الجمعة، 4 سبتمبر 2020

حديقة الأرامل

 

مجموعة قصصية للروائى والقاص العراقى " ضياء جبيلى " المولود فى البصرة ، له العديد من الروايات مثل " لعنة ماركيز – وجه فلسنت القبيح – بوغيز العجيب - أسد البصرة – المشطور .... وغيرها " والعديد من المجموعات القصصية مثل " ماذا نفعل بدون كالفينو – لا طواحين هواء فى البصرة – حديقة الأرامل " ، شارك فى العديد من الكتابات المشتركة وحصل على العديد من الجوائز الأدبية .

حديقة الأرامل مجموعة قصصية تحوى سبع عشرة قصة تنوعت بين الواقعى والغرائبى والفانتازى وللحرب أثر باد على ما ورد فيها ورائحة البصرة تطغى عليها .

عمر الورد

طفلة ولدت كلما دمعت عيناها فاضت الروائح والعطور والنعمة التى ولدت بها جعلها أبواها والمحيطين بها نقمة عليها حتى أكل الطمع بهجتها وكانت بعمر الورد .

البحث عن الزمن المفقود

عن العمر الذى تقضيه وتظن أنك تنجز وتبلى بلاء حسنا وتعتلى فى وظيفتك أعلى المراتب حتى يجرى الزمن وتجد نفسك بلغت أوان التقاعد فلا يبقى لك سوى اصطحاب حفيدتك إلى الحديقة للتنزه وإلقاء أكياس القمامة وفجأة تجد نفسك تقلب فى أكياس القمامة وسط طابور من المتقاعدين مثلك عسى أن تجد شيئا هاما أو بعضا من الزمن المفقود .

محنة الجندى حميد

أن تؤخذ من الدار إلى النار مباشرة ، لم تمنعهم بنيتك الهزيلة من ذلك ولا قلة معرفتك ولا نقص إدراكك وفجأة تجد نفسك ملقى وسط أكوام من الجثث والأشلاء ، تهم بالقيام فتخشى القناصة وتهم بالحركة فتخشى الأسر وتهم بالحديث فتخشى أن يفتضح أمرك فتؤثر الصمت لساعة والساعة جرت فى ذيلها العمر حتى انتهى وما عثر منك سوى على بقايل هيكلك العظمى ....

الذكرى السنوية

طوال العام بكامل أناقتك واتزانك ورجاحة عقلك وحسن تصرفك إلا فى هذا اليوم ، تذهب الى الميدان وتخترق الشارع وفى منتصفه ترتمى على الرصيف وتتجمد مكانك تلقى بأذنيك وتشخص عينيك ولا يقوى أحد على تغيير موضعك ، ظنوك مجنونا تارة ومتسولا تارة ومريضا مرات أخرى ، يبعدوك أحيانا وفى السجن تقضى أياما وفى المشفى الكثير من الوقت وأنت لا تدرى لما حتى ينقضى العمر وأنت على عادتك ولا تعرف ولا يعرف أحدا سرك إلا ذاك الذى أصيبت زوجته عندما كانت تمر بنفس الموضع .

الذراع

تتسلل ، تستلقى بجوارها ، تنتبه لك ، تفسح لك المجال ، تتوسد ذراعك ، ينقضى الوقت ، ساعة وساعة أخرى ، تشرق الشمس ، ينتصف النهار ، يمر اليوم والذى يليه وتتوالى الأيام حتى انتفخ جسدها وخرجت رائحتها و...... انتهى .

الشاعر والصمت

أن تظل تبحث عن هويتك ، عن نجاحك طوال سنوات عمرك وتتعثر كثيرا ، تشيب ويجرى العمر بك ، تُدعى لتلقى قصيدة ، تعتلى المنصة ، تقف أمام الجميع الذين لطالما وددت أن ينتبهوا لك ، تتجمد فى فمك الكلمات ، تتخشب مكانك ، تنظر إليهم طويلا وأخيرا تقول " وشكرا " ، يصفق الجميع ويطرونك ويمدحونك وكأنك أتيت بما لم يأتى به أحدا ، تنهال عليك العروض وتتسابق إليك القنوات وتحيطك الصحف فتضحك وتضحك وتبكى ..... ويقتلك الصمت .

العش

تسريحة شعر مميزة ، تصطحب كتابا وتجلس فى المكان المعتاد وكالعادة لا ينتبه لها أحد ولا يلقى أحد عليها كلمة غزل ، وأمامها يجلس هذا الذى تحيطه العصافير ووحده مدح تسريحتك ، يعجبك انتباهه فتفعلى مثل النساء الأخريات لجذبه ولا ينتبه ، تبدلى تسريحتك بذيل حصان  فيغيب ويغيب ، يحط عصفور على كتفك ويأبى الرحيل ، يعرض عليك صبى شرؤاه فتوافقين ، تسألينه هل يفهم ما يقول ؟ فيجيبك نعم  .... فقد عشه .

وقصص أخرى ختمت بـــ

" لا تخافى ....هذا ليس بياض العمى ، هذا بياض اللؤلؤ ، خبأته لك فى عينى كى لا تطوله أيدى النساء " .



0 رأيك يهمنى: