الثلاثاء، 19 يونيو 2012

مسافر بلا مأوى 26

لم أكن أعتقد أنه تبقى فى هذه الحياة اناس يهبون الحب لمن لا يعرفون مسبقا بهذا الشكل بدون حساب
لم أكن أعتقد انه تبقى أناس فى هذا الزمان يحملون هذا الكم من الطهر والنقاء
لم ولم ولم واكثر وأكثر ولكن نبقى نتعلم ونرى كثيرا مما لم نعلم مادمنا أحياء ولله فى تقديراته كثير من الحكم والعطايا لا يعلم قدرها الا هو فسبحان من علمنا
شردت قليلا معها وكأنى احدثها أراها اشعر انها قريبة منى
عندما تقتربين أجد رائحتك قد غمرت كل شئ حولى
عندما تقتربين أجد لونك قد كسا كل شئ حولى
عندما تقتربين أشعر بذراعيك يحيطان كل شئ حولى
عندما تقتربين اجد الحياة من حولى دب فى روحها النبض مجددا
عندما اكتب اجدنى اتوقف عن كتابة كل شئ وفقط اكتبك انت
عندما احكى اجدنى اتوقف عن رواية كل شئ وفقط احكيك انت
عندما اتحدث اجدنى انسى كل شئ وفقط اذكرك انت
عندما اشرد اجدنى ابتعدت عن كل شئ سواك انت
عندما ارسم اجد كل الالوان تشكلت بضيك انت
حتى فى بكائى لا شئ يبكينى سواك انت
عندما افرح اسرع تاركا كل شئ وأتيك انتى
هكذا حالى معك وهذا حالى بدونك ويالا العشق الذى يأسر القلوب .
افقت من شرودى على أصوات عالية صخب وضوضاء على غير ما اعتدته هنا فى هذه الاماكن الهادئة
صداع وألم شديد يحيطان برأسى
قبضت بيدى على رأسى بشدة
 وتجمدت مكانى وخرجت من فمى صرخات كلهيب بركان يثور بعد أن خمد لمئات السنوات
والدى وجورى يمسكان بكتفى ويحاولان تهدئتى
الى أن فقدت توازنى
 وسقطت فى مكانى
وها انا اعاود المغيب مجددا
وكأن شمسى ما تلبث أن تشرق حتى تغيب
دوما على اعتاب الرحيل أجدنى واقف وهناك فى ميناء الرحيل مكانى ، حقيبتى بيدى لا تحوى الكثير فقط  أوراقى وقلمى ، احاول تخفيف الاحمال من على كاهلى ما استطعت ، يكفينى أثقال ذاكرتى رغم أنى حاولت تخفيفها باحتساء شراب النسيان لكن مفعوله يأتى أمام حالتى ويعجز، ومن أين له بالعلاج والرؤى التى عايشتها محفورة أمام عينى تتكرر فى شريط عرض لا ينقطع ولا ينتهى .
هناك حيث القتل والدمار
هناك حيث صرخات الجميع من حولى
الكل يفر يبحث عن اى شئ يحتمى به من ويلات الطلقات المتناثرة
التى عمت كل الاجواء
قنابل ترمى من هنا وهناك
طائرات ودبابات
 والقذائف تسابق الاقدام
 تحصد الارواح فتصير الاجساد هشيما
امهات تبقر بطونها
يا ويلى من ألة تصوير
 امسكها بيدى
 تسجل كل شئ
ويدى جامدة لا تقوى على ان تهب الحياة لأحد
 أو تمنع الموت عن أحد
كيف لى أن أتحمل كل هذه الاشلاء
كيف لى أن أتحمل كل هذا القتل والظلم والاستبداد
لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص
لا لون يرى سوى لون الدماء
لا معالم تبقى سوى معالم الدمار والخراب
هكذا هى الحرب هكذا هم البشر

10 رأيك يهمنى:

أحمد الصعيدي يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
لــــ زهــــــراء ــــولا يقول...

عندما تقتربين اجد رائحتك قد غمرت كل شئ حولي
عندما تقتربين اجد لونك قد كسا كل شئ حولي
عندما تقتربين اجد الحياة من حولي قد دب في روحها النبض مجدداً

.................................

فقد عندما تقرتبين
تتغير في عيني الالوان
تتبدل روائح الاشياء
تدب في حياتي روح الحياة



لولا

لــــ زهــــــراء ــــولا يقول...

يكفيني اثقال ذاكرتي رغم أني حاولت تخفيفها باحتساء شراب النسيان لكن مفعوله يأتي امام حالتي ويعجز ومن اين له بالعلاج والرؤى التي عايشتها محفورة امام عيني تتكرر في شريط عرض لا ينقطع ولا ينتهي
..................................

لكن مفعولها يأتي امام حالتي ويعجز !!!

لولا

لــــ زهــــــراء ــــولا يقول...

كيف لي ان اتحمل كل هذه الاشلاء
كيف لي ان اتحمل كل هذا القتل والظلم والاستبداد
لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص
..........................
تذكرت احداث سوريا ومجازرها
كيف لي ان اتحمل كل هذا !!!
الدماء
الدمار
الاشلاء
الصراخات
لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص

لولا

كريمة سندي يقول...

هناك أمور كثيرة تكون خارج السيطرة في حياتنا وتفرض قيودها علينا .. موضوع رائع سلمت الأنامل

زينة زيدان يقول...

تقديم عميق محمل بالإحساس و جمال الحب
معطر بزهرة نادرة لا يعرف مذاقها إلا من لمس من الحب طريق..
رغم أنه يبدو هناك تنافر بين التقديم والخاتمة .. تقديم لواقعة حب جميلة تغمر صاحبها وتغمر القاريء.. و خاتمة تصف حرب وموت ودم ودمار ... إلا أنك أجدت استخدام الحروف وعمق البيان لتجعلهما منسجمتان وتجعل القاريء يتنقل بينهما بتتابع جميل ..


جميل ما خط قلمك وجميل ما اتى به انسكاب حبرك..
عجبتني جدا تصويرك لشريط العرض و آلة التصوير
" يا ويلى من ألة تصوير امسكها بيدى تسجل كل شئ ويدى جامدة لا تقوى على ان تهب الحياة لأحد أو تمنع الموت عن أحد......"
تصوير رائع كأنك تبث الروح في جماد
كل شيء هنا اليوم يحس ويشعر
لا جماد بلا إحساس يقف بين خطى كلماتك

موفق أخي محمد
مسافر بلا مأوى 26
مقطوعة أدبية ممتازة ومتميزة
لها أبعاد وأعماق كثيرة
تتسم بعدم المباشرة في السرد وهذا يعطيها تميز ادبي .. ربما لا يستطيع الكثير الوصول لأبعد عمق للكلمة ..
لكن اعتقد أن هذه الكلمات تلامس كل القلوب ..

بالتوفيق

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

حملتنا برقة وخفة و رشاقة على اجنحة الحب الطاهر ورومانسة نادرة بصفاء مداد قلمك وعطره الفواح
لكن سريعا ما ألقيت بنا على صخور الواقع المرير الأليم الذى ينضح موت ودمار وقتل ورصاص فأفقنا معك على الحقيقة وادركنا ان هذه الدنيا لا مكان فيها الان للحب بقدر ما لها فى الدمار للاسف وتلك هلى الحقيقة لامفر منها


لكن بوجود قلوب ولو ندرت مثل قلبك المحب ستستعيد الدنيا ثوبها الطاهر الابيض وستعود اليها رائحة الوفاء ورونق الصفاء

تحياتى لك اخى محمد
دمت بخير

غير معرف يقول...

يقولون مشهد الكلوز لابد أن يختم الفيلم بطريقة دراميتيكية قوية تختصره كاملاً بوضوح ..
وجمل القفل لديك .. كانت قوية جداً وفاتنة لحد الاستغراق في السكون ..
راائع

عقد الجمان

Carmen يقول...

استمرار لسلسلة رائعة تسلم ايدك استاذ محمد :)

تحياتى

مدونة رحلة حياه يقول...

لولا
كريمة سندى
زينة
لولاكات
عقد الجمان
كارمن
اشكر لكم متابعتكم وكلماتكم
دمتم بخير