الثلاثاء، 31 يناير 2012

مسافر بلا مأوى (22)

وبينما أنا غارق فى أفكارى وتساؤلاتى
فتح الباب فجأة ببطئ خشية أن استيقظ ان كنت نائما
فرحت عندما شعرت بذلك
أخيرا سأعلم أين أنا
أخيرا سأعرف عنها
أخيرا سأصل اليها
أخيرا سأجد من يحدثنى يجيبنى يخبرنى يطمئننى عليها
دخلت عليا فتاة فى بداية العشرينات من عمرها
ترتدى ثيابا أنيقة بألوان هادئة
تكسو رأسها بغطاء خفيف
يظهر بعضا من خصلات شعرها شديد السمرة كعتمة الليل
سقط الغطاء على كتفها حينما فتحت الباب فدخل تيار من الهواء من النافذة
جعل شعرها يتأرجح حول وجهها فى نعومة لم أرى مثلها وحدك انتى رأيتك هكذا قبلا
عيناها هادئتان كبحر أمواجه رائقة
يعلوهما خجل كخجل الشمس عندما يقف أمامها القمر
علت وجهها علامات الدهشة والسعادة عندما رأتنى وقد أفقت
ابتسمت واسرعت الى الداخل من جديد
دون ان تحاول حتى أن تقول اى شئ
فقط وهبتنى ابتسامة استعين بها على وقتى لحين عودتها
حاولت أن أنادى عليها ولكن لم يسعفنى صوتى
وربما ناديت ولم تسمع النداء او لم تفهم كلماتى
ترى ماذا ينتظرنى هنا ؟
وأين ألقت بيا الحياة ؟
ترى هل ان قريب منها ؟
أم ترانى عنها بعيد؟
كل البلاد متشابهة كل البشر متشابهون كل الثقافات متشابهة
والقلوب بريدها واحد
خروجها دون ان تحدثنى ارغمنى على الانتظار من جديد
انتظار مع عقارب متوقفة رغم ان العمر ايامه تجرى
انتظار مع مشاعر ظمأى ويبدو ان شريان سقياها ليس قريب
انتظار مع قلب وجل وقد سطت عليه جراح كثير
انتظار مع عيون زائغة فقد بدد طمأنينتها طول المسير
انتظار مع امل لا ينقطع
انتظار مع حب لا يهدأ لهيبه
انتظار مع حلم سافرت لأجله السنين
انتظار مع طمع أن يكون حبيبى قريب
انتظار مع شوق يشعله حنين
انتظار ويالا قسوة الانتظار
تضطرب المشاعر
تتسارع النبضات
تتزايد دقات القلب
وترتعش الاعضاء
وتعلو حرارة الجسد وتصرع فى آن واحد
انتظار ويالا قسوة الانتظار
أبعد الشوق اشتياق ؟
أبعد الحب عناق ؟
أبعد الفراق وفاق ؟
أبعد الغياب تلاق ؟
أذكر الله فتهدأ جوارحى وتطمئن نفسى ويستقر حالى
( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )
أسمع خطوات مقبلة
تقترب منى اكثر وأكثر
ها هو الباب يطرق طرقات خفيفة 

الجمعة، 27 يناير 2012

مسافر بلا مأوى( 21)


قاسية هى تلك السنوات بدونك
موجعة هى كل الاوقات بدونك
لا أعلم لما يعاندنى الفرح
وكأن الدنيا قد استكثرتك عليا
وكانها قد استخسرت ان يمر يوم على دون ان اجرح فيه
دون ان تدمع عينى
دون أن تنزف شرايينى
ماذا فعلتى
لتكون كل ايامى كل اوقاتى كل لحظاتى كل احلامى كل ملامحى كل اناتى كل اهاتى كل همساتى كل بسماتى حبلى بك
الألم جرعات تتوالى وتابع على حافة قلبى واركان نفسى كبركان يثور احاول احتماله حتى يهدأ ويخمل ، كذا كانت أوقاتى بدونك ذكريات غيابك عنى ، دقائقها سنوات ، وايامها أعمار تفوق عمرى بأعمار
فى داخلى كل شئ محفور بحركاته وسكناته أتابع تغير كل شئ حولى صباح مساء ظهيرة وعشيا فلم يعد امامى سبيل سوى الانتظار صارت ذاكرتى ألبومات مقسمة لكل شئ فيها صفحات تحوى كل صغيرة وكبيرة عنه كل لقطاته كل افراحه واشجانه ، صغيرا يكبر وكبيرا يشيخ وقويا يضعف وحقيرا يصير أمير .
سنة الحياة انها لا تدوم على حال فالايام دول والقوة والمال يغريان ذويهم .
وحدها الطيور قلوبها صافية بسمتها رائقة نفوسها مطمئنة لا تحمل هم قوت لا يؤرقها  مستقبلا لم ياتى بعد لا تحمل حقدا ولا حسدا
الحياة صارت كغابة يأكل القوى الضعيف والكبير الصغير والصحيح المريض صرع حول الشهوات والملذات صراع حول المناصب والسلطات صراع حول بسط لنفوذ وفرض السيطرة صراع حول اكل اموال الافراد وحقوق الشعوب بالباطل .
وانا لازلت فى محرابى على عهدى باقى اتابع كل ما يحدث وما يستجد ، وقلبى لازال يهفو اليك ، صورتك وحدها تملأ عينى ، أهدى الناس السعادة ومازالت مجاهدا اتحمل المشقة سعيا اليها بحثا عنها أكنتى حلما فأعدك أضغاث احلام أم كنتى حقيقة فأعيش انتظرك
لله در قلب تشبع بالهوى حتى صار بين العاشقين رسولا
اسمك قطرات تولد كل صباح
تنزل على الاوراق والاغصان والازهار
تطبع على خدها قبلات حانية
كعاشقة تيقظ حبيبها من نومه
فتنزع عنها ثوب نومها
وتتطهر بك مما حل بها
وتخرج الى الدنيا يفوح منها العبير يسكر الالباب ويسحر العيون

الاثنين، 23 يناير 2012

مسافر بلا مأوى( 20)


لم اكن اعلم للحياة طعم بدونك
وحدك كنتى لذتها
وحدك كنت سلواها
أذكر الغيرة التى رأيتها فى عينيك
عندما تحدثتى معى بقسوة
عندما رأيتى صديقتك مريم تحدثنى
وأنا ابتسم فلم أرى شيئا خطأ قد حدث
ولكن كان مجرد حديثى لغيرك عندك كارثة
ابتسمت وقلت
(قال وعاملة تقيلة ههههههههههه)
احمر وجهك وملأ عينيك الغيظ
وانا لازلت احتفظ بضحكتى
هههههههههههههه
وعندما ناديتك باسم احدى زميلاتى بالخطا
صمتى فجأة
واحمرت وجنتيك
وعلت عينيك الدموع
وانتبهت لذلك
قلتى ماذا قلت ؟
أعدت اسمها
قلتى من هى ؟
قلت زميلتى
قالت أعرف : ولكن لماذا تنادينى باسمها؟
قلت مجرد خطأ
لماذا ؟
ارتباطات عمل بينى وبينها كثيرا هذه الايام
فأخطأت وناديتك باسمها
انفعلتى وصرت منى غضبى
الآن تخطئ فى اسمى
غدا لا تعد تذكرنى
بعد غد أراك تقبل عليا وفى يدك واحدة
تقدمها الى وتعرفنى بها
لا لا لا
ليس لهذه الدرجة
لو أحببت فعل ذلك
سأخبرك قبلها حتى يكون عندك علم
ولا تتفاجئى امامها
انت هتجننى يا رجل انت ؟
لا بعد الشر عليك انا واخدك مجنونة كدا
متجيبيش ليا تهمة ربنا يرضى عليك
ضحكتى
قلت لا تقلقى تعلمين انى عندما اركز فى عملى
يشغلنى كل الوقت
ومن كثرة الاتصالات معها هذه الايام حدث ذلك
والآن هلى ستدفعين ثمن الغذاء ؟
وابتسمتى وحاولتى تجاوز الامر ولكن بصعوبة بدت على ملامحك
مازلت اذكر جلوسك اوقاتا طويلة يصحبك الصمت
وعندما أسألك
تقولين دعنى أسبح فى عينيك
لا أحب أن يشغلنى الكلام
عن الاستمتاع برؤيتهما
عدنى انهما لن ينظرا لغيرى
وانك لن تكون لغيرى
أتذكرين كلمات حبنا
وحدنا كتبناها
وحدنا نقولها
وحدنا نرددها
(أنت أنا )
نبدأ بها حديثنا وبها ننهيه
حتى اسمك على هاتفى كان نفس الكلمة  واسمى على هاتفك كان نفسها ايضا
نهاية الجزء الاول

الجمعة، 20 يناير 2012

مسافر بلا مأوى 19)


لم أعتقد يوما أنى سأتعلق بك
أو أنى سأحبك
وأعلم أنك لم تعتقدين ذلك ايضا
بل ولم تفكرى به يوما
ولكن أقدارنا قادتنا الى ذلك
كنت منتبها لعملى لا شئ يشغلنى غيره كعادتى
أيامى متشابهة
أوقاتى متكررة
انتهى من عمل لأدخل فى غيره
وانتقل من كتاب لكتاب
عندما التقينا قدرا
كنت تعانين حينها من مشكلة ما
وعرضت عليك مساعدتك فى تجاوزها
ومرة تلو مرة وافقت على ذلك
وتكررت مرات الحديث
وكنتى تتصلين بى دوما لتخبرين بالجديد
كنتى تتصلين عليا لتخبرينى انك بانتظارى
وانك تعلمين بأنى مشغول
وتقولين انك ستنتظرين مهما طال الوقت
لرغبتك فى الحديث معى
كنت أحاول الاسراع بانهاء عملى
حتى لا اتأخر عليك كثيرا
فرحت عندما تجاوزت مشكلتك
وأستعددت للرحيل من حياتك
تاركا لك المجال لتتمى رحلتك
بعيدا عن اى شئ يذكرك بماضى
لا تبغين تذكره
فلم يكن ينتابنى اى أحساس
ولم أكن أشعر بأ ى شعور تجاهك
ولكنى وجدتنى أقترب منك رغما عنى
وتقتربين منى ربما رغما عنك ايضا
او ربما كنت تودين شكرى على مساعدتك
ولكن اوقاتنا سويا كانت تثبت حبك
رغم أننا عارضنا فى البداية الامر
وقررنا ان ننهيه قبل ان يبدأ
ولكن كل ما اتفقنا عليه حدث ضده
كانت اوقاتى لا تخلو منك
كانت حياتى بسمتها انت
كنت اشتاق اليك حتى وانا معك
كنت أشعر غيابك لو فرقتنا نافذة
كنت أرى الحب ساكنا فى عينيك
كنت أرى الخجل حارسا لنظراتك
كنت اذا تأخرت عنك سارع هاتفك يلاحقنى
يسأل عنى
مجرد أن أتذكرك فى اى مكان اجدك امامى
حاولت ان ابتعد فلا اجعلك تريننى
واغلق هاتفى حتى لا أرى اتصالك عليه
ووجدتنى فى كل مكان اراك
اسمع صوتك
أخبر بسؤالك عنى
حتى جئتى الى مكان عملى
وعندما رأيتك ابتسمت وابتسمتى
كدت أرى روحك تسبقك لترتمى بأحضانى
وكدت أسبق روحك فأتلقفها قبل أن تتحرك
سبقتك مشاعرك وقالت احبك احتاج اليك لا تتركنى ثانية
دفعتنى مشاعرى وقبضت على يديك تحتضنها خشية أن تفقدها مجددا
سالت دموعك
لاحقتها دموعى
كان قدرنا اذًاً ان تكون لنا سويا قصة تروى
والقدر لا مفر منه