الأحد، 6 مارس 2022

قراءات صباحية

 

باكرا اليوم طالعت مقالا للدكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله عنوانه استرخ من فضلك وجدتنى بعد قرائته أدع الهاتف جانبا وأشد على الغطاء وأحاول أن أنام ، حاولت كثيرا دون جدوى ، يذكر رحمه الله مواقف حدثت معه وتحدث معنا أو من تعرض لذات الموقف بنفس التفاصيل تقريبا فمن تعلم ركوب الدراجات قطعا سيكون قد سمع ممن يعلمه أنه لابد أن ترخى أعصابك وقد عانيت حتى تعلمت ركوب الدراجات وذكرت ذلك قبلا ، كذلك من حاول قيادة السيارات فقطعا سمع المثل من مدرب القيادة ومن تعلم السباحة أو حاول ذلك قطعا سمع ممن يعلمه أنه لابد أن تترك أعصابك كليا حتى تجد نفسك تطفو وحدك على سطح الماء دون اى حاجة الى جهد وان شددت أعصابك غرقت ، ثم ذكر مواقف حدثت معه أثناء ممارسته الطب ولو اتبعنا نفس النهج وذكرنا ما يحدث معنا من مواقف أثناء ممارستنا لحياتنا اليومية سواء فى العمل او العلاقات الأسرية والخارجية لوجدناها كلها لكى نتمكن من إنجازها بأقل الأضرار لابد لنا من الاسترخاء جيدا لفعل ذلك ، ثم ختم مقاله رحمه الله بأنه فى سبيل محاولته تعلم فن الاسترخاء أهدى إليه كتابا عن اليوجا فى حجم خروف صغير وعندما فتحه قرأ فى فصله الأول " قبل أن تدرس اليوجا يجب أن تسترخى .. تسترخى إلى أقصى حد " مما يعنى أن على أن أسترخى كى أتعلم طريقة الاسترخاء .

قبله كنت قد انتهيت توا من مطالعة مقال عن مذبحة القلعة التى اعدها محمد على للمماليك فى الثانى من مارس لعام ألف وثمانمائة وأحد عشر من الميلاد أثناء الحفلة التى أٌقامها لتنصيب ابنه طوسون على رأس الحملة المتجهة إلى الحجاز وبعد انتهاء الحفلة وبعد أن امتلأ الجميع من الأكل والشرب والغناء والترف والمرح ونادى المنادى بالانصراف وأثناء اتجاه المماليك للخروج من باب العزب أغلقت فى وجوههم الأبواب وفتكت بهم البنادق وأعملت فى رؤوسهم السيوف حتى تخطى حجم القتلى المتكدسين فوق بعضهم الأمتار فى بعض الأماكن ثم انطلق الجنود إلى بيوت الأمراء واتباعهم وأجوارهم فعملوا فيها سلبا ونهبا واغتصابا وسبيا وساد الهرج والمرج ولم تهدأ الأمور حتى نزل محمد على فى اليوم التالى ماشيا يتبعه أمراؤه وجنده فأمر بقطع عنق اثنين من النهابين وقطع طوسون ابنه رأس أخر وهكذا هدأ الأمر إلا أن مطاردة الفارين لم تنتهى .

يؤكد الجبرتى: «عدد القتلى فى هذه الحادثة أكثر من ألف إنسان، أمراء، وأجناد، وكشاف، ومماليك، صاروا يحملون رممهم على الأخشاب، ويرمونهم عند المغسل بالرميلة، ثم يرفعونهم ويلقونهم فى حفر من الأرض فوق بعضهم البعض، لا يتميز الأمير عن غيره، وسلخوا عدة رؤوس من رؤوس العظماء، وألقوا جماجمهم المسلوخة على الرمم فى تلك الحفر، فكانت هذه الكائنة من أشنع الحوادث التى لم يتفق مثلها»  

يسأل «جيلبرت سينويه» فى كتابه «الفرعون الأخير، محمد على» ترجمة «عبدالسلام المودنى»: «هل يجب تذكير من يستنكر هذه العملية أنها تدخل بشكل طبيعى فى إطار ما كان معروفا فى الأعراف السياسية لذلك العصر ولتلك المنطقة؟.. فالصدر الأعظم والقبطان باشا قاما بمثل ذلك فى أبوقير والقاهرة فى أكتوبر 1801، وسيقوم السلطان محمود الثانى بعمل مشابه ضد الانكشارية فى استانبول سنة 1827، وقام بونابرت شخصيا فى مارس 1799 وتحت أسوار يافا بقتل حوالى ألفين وخمسمائة سجين دون أن يرف له طرف " ..

وأتساءل إلى أى درجة كان محمد على مسترخيا حينما جلس يشاهد جنده يقطعون الرؤوس ويضعونها تحت قدمه كى يحصلون المكافأت والهدايا التى وعدهم بها وهل كان نابليون مسترخيا مثله وهل كان على مثل حالهم السلطان محمود الثانى والصدر الأعظم والقبطان باشا ومن فعل ذلك مثلهم قبلهم أو بعدهم ....

علمت أهمية الاسترخاء أكثر عندما غادرت مسكنى وتوجهت نحو عملى وفى الطريق توقفت أمام مخبز لأبتاع منه بعض أرغفة الفينو وفجأة أخبرنى البائع بأنه اعتبارا من اليوم أصبح ثمن الرغيف جنيه واحد .

1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

بارك الله فى قلمك ومحاكاتك
كم انت رائع يا استاذ محمد وحقيقى عايزه أسترخى 😅