الجمعة، 30 يوليو 2021

لم نعد صغارا " 20 "

 

منحدرات كثيرة فى الطريق وانعطافات أكثر ، منافذ تحصيل رسوم ، المناخ يتغير مع كل مسافة أقطعها ، شبورة أكاد لا أرى معها مقدمة السيارة ، ثم تطل شمس تفرق كل ذلك ، ثم يهب هواء طريا كنسيم الفجر ، ورياحا تحمل الغبار فكأنه يحمل الصخر معه .

الحنين قوى يتخطى قدرتى على التحمل ، تخور حصونى امام رياحه العاتيه ، تهب فجأة وكأنها خماسين ، فى ليلة باردة كعادة ليالى يناير ، زوابع من الشجون تثور داخلى ....

عصفور ينفض جناحيه رعشة وبردا ، تتساقط زخات المطر ، كرات ثلج بيضاء ، الخدود محمرة ، شاحبة ، الأنفاس حارة ، العيون زائغة ...

تائه بين كل ذلك ، اصارع حالى ، أفر من أقصى إلى أقصى ، مشقة وقسوة ، الوقت فى سجن الوجع ثقيل كقطار بضائع معطل فى ربع خالى ، كدمعة برئ هلك ظلما ، كصرخة وطن !

الطريق خالى والفراغ حولى أخذنى فتجاوزت السرعة المقررة بعض الشئ ، ألمح سائق أتوبيس قادم من الخلف يقلب إلى أنوار مصابيحه  ، يشير إلى أن أهدئ من سرعتى ، هذه المنطقة بها رادار لمراقبة سرعة السيارات ، أستمع لنصيحته وأراقب معالم الطريق ، الرمال بينى وبين البحر ، بالجوار الأصفر يطغى لونه وفى الأفق الأزرق يعلو ويبسط ، وسفن تشق أمواجه ، البحر هادئ فى هذا الصباح مناسب للملاحة والصيد .

بعد دقائق قليلة أجد كمينا قد أعد للسيارات التى تجاوزت السرعات المقررة ، يوقف بعض السيارات على جانب الطريق وينظر إلى ارقام سياراتى ثم يسمح لى أن أمر .

أراجع بنزين السيارة لعلمى أن المسافة تحتاج إلى اعادة تموين السيارة بوقودها حتى أتمكن من الوصول ، لا أجد محطة قريبة فأسير منتبها للطريق ومخفضا للسرعة شيئا ما حتى وجدت محطة بعد بضعة كيلومترات فتوجهت نحوها ، زودت السيارة بالوقود وغسلت وجهى ، توقفت لدقائق تناولت بعضا من المياه وشربت علبة عصير ثم واصلت السير .

1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

سلم الله قلمك .....كالعاده مبدع مبدع