الجمعة، 20 أغسطس 2021

بعد ما يناموا العيال

 

مجموعة قصصية للأستاذ / عمر طاهر ، صدرت عن دار الكرمة بالقاهرة فى 2021 ، تحتوى مجموعة من القصص القصيرة والتى بلغ عددها تسعة عشر قصة متنوعة ، يتسلل فيها الكاتب الى بيوتنا وحياتنا وما يدور فيها من احداث وحكايات ومواقف ، ببساطة وبراعة تسرد القصص وتحكى فتسحب منك بساط الوقت دون أن تدرى .

أنثى العسل

مشهد بين زوجة وزوجها ، مدرس اللغة العربية التى خشيت أن يكون من العينة التى تعرضها أفلامنا فتفاجئ به حبيب عاشق ، يدخل الى المطبخ ليتذكر أيامه قبل الزواج وليعد طعام اليوم ، تبحث عن شئ ترتديه يعجبه ، تطرق الشهوة عتبتها ، تسقط الأنية وهو يحاول أن يحضر بعض الأطباق فتسرع إليه لتعرف ما حدث فينظر اليها فى خجل ويخبرها فتساعده ويجهزان مائدة الطعام على ذكرى ليلة عرسهما ....هذا الرجل لا يستحق أبدا أن يشعر يوما بالوحدة .!

يجيد الاسبانية

شاب يعانى الوحدة تزوج والده بعد سنوات على رحيل أمه بعد أن خيره والده بأن يتزوج هو بفتاة ترضى أن تخدمه وتخدم والده او أن يتزوج والده بسيدة من قريتهم تقوم على حاجتهم ، ثم حملت السيدة فتبدل حال الفتى وأصبح يقضى ليال خارج البيت رفقة أصحابه ، يقف على ناصية الشارع يخرج دخان السجائر من أفواههم ، تعلو ضحكات أصحابه ويكتفى بابتسامة ، كتب قصة قصيرة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى فاضطرب قلب الأب وسعى يبحث عما يحدث لابنه مؤخرا والتحليل النفسى لما وراء القصة ، نصحته زوجته بان يكتب لابنه تعليقا طيبا على قصته وليرى رد فعله ، يطلب من زوجته اعداد الشاى ويفتح الباب يسمع خطوات تصعد على السلم ..

فتاة تشعر بالوحدة فى الثمانينات

تهوى القراءة تشغلها عن كل شئ حتى عن زوجها الذى جعله ذلك يمل منها ، يقول أنها تهمل كل شئ من أجل القراءة ، تقرأ فى خلسة وكلما أقبل عليها خفت الكتاب حتى فقدته وعندما رأته مرة أخرى سارعت الى اقتنائه ، تبغى معرفة النهاية ماذا حدث لبطلتها ، تتخيل نفسها هى وأنها قصتها ، يلقى زوجها بكتبها ، يجلسان سويا لمشاهدة التلفاز ويقضيان الكثير من الوقت معا .

بعد ما يناموا العيال

سائق يعمل لأحد رجال الأعمال الذين اعتادت زوجاتهم أن تفسدن عليهم أوقاتهم ، فى سهرة عشاء تحدث مشادة معتادة ، تغادر مع صديقتها ثم ينزل مسرعا خلفها يحمل فى يدع كيسا يقدمه لسائق ويطلب منه أن يترك له السيارة يقودها بنفسه وأن يعود لمنزله ، يفكر فى حال صاحب عمله وفى حاله ، يحمد الله على نعمة الزوجة بنت الأصول ونعمة الأبناء ، ينظر الكيس الذى فى يده فيفتح اللفافة فيتصاعد من الكباب والكفتة بخارهما ، يشير الى تاكسى ليسرع الى بيته ، يتمنى أن يدرك أولاده قبل أن يناموا حتى يستطيعوا سويا تناول هذه الوجبة ولكنه يعلم جيدا أن أمهم لا تسمح لهم أبدا بتجاوز العاشرة مساء ، لابد من النوم قبل ذلك كى يستيقظوا مبكرا نشطين فيدركوا مدرستهم ، يفتح باب شقته فيجد الأضواء خافتة والأصوات ساكنة ثم ......

أبو يسرا

فارق الدنيا بعد صراع مع المرض ، يسرا كانت قد تفرغت للعناية به بعد ان اصابته الجلطات المتلاحقه ، تعينه فى كل شئ صغيرا كان أو كبيرا ، تدلك له ساقه قبل أن ينام ، زوجها مثلها بار بوالدها ، حتى أنه حمله من الطابق الخامس لعربة الاسعاف ، بينما كان يلقى نظرات سريعة لابنته كلما أفاق ، رغم أن لها أخا يصغرها إلا أن والدها أختار أن يناديه الجميع دوما "أبو يسرا " ، لم تمنعه اصابته ومرضه أن يرقص لها فى عرسها على أغنية " خظوة يا صاحب الخطوة " .

سيرة المرحوم ، المتوسط ، فنجان الست ، ثرثرة الركاب .... وقصص أخرى .



1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

ماشاء الله ....أبدعت فى سرد القصص فعلا أبدعت اختصرت فأوفيت بمهارة اختصارا لم ينقص أى شئ ....مبدع فعلا مبدع كالعادة