سئل احد الحكماء :- ممن تعلمت الحكمة ؟
قال :- من الرجل الضرير لأنه لا يضع قدمه على الارض الا بعد ان يختبر الطريق بعصاه .
بهذه المقوله أحببت أن ابدأ كلماتى .
خلق الله الانسان ووهبه الكثير من النعم الى لو حاولنا لها عدا ما أحصيناها ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ووهبه حواسا بها يتلمس خطاه يشعر بغيره يسمع ويرى ويتفكر ويعقل كل ما حوله .
كل هذه النعم وهذه الحواس ليست وحدها بل جعل كل ما فى الكون مسخرا له مسخرا لخدمته وفى بعض الاحيان يبتلى الله الانسان بفقد اى من هذه الحواس التى وهبها اياها ليرينا خلقه وبديع صنعه لترسيخ الايمان الكامل به فى قلوبنا وليعلمنا الصبر والدعاء وليعلمنا الاخذ بالاسباب وليعلمنا العزيمة والمثابرة .....
نبدأ يومنا ونحدد ونرتب ماذا علينا فعله نسعى فى طلب رزقنا وتبدأ رحلة المعاناه مع من فقد احدى هذه الحواس فهو يحمل هم كل شئ يبغى فعله كل حركة كل نفس كل امر يبغيه يفكر ويفكر
من سيقوده فى طريقه من سيعينه على عبور الطريق من اين يأتى بشخص متفرغ له وهل سيجده وكيف ستكون نظرته اليه اذا كان الله ابتلاه بفقد البصر
وأخر فقد حاسة السمع وأثرت على نطقه فلا يستطيع التكلم الا بمقاسة الصعوبة من سيتحمله من سيطيقه من سينتظره ليعلم ما يريد كيف به يعيش عالة على غيره من سيعينه على التعلم من سيقوده الى تحقيق طموحه .
وأخر قد فقد القدرة على تحريك قدميه وأصبح مقعدا يا الله الأن لا اسير وحدى الأن لا اتحرك إلا بيد غيرى
أخر لا يستطيع تحريك يده ولا رفعها ولا يستطيع لها حراكا يا الله (اللهم لك الحمد على نعمك ) واخر تراه اجمل ما يكون وأنشط ما يكون لكنك لا تعى ما به انه لا يعقل فقد فقد عقله وأخر مكتئب وأخر منطو على نفسه وغيرهم كثير ...... ذوى الاحتياجات الخاصة
الاحصائيات تقول أن 10 % من سكان العالم من ذوى الاحتياجات الخاصة ترتفع هذه النسبة الى ما يقرب 13% او يتجاوزها فى العالم العربى والدول النامية اى ان 80% من ذوى الاحتياجات الخاصة يعيشون فى الدول النامية تقول تقارير منظمة الصحة العالمية ان عدد ذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر وصل 10 مليون نسمة .
كما يُفيد تقرير إحصائي لأعداد المكفوفين في العالم حيث يُقدر عدد المكفوفين حالياً في العالم يقدر بـ 45 مليون شخص ويُرجح أن عدد المكفوفين في عام 2020 سيصل إلى 75 مليون شخص، حيث يتحول كل خمس ثواني شخص في العالم إلى مكفوف، وكل دقيقة يتحول طفل في العالم إلى مكفوف
ذوى الاحتياجات الخاصة هم فئة من فئات المجتمع ولكن حاجاتهم الخاصة وخاصة في النواحى التربوية والتعليمية جعلتهم يحتاجون الى نوع مختلف عما يتطلبه المتعلمين الأخرين فى المدارس العادية واصعب نوع منها هى غير المرئية والتى يصعب ملاحظتها من الاخرين كما يصعب تصنيفها مثل بطئ التعلم والمتأخرين دراسيا او من يعانون من مشكلات سمعية او بصرية او يعانون عيوب فى النطق وامراض الكلام او المضطربين انفعاليا او سلوكيا او من يلاقون صعوبة فى التوافق الاجتماعى وذو النشاط الزائد ومرضى الصرع .
ترجع اسباب الاحتياجات الخاصة الى عوامل مختلفة قد تكون أساسية ( وراثية – ولا دية ) وقد تكون نتيجة لمسببات بيئية وعوامل ديموغرافية وقد تكون مكتسبة ويترتب عنها اثار صحية مثل الحوادث والحروب واصابات العمل وغيرها .
الاحتياجات تختلف من شخص لأخر حسب مدى اصابته او احتياجه فقد تكون جزئية او تامة وقد تكون مؤقته او دائمة وقد تكون متناقصة او متزايدة
هناك انواع كثيرة جدا تبدأ من الاعاقات الحركية وتصل بك الى التخاطب والتوحد والاضطرابات ولكل منها عوامل واسباب وخصائص تميز كل منها عن الاخرى لا اريد التطرق اليها وانما غرضى هو توجيه الضوء نحو اخوتنا والتفكير فيما قد يعينهم ويسعدهم .
اخوتنا قد ظلموا كثيرا مع مرور التاريخ ففى عام 1552 ق م وجدت بردية وصفت فيها الاعاقة العقلية وكانوا يعتقدون انها ترجع لوجود ارواح شريرة داخل من يعانون من هذا فكانوا يقومون بعمل ثقوب وجراحات غير ناجحة فى المخ محاولة منهم لمساعدتهم على الشفاء .
وفى عصر الاغريق كان يتم التخلص منهم بالقتل بدعوى المحافظة على العنصر البشرى وبهذا نادى افلاطون فى جمهوريته اسبارطة .
وكان الرومان يقومون بعزل ذوى الاحتياجات الخاصة بعيدا عن المجتمع ويقومون بالقائهم فى الانهار او تركهم على قمم الجبال ليموتوا او اهمالهم او سجنهم و تعذيبهم
وفى العصور الوسطى كانوا يعتقدون انهم بينهم وبين الله علاقة وكانوا يخافون منهم ويعتقدون ثرثرتهم ما هى الا وحى .
وفى عصر اسموه عصر النهضة كانوا يطلقون عليهم اولاد الشيطان واعداء الله واستخدمو معهم ابشع اساليب التعذيب والحرق بدعوى طرد الارواح الشريرة وهذا هو العصر الاسوأ .
وعندما جاء الاسلام نادى بعدم التفرقة بين البشر والمساواة بينهم ودعا الى النظر للانسان على اساس قلبه وعمله لا شكله ومظهره وسلطانه ودعا الى وجوب كف الأذى المعنوى والمتمثل فى النظر والتحقير والسخرية وتحكى كتب التاريخ الاسلامى ان الملك الوليد قد اعطى كل ضرير قائدا يقوده وكل مقعدا خادما واعطى للمجذوبين ايضا وقال لا تسألوا الناس شيئا .
وعندنا من الصحابة عبدالله بن أم مكتوم وهو رجل أعمى جاء للنبى صلى الله عليه وسلم وكان عنده أكابر القوم يدعوهم الى الاسلام فانشغل بهم عنه فأنزل الله فى حقه أيات تتلى الى يوم القيامة (أوائل سورة عبس ) يعاتب فيها النبى صلى الله عليه وسلم وليرسخ لنا طرق التعامل مع ذوى الاحتياجات وليعلمنا انهم جزء من مجتمعنا لا يمكن تجاهلهم .
وفى العصر الحديث بدأت الرعاية لهم بمصحة فى فرنسا لكنها بدون خدمات تعليمية او تأهيلية ثم تم انشاء بيوت لتوفير الرعاية الانسانية لهم وفى عام 1842 تم انشاء مدرسة لتعليم ورعاية المتأخرين فى فرنسا تلاها انشاء اول مدرسة للمتأخرين فى نيويورك ثم بدأ تزايد اعداد المدارس التى تهتم بحقوقهم ورعايتهم وتم المج بينهم وبين الاسوياء فى فصول وتم انشاء اول مجلس للاطفال غير العاديين عام 1922 للتأكيد على لتربية والتعليم لهم واهتم بوضع معايير مهنية لمدرسيهم كما اهتم بتوجيه انظار العالم نحو الاهتمام بهم ثم بعد ذلك تم الاستعانة بهم ى الاعمال بسبب انخراط الاسوياء فى الحرب وتم زيادة برامج علاجهم وتزايدت اعدادهم فى المدارس وبيوت التأهيل وتم تقديم منح لطلاب الدراسات العليا منهم حتى يصبحوا مدرسين .
إلا اننا وحتى تاريخه لا توجد عندنا أليات واضحة لمعاملتهم لا توجد عندنا احصائيات مؤكدة لأعدادهم وتوزيعهم حسب الانواع والاحتياجات لا توجد عندنا بيوت رعاية وتأهيل كافيه لهم لا توجد عندنا وسائل مواصلات مناسبة لهم لا توجد عندنا فرص عمل مناسبة لهم حتى فى ظل اشتراط القوانين فى بعض البلاد مثل السعودية 2% من سوق العمل والمغرب 7% ومصر 5% الا ان هذه النسب غير مطبقة بالرغم من انها غير عادلة لا توجد عندنا وحدات سكنية تتناسب مع ظروفهم وحالتهم المعيشية لا توجد عندنا الاندية ولا وسائل الترفيه التى بها يستطيعوا ان يشعروا بما يشعر به غيرهم لما لا ندع لهم حرية ان يعيشوا حياتهم مثل غيرهم حتى اسعار الاجهزة التعويضية التى يحتاجونها عادة مرتفعة الثمن ومن أين لهم به والبطالة بينهم هى اعلى معدلات البطالة فى اى فئة لما لا توجد وسائل ومناهج تعليم مناسبة لما لا تتاح لهم فرص عمل متساوية مع غيرهم لما لا يتم توفير وسائل مواصلات تناسب احتياجاتهم لما لا توجداسليب واضحة للعلاج لما لا يتوافر المدربين ووسائل التأهيل لما لا يتم نشر مراكز العلاج وتخفيض تكاليفه ...
كان هذا مجرد تنويه بحالهم وعرض مبسط لمشاكلهم لم ابغى ان اتطرق للانواع ولا المسببات ولا اساليب العلاج تفصيليا فلهذا اهله .
(وقفة ننظر فيها اليهم تفتكروا اديناهم حقهم )
اعداد هذا البوست تم بمساعدة عطر الجنه فلها منى جزيل الشكر والتقدير.
فى البوست القادم
اصرار فاق الأفق (صور مشرقة من ذوى الاحتياجات الخاصة )