الأربعاء، 4 أغسطس 2021

لم نعد صغارا " 25 "

 

أتجاوز تقاطع الطرق وعلى اليمين وجدت المبنى المنشود ، لافتة تعلن عن اسمه وألوان مبانيه أعرفها جيدا فتلك عادتهم فى باقى فروعهم ، أمامه مساحة متسعة تصطف فيها سيارات الزائرين والموظفين ، أركن السيارة وأنتظر قليلا حتى يهدأ محركها بعد كل هذا الوقت وكل هذه المسافة ثم أوقفه واترجل منها .

أعدل ملابس وأحمل حاسوبى ، أقف دقائق قليلة أمام المبنى أطالع المنطقة وشكل المبنى وتكوينه ورسم صورة كاملة لهيئته فى عقلى ، أحتاج ذلك لنفسى ولعملى أيضا .

تتجاوز مساحة الأرض الاجمالية خمسة عشر ألف مترا ، مجموعة من المبانى المتناسقة ، يفصل بينها مساحات فضاء ، تركت عمدا  لاستغلالها فى أغراض المبنى ، يبدأ المبنى بسور يحيطه كاملا من كل جهاته تتوسطه بوابة ضخمة لمرور السيارات بجوارها بوابة صغيرة لعبور المارة حيث غرفة الأمن ويتوسطها مكتب يجلس عليه موظفان للأمن يدونون فى دفتر أمامهم بيانات الزوار وجهاز بصمة لتسجيل حضور وانصراف العاملين ، يمسك أحد الموظفين بجهاز لقياس حرارة الجميع ويشدد على ارتداء الكمامة وبعد أن تنتهى من ذلك وعند التوجه الى داخل المبنى تمر أولا بجهاز التعقيم .

أتجاوز بوابة الأمن وبوابة التعقيم وأنعطف يمينا ، يتوسط المبنى طريق يصله إلى أخره كما يبدو لى ، الأشجار ذات الألوان المبهجة زرعت ووزعت بتناسق جميل فى كامل أرجاء المساحة ، عن اليمين المبانى الادارية متفرقة ومقار العمل وعن اليسار نادى مقسم لمساحات مختلفة تمارس فيه الألعاب والأنشطة وكل لعبة منحت المساحة التى تناسبها وأحيطت المساحة المخصصة لها بسور يفصل بينها وبين غيرها ، مدرب يعلو صوته وأمامه اصطفت الفتيات بزى موحد يمارسون ما يشبه الجمباز أو هكذا ظننت فمعرفتى بتلك الأمور محدودة ....جدا ، وعلى مسافة صبية يجرون فى صف حول الملعب ، وخلف ذلك مساحات شونت فيها بعض مستلزمات البناء .

وجه قادم يبتسم لى بعينين ذات عسل صافى ، تعرفنى بنفسها وتخبرنى أن صاحب العمل يمر على الموظفين حتى أتناول مشروبى ثم نلتقى لنرتب جدول عملنا ....

1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

ما أروعك فعلا مبدع دقة وصفك للمكان عامل إرشادي لكل ما لم يقم بزيارة هذه الأماكن من قبل .....أنت لا تجعلنى أقرأ ولكنى بالفعل أعيش الحدث ....كالعادة مبدع ما شاء الله ما شاء الله