بسم والحمد لله مالك الملك يؤتى الملك من
يشاء وينزعه ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شئ قدير
والصلاة والسلام على انبيائه وبعد،
أتوجه برسالتى هذه الى سيادة الرئيس راجيا أن
يتسع صدره لما جاء فيها والله أشهد أنى لا أبغى من وراء هذه الرسالة سوى الخير
للرئيس ولمصر ، حفظ الله مصر أمنا أمانا
وسائر البلاد .
سيادة الرئيس
لا أعلم هل الواجب عليا أن أهنئك أم أواسيك ؟
أهنئك على ثقة الشعب فيك وتوفيق الله لك واختيارك
لقيادة سفينة الوطن فى هذا الوقت الذى علت فيه الأمواج فصارت سفينتا تبحر ضد
التيار ووحده ربان ماهر يستطيع الابحار بها بسلام وقد قدر الله ان تكون انت الربان
فإن أحسنت سبقناك الى الاحسان وان أسأت فلنا الحق فى تصحيح مسارك بكل الطرق
السلمية .
أم أواسيك على ما ابتلاك الله به فإن
الولاية ابتلاء وما اعظمه من ابتلاء لكن الجزاء من جنس العمل وما كان الاجر العظيم
الا للعمل العظيم فاحرص على الأجرالعظيم .
سيادة الرئيس
ينبغى دوما أن تتذكر أنه كى تصل الى مكانك
هنا وتصل معك مصر الى هذه اللحظة فإن هناك
كثير من الارواح قد أزهقت وكثير من الدماء قد أريقت وكثير من المصابيح قد أطفئت
وكثير من النفوس عذبت وكثير من الاوقات انقضت – فاتق الله فى شعب دفع لأجل حريته
عمره وروحه ونفسه ووقته وماله .
سيادة الرئيس
قبل أن تبدأ أولى خطواتك داخل قصر الرئاسة
تدارس جيدا تاريخ من سبقوك " لقد كان فى قصصهم عبرة " ولتعلم أن سلطان
البشر لا يدوم فوحده الله يبقى ، ولتعلم أن المنصب لو دام لغيرك ما وصل اليك وأن
الشعب الذى سخره الله لاختيارك قادر بفضل الله على أن يثور ضدك ويصحح لك مسارك ولك
فيمن سبقك المثل .
سيادة الرئيس
اختارك الشعب لتكون مؤتمنا على تاريخه وحاضره
وتصنع معه مستقبله فتذكر دوما أنك خادم للشعب ولتحسن أداء أمانتك ولتعلم أنك ستسأل
أمام الشعب ثم أمام التاريخ ثم أمام الله عن قراراتك وأفعالك فاختر لنفسك نجاة .
سيادة الرئيس
ليكن العدل سمتك فالأمة العادلة تنتصر وتبقى
والأمة الظالمة تفنى وتهلك ، ولتعمل على جعل الجميع أمام القانون سواء ابتداء بك
وحتى أخر مواطن على أرض الوطن ، ولتذكر دوما أنك رأس الدولة وأن تابعيك بك مقتدون
فاعمل على ان تكون خير قدوة لرعيتك.
سيادة الرئيس
اجعل الصدق والشفافية فى عرض كل شئ سبيلك فى
التعامل مع شعبك وأحسن اختيار رجالك ومعاونيك ولتكن معايير اختيارهم قائمة على
الكفاءة والصلاح وفقا لما يقتضيه المنصب لا وفقا للاهواء والصلات والمصالح ، وليكن
ولاؤك لشعبك لا لحزب بعينه ولا لفئة بعينها فانت خادم عند الشعب كله ، فإنك إن تك
صالحا يصلح الله شعبك ورعيتك ويسخر الله لك رجالا مخلصين يعينوك على أمرك .
سيادة الرئيس
يوم تولى عمر بن عبدالعزيز الخلافة ورجع الى
بيته وود أن يأخذ قسطا من الراحة قبل أن يبدأ عمله فعاتبه ابنه قائلا كيف تنم وفى
رقبتك مظالم العباد فعاد الى مجلسه وجمع الناس وعمل على قضاء حوائجهم فكان بذلك
خامس الراشدين ، فلا تنم ولشعبك مظالم لم تنظر ، ولا تنم وفى رعيتك فقراء لا يجدون
القوت ، ولا تنم وفى رعيتك من لا يجدون المأوى ، ولا تنم وفى رعيتك مرضى لا يجدون
ثمن الدواء ، ولا تنم وفى رعيتك أرامل لا يجدون من يعيلهم ، ولا تنم وفى رعيتك
مظلومين ينتظرون منك نصرتهم ، ولا تنم وفى رعيتك شباب عملهم الفراغ ، ولا تنم
وتعليم ابناءك يرسخ داخلهم الجهل ، ولا تنم وفى رعيتك عذارى طعامهم الأمل ، ولا
تنم ونيل الكنانة هناك الكثير يتلاعبون بحصتنا منه ، ولا تنم وحدود مصرنا تنتهك ،
ولا تنم وأنت لم تمهد الطريق بعد .. فاشغل بشئون شعبك وقبل ذلك لا تنسَ حق الله
عليك فإنك إن ترضى الله يرضى عنك ويرضى عن شعبك
سيادة الرئيس
جئتك أحمل على عاتقى هموم شعب أودع فيك بعد
الله أمله فاحرص على أن تؤدى لنا وديعتنا فذاك عملك الذى استعملناك من أجله .
اسأل الله أن تجد كلماتى صدى عندك وأن تصغى
اليها فإنها ليست كلماتى فقط وانما رسائل شعب ينتظر من رئيسه أن يكون عند مراده
فنحن شعب مسالم كبركان خامل إذا استثير أتى على الأخضر واليابس فلا يذر خلفه شيئا فانتبه
سيدى لموضع قدمك.
سيادة الرئيس
إن بناء الأمم يقوم على سواعد أبناء الوطن
ولقد من الله على مصر بكثرة العدد ونحتاج فقط الى قائد يعيد الروح ويبث الأمل كى
نعمل سويا على بناء أمة قوية كرامة أبنائها مصانة فى الداخل والخارج تتعامل مع كل
الدول راسا برأس ومثلا بمثل ، نريد ان نرى العالم مجددا كيف يعيد أبناء من علموا
العالم الحضارة بناء حضارة جديدة تصدر للعالم العلم والمعرفة والاخلاق والقيم فنحن
أمة لها تاريخ نبنى بيدنا حاضرنا كى يكون مستقبلنا وفق ما نحلم به دوما نأمل
سيادة الرئيس
نريد أن تسمع منا لا أن تسمع عنا ، نريد أن
تكون قريبا لشعبك مخالطا لهم ، لا نريد رئيسا يعيش فى برج عاجى يعلم عن شعبه من
مرئوسين الله أعلم بما ينقلون اليه ، فربما معلومات خاطئة تؤدى الى قرارات خاطئة
تعصف بأمة فى وقت نسعى فيه لبناء أمة
وختاما
" واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا
يظلمون "