وبينما أنا غارق فى أفكارى وتساؤلاتى
فتح الباب فجأة ببطئ خشية أن استيقظ ان كنت نائما
فرحت عندما شعرت بذلك
أخيرا سأعلم أين أنا
أخيرا سأعرف عنها
أخيرا سأصل اليها
أخيرا سأجد من يحدثنى يجيبنى يخبرنى يطمئننى عليها
دخلت عليا فتاة فى بداية العشرينات من عمرها
ترتدى ثيابا أنيقة بألوان هادئة
تكسو رأسها بغطاء خفيف
يظهر بعضا من خصلات شعرها شديد السمرة كعتمة الليل
سقط الغطاء على كتفها حينما فتحت الباب فدخل تيار من الهواء من النافذة
جعل شعرها يتأرجح حول وجهها فى نعومة لم أرى مثلها وحدك انتى رأيتك هكذا قبلا
عيناها هادئتان كبحر أمواجه رائقة
يعلوهما خجل كخجل الشمس عندما يقف أمامها القمر
علت وجهها علامات الدهشة والسعادة عندما رأتنى وقد أفقت
ابتسمت واسرعت الى الداخل من جديد
دون ان تحاول حتى أن تقول اى شئ
فقط وهبتنى ابتسامة استعين بها على وقتى لحين عودتها
حاولت أن أنادى عليها ولكن لم يسعفنى صوتى
وربما ناديت ولم تسمع النداء او لم تفهم كلماتى
ترى ماذا ينتظرنى هنا ؟
وأين ألقت بيا الحياة ؟
ترى هل ان قريب منها ؟
أم ترانى عنها بعيد؟
كل البلاد متشابهة كل البشر متشابهون كل الثقافات متشابهة
والقلوب بريدها واحد
خروجها دون ان تحدثنى ارغمنى على الانتظار من جديد
انتظار مع عقارب متوقفة رغم ان العمر ايامه تجرى
انتظار مع مشاعر ظمأى ويبدو ان شريان سقياها ليس قريب
انتظار مع قلب وجل وقد سطت عليه جراح كثير
انتظار مع عيون زائغة فقد بدد طمأنينتها طول المسير
انتظار مع امل لا ينقطع
انتظار مع حب لا يهدأ لهيبه
انتظار مع حلم سافرت لأجله السنين
انتظار مع طمع أن يكون حبيبى قريب
انتظار مع شوق يشعله حنين
انتظار ويالا قسوة الانتظار
تضطرب المشاعر
تتسارع النبضات
تتزايد دقات القلب
وترتعش الاعضاء
وتعلو حرارة الجسد وتصرع فى آن واحد
انتظار ويالا قسوة الانتظار
أبعد الشوق اشتياق ؟
أبعد الحب عناق ؟
أبعد الفراق وفاق ؟
أبعد الغياب تلاق ؟
أذكر الله فتهدأ جوارحى وتطمئن نفسى ويستقر حالى
( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )
أسمع خطوات مقبلة
تقترب منى اكثر وأكثر
ها هو الباب يطرق طرقات خفيفة