتسعى إلبه وتهديه لوطنك ، أن تعمل على تصويب الاخطاء بالتعاون مع كل الاطراف ، أن تدعم عندما ترى غيرك فعل الصواب وأن تقوم عندما ترى عنده الخطأ وأن تكون سمحا لينا رقيقا فلا تزايد ولا تضخم واعط كل شئ حجمه ومقداره ولا تدفعك الاهواء للطعن فى غيرك والعمل بأقصى المستطاع للنيل منه فالحياة تكامل ليست بالصراع والخطوات تتوالى والايام دول والمناصب والكراسى لا تدوم فقدم دوما مصلحة الوطن على كل مصلحة فالوطن باق حتى فناء الكون والأشخاص زائلون يخلد ذكراهم ما يقدمون لأوطانهم وما يتركونه من إرث نافع فشتان بين أن تبقى الخير وبين أن تبقى ما سواه فلا تصنع بيدك ثقوب فى سفينة الوطن .

ليست المعارضة تعنى أن أكو ن دوما على الجانب المضاد لمن أعارضه ولكن المعارضه تعنى الحرص على المصلحة العامة وتوجيه العمل نحوها حيث كانت ومع أى طرف كانت وأن يكون الحق دوما هو سيد الموقف والفيصل بين الجميع فرأيى خطأ يحتمل الصواب ورأى غيرى صواب يحتمل الخطأ .

الخميس، 24 يناير 2013

نعم نجحت الثورة وفشلنا

نعم نجحت الثورة وفشلنا
نجحت الثورة فى قطف رأس نظام فاسد وفشلنا فى استكمال مسيرتها فى اقتلاع جذوره بل وأصبح فشلنا أقسى حين سمحنا لجذوره بالتشعب والتمدد من جديد حتى صارت فى كل ثغر بيننا مثل الفيروس الذى يصعب التخلص منه .
نجحت الثورة فى منح الشعب الحرية وفشلنا فى فهم معنى الحرية ومبادئها وقواعدها وكيفية استغلالها وادارتها وحولناها الى حالة من الفوضى مترامية الاطراف والأذرع فكلما قطعت ذراعا نبت أخر وكأنها اخطبوط بأيد لا حصر لها .
نجحت الثورة فى ازالة الغشاوة من على أعين الكثير وفشلنا حين فتحنا اعيننا على السلطة والمناصب والكراسى وتصارعنا وتسارعنا عليها ونسينا أن الغاية التصحيح الكلى الذى يلزمه تخلية ثم تطهير ثم زرع ثم تحلية وما أشبه موقفنا بموقف الصحابة الكرام فى غزوة أحد عندما رأوا النصر باد امام اعينهم فتصارعوا الى جمع الغنائم ونسوا نهى النبى الكريم لهم عن الوقوع فى ذلك .
نجحت الثورة فى فتح أبواب العلم والمعرفة بكل الشئون الداخلية والخارجية وازالة الحواجز بين الحاكم والمحكوم وفشلنا فى ادارة ذلك فأضعنا هيبة دولتنا  فكأننا نسعى الى طريق تكون نهايته لا دولة ولا ثورة ولا شعب ولا رؤية ولا أمة ولا مصر .
نجحت الثورة فى لم شمل الجميع فكنا يدا واحدة وتفرقنا حينما ذقنا طعم الحياة ففرقتنا السلطة والكراسى وأصبح الكل يسعى لارضاء نفسه وحزبه وجماعته وعشيرته وايديولوجيته التى يسعى اليها ونسينا أو تناسينا اننا كلنا فى سفينة واحدة فان تعاونا تخطينا الصعوبات وان اختلفنا غرقنا جميعا .
نجحت الثورة فى ترسيخ بعض قواعد الديمقراطية وترسيخ قيم ابداء الرأى وفشلنا حين تركنا من ازحناهم بتلك الثورة يطلون علينا من كل فج وعبر كل قناة يتغنون بالثورة بأفواههم ومن قلوبهم يتمنون لو قتلوا كل من قاموا بها وما أفعالهم وكلماتهم الا خطوة فى هذا الطريق وبسذاجة منا أو رضا نعينهم فى تحقيق مبتغاهم .
نجحت الثورة فى توطيد عرى الوطن وفشلنا حينما سمحنا للعصبية الطائفية والدينية والقبلية والحزبية والجاهلية بتفرقينا ونشر سمومها فى عقولنا وأشواكها فى طريقنا .
نجحت الثورة فى الانتصار على الخوف والقهر والطغيان الذى كان قد غمر النفوس وأصابها باليأس من مجرد التفكير فى أى تغيير أو تطوير قد يحدث وبتنا ننتظر لحظات توريث الوطن جيلا بعد جيل وفشلنا فى استغلال ذلك الانتصار وتحويله الى طاقة فاعلة فى اعادة بناء الوطن ومحاولة الاستفادة من كل لحظة ومن كل مورد ومن كل عقل ومن كل فكر ومن قلم ومن كل قرش فى معركتنا نحو البناء والتنمية وبناء مصرنا الجديدة بقوة تضاهى قوة وتفوق قوة محمد على وصلابته فى بناء مصر الحديثة واعدادها دولة قوية تضاهى كل الدول المتقدمة فلسنا أقل من اليابان أو الهند او البرازيل او ماليزيا ....لسنا أقل من أى أحد فبفضل الله نمتلك ما يفوقهم علما ومالا ورجالا ولا مانع من الاستفادة من تجارب غيرنا فى سبيل الوصول الى نهضة دولتنا .
نجحت الثورة فى توحيد الهدف والرسالة والطريق وفشلنا فى الاستمرار فى ذلك وفرقتنا صراعاتنا الداخلية وصرنا كلنا نسعى لخصخصة الثورة وكأنها ملك فئة بعينها فان كانت ملكى فليست لك وان كانت ملكك فليست لى ونسينا انها ثورة أمه ، ليست العبرة بوقت المشاركة فيها ولكن العبرة بما قدمت لها بل لنفسك وما تقدم وما ينتظر منك تقديمه.
نجحت الثورة فى اظهار الصورة المشرفة لنا أمام العالم أجمع وفشلنا فى المحافظة على تلك الصورة وصرنا كل وقت نرى العالم بل ونخبره ونرسل اليه ما يسيئ الى صورتنا والى ثورتنا وأصبح من يتحدثون باسم الثورة هم من اسقطتهم الثورة وأنهت طغيانهم فصرنا عباد مال ومناصب وسلطات وبعضنا صار عبيدا للرفض وبعضنا صار عبيدا لاهدافه وطموحاته وأحزابه وسياساته .
 نجحت الثورة فى قتل حالة الصمت التى أصابت الشعب وأخرجت ما فى جوفهم واظهرت معدنهم الحقيقى فى الوقوف فى وجه كل طاغية سولت له نفسه التحكم فى مصائر قومه وفشلنا فى قتل الطاغية الذى يسكن داخل كل منا فكل ثورى بداخله طاغيه ان احسن كبح جماحه تحققت طموحات وطنه وان أساء هلك ومن قبله وطنه .
ــــــــــــــــــــــــــــ
هذا المقال ليس الهدف منه الجلد ولا الاساءة ولكنها كلمات محب يخشى ضياع وطنه وانفلات الزمام من بين أيدى أبنائه ، كتبته  بهدف ايقاظ الضمائر وتنبيه العقول والعيون واعادة توجيهها نحو رسالتها وهدفها نحو انقاذ ثورتها واكمال اهدافها نحو اعادة تصحيح الرؤى والأهداف ووضع الأقدام مجددا على الطريق الصحيح ، كلمات قصدها توحيد الصف ونبذ الخلافات والفرقة القاتلة ، كلمات غرضها مصلحة الوطن ليست مصلحة النفس ولا الحزب ولا الجماعة ، كلمات قصدها البناء والتنمية والسعى نحو بناء دولتنا المنشودة .
فلعلها لبنة فى طريق بناء وطن . 

 

الثلاثاء، 22 يناير 2013

مقتطفات من كتاب مصر الكبرى لاحمد المسلمانى (2)


 
ان من يحملون راية التغيير اولى الناس بالعصف والتبديل .
اليأس خيانة والأمل وطن .
فاسدون ضد الفساد وأغبياء ضد الجهل ومنحرفون ضد الرذيلة ... تلك معالم مشهد بات يتكرر بانتظام .
ان تافهين لا قيمة لهم باتوا يكتبون فى الصحف ويتصدرون ساحة الرأى والقرار وتافهون أخرون باتوا يتصدرون العمل السياسى ناصحين ومرشدين ليل نهار .
ان ضعاف الثقة لا يقودون حتى أنفسهم ..ضعاف الثقة يرفعون الرايات البيضاء فى قلوبهم قبل أن يرفعوها 
على بلدانهم ....انهم يعيشون دوما حالة واحدة ....هزيمة بلا حرب .
ان الرسالة الكبرى التى تحتاجها مصر الآن هى رسالة الأمل ..أن يعلم مواطنونا أن  مصر لا تزال قادرة 
....وأن الحضارة لا تزال ممكنة .
لا ينبغى أن نلاحق الفساد والجهل موقعا وراء الأخر وشخصا وراء الأخر فى سنوات وعقود وذلك أن القضاء على الفساد المعاصر سيتطلب وقتا يكون فيه جيل جديد من الفاسدين قد ظهر وجيل أخر من الفاسدين يستعد .
هى ضربة رجل واحد فى وقت واحد وفى كل مكان ، هى ثورة اصلاح عنيفة لا تهادن ولا تدلل ولا تربت على الأكتاف .
فى كثير من دول العالم لا يعنى المرض سوى فاصل من العذاب أو محنة محدودة أو وجع له بداية ونهاية ولكن فى بلادنا ...أصبح العذاب مفتوحا والمحنة دائمة والوجع بلا نهاية .
تحتاج مصر الى عنوان
الى حلم
الى طريق جديد ينهى عصر الأنابيب والطوابير
ينهى زمنا كاملا سيطر فيه تحالف عديمى الموهبه .

السبت، 19 يناير 2013

مقتطفات من كتاب مصر الكبرى لاحمد المسلمانى (1)

أصبح جيفارا بمرور الوقت رمزا للاعتراض المفتوح والسخط المستمر ...وبات بعض من يمثلون مدرسته الثورية أسرى صيغة جديدة هى " أيديولوجيا الرفض " وهى ايديولوجيا غير جاده ..عمادها الرفض للرفض .
لدى الذين يعتنقون ايديولوجيا الرفض لا يوجد شئ فى نهاية النفق ولا عائد فى نهاية الرحلة ولا انجاز فى نهاية الطريق ....أصبح الرفض بذاته هو الوسيلة وهو الغاية وهو البداية والنهاية .
ان المحنة الكبرى التى خلقها جيفارا للعالم هى تقصير المسافة بين الثورة والفوضى وخلق نموذج " الثائر السفيه" .
فى مصر الأن بدايات جهد جديد لصالح الاستعمار
هناك من يقومون نيابة عن اسرائيل والغرب بالتمهيد لحرب متقطعة بين المسلمين والمسيحين وبين المسلمين والمسلمين
وفى مصر الأن ينمو ملوك الطوائف من جديد
أفكار من خارج العصر وأهداف من خارج الوطن وأفاق ضد التاريخ
لا يحتاج الغرب أن يأتى الينا الأن ...فبعض الجهلاء فينا ينفذ ما يريد بأفضل وأسرع مما يستطيع واذا كان هدف الغرب ارباك مصر فان هدف الجهلاء اسقاط مصر.
 لا نحتاج الأن الى استعمار جديد ذلك أن العملاء الجدد يضاعفون القابلية للاستعمار ( نظرية مالك بن نبى ) الفيلسوف الجزائرى
إن مصر وهى تمضى من الثورة الى الدولة لا تحتمل عواصف غبار تعوق البصر عن معالم الطريق .
  قال الامير الحسن ابن طلال
إن معضلة العالم العربى الكبرى تدور فى ثلاث كلمات " الطغاة والغزاة والغلاة " ..الطغيان الذى يحكم والغزو الذى قد ينهى الطغيان لكنه يبدأ الاحتلال ، والتطرف الذى يقضى على المناعة الوطنية والحضارية للأمة ...المجتمع الذى يحكمه الغلاة والسلطة التى تحكمها الطغاة وفى صراع المجتمع مع الطغاة والغزاة تكون الفرصة سانحة لأن يحكم الغلاة .