الاثنين، 16 أغسطس 2021

لم نعد صغارا " 29 "

 

ننزل سريعا ، نترك سيارتنا ونركب معه فى سيارته ، اغانى وموسيقى أجنبية تتناسب مع المدينة ، يخبرنى أنه لا يفضل الاستماع الى الموسيقى العربية ، وعموما لم يعد فى الموسيقى العربية المنتشرة حديثا ما يشبه الموسيقى العربية ولا الذوق العربى الذى توارثناه بعيدا عن ما يعرف بأغانى المهرجانات فلا تنتمى هذه لأنواع الموسيقى وانما هى نوع من الصخب المزعج والضوضاء المقننة ، اتخذ صاحبنا دور المرشد وبدأ يعرفنا اول اسم المنطقة وأشهر المعالم بها وكيف ننتقل منها الى أى منطقة أخرى داخل المدينة باستخدام وسائل النقل الداخلية وأماكن وقوفها تحديدا ، واذا أردتم استخدام تاكسى اتفقوا أولا مع السائق فكل شئ هنا قابل للفصال والسائقين اعتادوا التعامل السياحى ، على كل حال المدينة صغيرة ويمكنك المرور عليها كلها فى اقل من ساعة بالسيارة لكن لدخول الشوارع والمناطق تحتاج وقتا أكثر ، نظم المرور لبعض الشوارع هنا أماكن للدخول وأماكن للخروج وأماكن أيضا لانتظار السيارات وكل المداخل والمخارج مراقبة بالكاميرات التى وضعتها ادارة المرور للتأكد من الالتزام بالدخول والخارج من الأماكن المحددة .

الكثير من المبانى تحت الانشاء ، الأجانب أعدادهم لا بأس بها بجنسيات مختلفة رغم ضعف السياحة الذى تعانيه البلاد فى العقد الأخير فضلا عن أثار وباء كورونا على العالم كله والذى جعل أغلب الأنشطة والمجالات متوقفة تماما لاسيما الأنشطة السياحية لذا سمعت الكثير من المعاناة فى المعيشة من العاملين والقاطنين هنا فى الأيام التالية ، يخبرنا أسماء المناطق والأماكن التى نمر عليها ، الفنادق منتشرة بمستويات وتقييمات مختلفة ، تقريبا شغلت كل المساحة التى تطل على البحر وكذلك الكافتريات والأندية ، فقط منطقة المارينا ترسو عليها قوارب الصيد وهناك يمكن رؤية البحر والاستمتاع به دون الحاجة للدخول الى فندق أو الجلوس على احدى الكافتريات او الاندية التى منحت امتياز الانتفاع بهذا المكان .

حى الدهار وهو يمثل المنطقة الشعبية بالغردقة ، مكتظ بالسكان ، المبانى يغلب عليها الطابع العشوائى ، الشوارع اتساعها مختلف ، كباقى المناطق الشعبية فى مصر ، المحال التجارية تبيع كل شئ ، مخابز ، أطعمة ، عصائر ، فواكه وخضروات ، منطقة السوق القديمة ، محال الأسماك منتشرة  بكثرة كعادة المدن والمناطق الساحلية ولاسيما  منطقة "حلقة السمك" ، فى هذه المدينة يمكن شراء الاشياء العادية بأسعار غير عادية تماما اذا رغبت فى شرائها من ماركت من أصحاب الأسماء التجارية المنتشرة هنا حتى ان كنت لم تسمع عنه من قبل فى أماكن اخرى ، ـأهل الصعيد هم أكثر ساكنى المدينة برفقة قاطنيها البدو والقليل من المحافظات الأخرى سعيا نحو لقمة عيشه  .

دار بنا بعض الوقت حول مناطق المدينة المختلفة ثم سألنا عن الطعام الذى نرغب فى تناوله فتركنا له حرية الاختيار فقرر الذهاب بنا إلى مطعم أسماك شهير ، فى ميدان مزدحم بعض الشئ توجهنا منه ناحية اليمين فى شارع متجه نحو مسار مخالف للذى كنا نسير فيه ثم كانت الكثير من المحال التى يبدو على مظهرها الخارجى أنها محال تقدم الخدمات السياحية ...

على مهل حتى وجدنا مكان لركن السيارة فى الشارع المزدحم ، واجهة المطعم فخمة ومساحته واسعة ، رائحة السمك تسبق كل شئ ، الموظفون حريصون على ارتداء الكمامات ومستلزمات تعقيم منتشرة ، ابتسامة فى الاستقبال كالعادة والعديد يرشدون رواد المطعم نحو أحواض الأسماك التى وضعت فى جوانب المطعم فى تصميم بديع ،  وبها الأسماك أمامك تمرح لا تعلم أنها ستكون بعد دقائق قليلة طعام لهذا الذى يشير إليها بإصبعه كقاتل يخدر فريسته ! ، أنواع شتى من الأسماك ما نعلم منها وما لم نعلم ، وقفنا نداعب كابوريا عملاقة برفقة بعض الاستاكوزا ،  تركنا لصاحبنا حرية الاختيار فاختار وليمة تكفى لضعف عددنا أو يزيد .



1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

يا لجمال هذه المدينة على دقة وصف كلماتك ....اشتهينا زيارتها وتناول أكلات السمك 😀 ....ما أجملها مدينة وما أجمل وصفك الدقيق لكل نواحيها وضواحيها ....مبدع ما شاء الله