الاثنين، 16 أبريل 2012

مسافر بلا مأوى 24

لكنه
وضع يده على ثغرى ومنعنى من ذلك وقال
ستتكلم كما تشاء ولكن ليس الأن
الأن ينبغى أن تأكل أى شئ فقد أوهن المرض بدنك
لم يكن أمامى خيار سوى السمع والطاعة
فقد صبرت الكثير هل اتعجل الأن ؟
طلب من الفتاة ان تعد لنا طعاما
وأخذ بيدى
ولأول مرة أفارق مضجعى
سار معى ببطئ
ويديه تحتضن يدى
أشعر وكأن الحب يجرى فى عروقه
بينى وبين نفسى أقول ماذا لو كنت ولده
أكانت مشاعره ستفوق تلك المشاعر
يقول لى اخطو ببطئ
وفتح لى ابواب البيت
وعلى مقعدين تحيطهما الشجيرات والورود جلسنا
ها أنا استنشق طعم الحياة مجددا
ها أنا ارى النور وقد فتح ابوابه امامى على مصراعيها
ها أنا أرى الدنيا تعاود بث بسمتها
ها أنا اغيب عنى وأسبح فى عالم
لم أتوقع أن أحياه مجددا
صمت والدى وتركنى أقلب عينى فى كل مكان
أتأمل أداعب بيدى اوراق الاشجار
أتأمل لون الفراشات والطيور
استمتع بجمال تغريدها
سبحان من خلق الجمال وأوجده
سبحان من خلق الانسان وعلمه
سبحان الذى أحيانى بعد ما ظننت أنى فارقت الحياة
لحظات الصمت رغم جمالها
أخذتنى الى حيث بداية رحلتى
فرغما عنى سقطت من عينى دمعات
استقبلها والدى على راحة يده
ومسح بثيابه عن عينى الدموع
وقال هون عليك فالأمر يسير
وعسى أن تجد فى الحياة متسع
تقر به عينك فلا تعجل واهدأ
أقبلت جورى تحمل فى يدها الطعام
وضعته أمامنا على المنضدة فى المنتصف
وعلى المقعد المقابل جلست
نظر الى والدى وقال تذوق طعام ابنتى بنى
وقل لى ما رأيك
ورفع بيده الطعام وقال بسم الله ووضعه فى فمى
وهى تبتسم بخجل
وأنا لا أدرى ما بى
أتلك لحظات أعيشها بصدق أم أضغاث احلام
أم فعل المرض بى أفعاله
نظرت اليه شاكرا معترفا بفضله
ورفعت الطعام بيدى ووضعته فى فمه
فابتسم وقبل جبينى
وأكلنا سويا ثلاثتنا
طعاما لم اتذوق مثله قط
لا لجمال مذاقه فقط
ولكن للحب الذى سرى بين اللقيمات
أكاد أحسدنى على تلك اللحظات
عندما تبتسم الحياة ما اجمل ابتسامتها
تنسيك كل معاناة مهما بلغت قسوتها
صدقت والدى
نوم الليل ينسى أوجاع النهار

8 رأيك يهمنى:

faroukfahmy يقول...

عزيزى اللى عاوز اشوفه على طول مش مرة ومش تتكرر
خاطرتك اكدت لى ان الدنيا بخير
اكدت ان للاب ليس من تحمل اسمه ولكن من يحمل هو اسمك ومشاعرك واحساساتك وافعال روح الابوة فى نفسك
احتوت الخاطرة اكثر من معنى ومقصد فى تناول حبك العميق لمن تهواها وحب من يهواك ويرعاك كاب حميم

richardCatheart يقول...

دا رد فعلى

:)

شكرا عليها اوووووووووووى وكل سنه وانت ربيعى الاحساس يا محمد

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

دائما احد فى كلماتك وتعبيراتك شىء عظيم من (( الاصول )) والقيم والتقاليد الطيبة
شىء وليد الارض الاصيلة والام التى علمت وربت بكل جميل

قلمك يفصح دائما عن مكنون قلبك وعقلك ومخزون هائل من الاخلاق الحميدة

استمتع كلما مررت من هنا بعبير قلمك ومداده الراقى

دمت بخير اخى محمد
تحياتى لك

لــــ زهــــــراء ــــولا يقول...

انها طعم الحياة بأكمله يتغير بالحب

استمتعت جداً بمشاعر الحنو والعطفالمغم سة في السطور
كالعادة تتحسن كتاباتك من الجميل للاجمل

جزاك الله خيرا ابا معاذ


لولا

eng_semsem يقول...

الاب باب الامل في الحياه
كلمة منه تشعر انه يعيد الروح للحياه وحين الانهزام والانكسار تجده في ظهرك يساعدك على النهوض والمثابره
تحياتي لقلمك الجميل يا محمد ويارب تكون دايما بخير

غير معرف يقول...

مساء الورد

وجدت الكثير من الجمال فالحب لا يهبه

فقط من هم على صلة بنا بل قد نجده

في قلوب رحيمة عرفت كيف تحب وعرفت

معنى السعادة بتجمعها حول قلب واحد

ومصير واحد وهذا ما وجده البطل ...

تحياتي وإحترامي

زينة زيدان يقول...

رقيقة رائعة

راقية الفكر

أنا شخصيا أميل للكتابات التي تحمل معاني الانسانية والحب والرحمة
وقد نجحت في صياغتها بكلمات وأسلوب جاذب للقاريء فأنا أشعر كأنني أحضر مشهد وليس أقرأ موقف

وفقك الله أخي محمد
سعيدة لأني أشعر أن أسلوبك ولغتك تزداد تميزاو رقيا يوما بعد يوم

مدونة رحلة حياه يقول...

السلام عليكم
اشكر لكم حسن متابعتكم وكلماتكم فى حق كلماتى
دمتم رائعين
ابقوا أمنين