الأحد، 1 يوليو 2018

لم نعد صغارا " 9 "

يمضى الوقت ، تغرب الشمس ويطل القمر على استحياء متواريا خجلا من نجوم لاحقته ، صعودا ونزولا لعدد كثير من درجات السلم ، المكتب فى الطابق الأخير ، السلم ضيق المساحة من تلك الأبنية العمودية التى يرهقك قطعها ، الشقة المجاورة اتخذها بعض الشباب الذين يعملون فى المحال التجارية القريبة مسكنا لهم ، دوما يثيرون صخبا وضوضاء ، مؤخرا تم ابعادهم عن تلك الشقة  وفى الجهة اليسرى شقة تسكنها العائلة التى استأجرت منهم مكتبى ، رجل وزوجته ... وأولاد مزعجين ....جدا .
رغم قصر المدة التى مكثتها فى هذا المكان إلا أنى استطعت اكتساب صداقة كل الموجودين فى هذا المكان حتى أولئك الذين لا يروقون لى أصبحوا يلقون إلى التحية بوجوه مبتسمة ، حتى فى اليوم الذى غادرت فيه هذا المكان منتقلا الى مكان أخر ساعدنى الجميع فى نقل وحمل اشيائى وانزالها من الطابق الأخير قدر ما استطاعوا ..
لا أتعجل تحصيل النتائج ، أتركها تأتى فى الوقت الذى قدره الله لها فحتما سيأتى الخير محمولا فوق ظهر جواد قوى ثابت الخطى ، أحاول بذل الجهد وتنفيذ كل عمل يوكل إلى بجد واجتهاد وبأسرع وقت فإذا فرغت منه شرعت فى إنجاز غيره  ، لست من أولئك الذين يحبون تأجيل الأعمال ولا التراخى فى الانتهاء مما وجب الانتهاء منه وإنما كنت دوما شغوفا بالعمل والمطالعة ، أسعى لإنجاز مهامى وتعلم كل جديد ، مازال أمامى الكثير لأتعلمه يحتاج الى جهد فوق الجهد لتحصيله ..
رغم أن الأعمال التى أوكلت إلى فى تلك الفترة ليست كثيرة ولكنها بفضل الله كانت كافية لسد احتياجاتى الأساسية ورغم أنى لم استطيع ادخار شيئ فى خلالها إلا أنى ممتنا لفضل الله وعطائه على إذ لم يجعلنى فى حاجة الى اقتراض ما يقيت أسرتى ويسد حاجتهم .
قبيل انتصاف العام أخبرنى مؤجر الشقة أنهم يمرون بضائقة مالية وسيقومون ببيع تلك الشقة وبالفعل أمامهم مشترى وقد أبرموا اتفاقا مبدئيا فيما بينهم على ذلك ، أسرة يرغبون فى شراء الشقة يجعلون منها سكنا لفتاهم الذى يدرس فى المعهد الكائن فى هذه الناحية ، بدأت أبحث مجددا عن مكان لى حتى لا أتسبب فى مشاكل فى إتمام اتفاق البيع فقد وعدت المؤجر بذلك ، والسعى والبحث خطوات لا تنتهى وكأنها قدر تلاحقنى خطواته !

0 رأيك يهمنى: