الخميس، 24 يناير 2013

نعم نجحت الثورة وفشلنا

نعم نجحت الثورة وفشلنا
نجحت الثورة فى قطف رأس نظام فاسد وفشلنا فى استكمال مسيرتها فى اقتلاع جذوره بل وأصبح فشلنا أقسى حين سمحنا لجذوره بالتشعب والتمدد من جديد حتى صارت فى كل ثغر بيننا مثل الفيروس الذى يصعب التخلص منه .
نجحت الثورة فى منح الشعب الحرية وفشلنا فى فهم معنى الحرية ومبادئها وقواعدها وكيفية استغلالها وادارتها وحولناها الى حالة من الفوضى مترامية الاطراف والأذرع فكلما قطعت ذراعا نبت أخر وكأنها اخطبوط بأيد لا حصر لها .
نجحت الثورة فى ازالة الغشاوة من على أعين الكثير وفشلنا حين فتحنا اعيننا على السلطة والمناصب والكراسى وتصارعنا وتسارعنا عليها ونسينا أن الغاية التصحيح الكلى الذى يلزمه تخلية ثم تطهير ثم زرع ثم تحلية وما أشبه موقفنا بموقف الصحابة الكرام فى غزوة أحد عندما رأوا النصر باد امام اعينهم فتصارعوا الى جمع الغنائم ونسوا نهى النبى الكريم لهم عن الوقوع فى ذلك .
نجحت الثورة فى فتح أبواب العلم والمعرفة بكل الشئون الداخلية والخارجية وازالة الحواجز بين الحاكم والمحكوم وفشلنا فى ادارة ذلك فأضعنا هيبة دولتنا  فكأننا نسعى الى طريق تكون نهايته لا دولة ولا ثورة ولا شعب ولا رؤية ولا أمة ولا مصر .
نجحت الثورة فى لم شمل الجميع فكنا يدا واحدة وتفرقنا حينما ذقنا طعم الحياة ففرقتنا السلطة والكراسى وأصبح الكل يسعى لارضاء نفسه وحزبه وجماعته وعشيرته وايديولوجيته التى يسعى اليها ونسينا أو تناسينا اننا كلنا فى سفينة واحدة فان تعاونا تخطينا الصعوبات وان اختلفنا غرقنا جميعا .
نجحت الثورة فى ترسيخ بعض قواعد الديمقراطية وترسيخ قيم ابداء الرأى وفشلنا حين تركنا من ازحناهم بتلك الثورة يطلون علينا من كل فج وعبر كل قناة يتغنون بالثورة بأفواههم ومن قلوبهم يتمنون لو قتلوا كل من قاموا بها وما أفعالهم وكلماتهم الا خطوة فى هذا الطريق وبسذاجة منا أو رضا نعينهم فى تحقيق مبتغاهم .
نجحت الثورة فى توطيد عرى الوطن وفشلنا حينما سمحنا للعصبية الطائفية والدينية والقبلية والحزبية والجاهلية بتفرقينا ونشر سمومها فى عقولنا وأشواكها فى طريقنا .
نجحت الثورة فى الانتصار على الخوف والقهر والطغيان الذى كان قد غمر النفوس وأصابها باليأس من مجرد التفكير فى أى تغيير أو تطوير قد يحدث وبتنا ننتظر لحظات توريث الوطن جيلا بعد جيل وفشلنا فى استغلال ذلك الانتصار وتحويله الى طاقة فاعلة فى اعادة بناء الوطن ومحاولة الاستفادة من كل لحظة ومن كل مورد ومن كل عقل ومن كل فكر ومن قلم ومن كل قرش فى معركتنا نحو البناء والتنمية وبناء مصرنا الجديدة بقوة تضاهى قوة وتفوق قوة محمد على وصلابته فى بناء مصر الحديثة واعدادها دولة قوية تضاهى كل الدول المتقدمة فلسنا أقل من اليابان أو الهند او البرازيل او ماليزيا ....لسنا أقل من أى أحد فبفضل الله نمتلك ما يفوقهم علما ومالا ورجالا ولا مانع من الاستفادة من تجارب غيرنا فى سبيل الوصول الى نهضة دولتنا .
نجحت الثورة فى توحيد الهدف والرسالة والطريق وفشلنا فى الاستمرار فى ذلك وفرقتنا صراعاتنا الداخلية وصرنا كلنا نسعى لخصخصة الثورة وكأنها ملك فئة بعينها فان كانت ملكى فليست لك وان كانت ملكك فليست لى ونسينا انها ثورة أمه ، ليست العبرة بوقت المشاركة فيها ولكن العبرة بما قدمت لها بل لنفسك وما تقدم وما ينتظر منك تقديمه.
نجحت الثورة فى اظهار الصورة المشرفة لنا أمام العالم أجمع وفشلنا فى المحافظة على تلك الصورة وصرنا كل وقت نرى العالم بل ونخبره ونرسل اليه ما يسيئ الى صورتنا والى ثورتنا وأصبح من يتحدثون باسم الثورة هم من اسقطتهم الثورة وأنهت طغيانهم فصرنا عباد مال ومناصب وسلطات وبعضنا صار عبيدا للرفض وبعضنا صار عبيدا لاهدافه وطموحاته وأحزابه وسياساته .
 نجحت الثورة فى قتل حالة الصمت التى أصابت الشعب وأخرجت ما فى جوفهم واظهرت معدنهم الحقيقى فى الوقوف فى وجه كل طاغية سولت له نفسه التحكم فى مصائر قومه وفشلنا فى قتل الطاغية الذى يسكن داخل كل منا فكل ثورى بداخله طاغيه ان احسن كبح جماحه تحققت طموحات وطنه وان أساء هلك ومن قبله وطنه .
ــــــــــــــــــــــــــــ
هذا المقال ليس الهدف منه الجلد ولا الاساءة ولكنها كلمات محب يخشى ضياع وطنه وانفلات الزمام من بين أيدى أبنائه ، كتبته  بهدف ايقاظ الضمائر وتنبيه العقول والعيون واعادة توجيهها نحو رسالتها وهدفها نحو انقاذ ثورتها واكمال اهدافها نحو اعادة تصحيح الرؤى والأهداف ووضع الأقدام مجددا على الطريق الصحيح ، كلمات قصدها توحيد الصف ونبذ الخلافات والفرقة القاتلة ، كلمات غرضها مصلحة الوطن ليست مصلحة النفس ولا الحزب ولا الجماعة ، كلمات قصدها البناء والتنمية والسعى نحو بناء دولتنا المنشودة .
فلعلها لبنة فى طريق بناء وطن . 

 

18 رأيك يهمنى:

مصطفى سيف الدين يقول...

فشلنا حين طفى على السطح كافرين بالثورة طامعين في الحكم
النخبة من الطرفين هي التي فشلت
الكل لا يرى إلا مصلحته

Noha Saleh يقول...

فعلا الطمع فى السلطة سبب رئيسى فيما يحدث
فشلت المعارضة وفشلت الحكومة ولا يعانى سوى المواطن البسيط

faroukfahmy يقول...

حبيب قلبى
ليس كل نجاح يعقبه فلاح
فقد يجتاز الطالب الامتحان بنجاح باهر ولكنه يدخل كلية لا تتفق مع استعداده وقدراته
وهذا ما يتفق مع ما نحن فيه وهو التمكن من استغلال هذا النجاح بما يكفل كل فلاح لحبيبتنا مصر
الفاروق

ظلالي البيضاء يقول...

أخي محمد ..
الحديث طويل جداً في هذا الباب ..
وباختصار شديد جداً ..
فأول ما ينبغي أن نركز اهتمامنا به هو زرع ثقافة مجتمعية جديدة تتطلع للمستقبل بأعين واسعة وتسعى إليه بخطى أوسع ..
عندما نزرع هذه الثقافة سيدرك كل منا أن له دوراً لا بد أن يؤديه ..
فنسير على خط واحد عريض قوامه الإيمان والعمل وأن نكون حماةً للوطن كلٌ في مركزه وحسب قدرته ..
ويفرع عن هذا الخط العريض فروع كثيرة في العلم بكافة أفرعه وأقسامه .. والبحث والتطوير .. والمنظمات الإنسانية .. والأعمال النهضوية .. والأقلام النيرة .. والقلوب الخيرة .. والمواعظ الصادقة .. والحكومة العادلة .. والاقتصاديات القوية .. والأبنية السليمة .. والكثير من التفرعات التي لا تنتهي ..
البداية لا تكون في المناصب بل في زرع تلك الثقافة ..
كمثال يوضح ما أريد ..
أرأيت إلى حجم النفايات التي تلقى في الطرقات نعم واجب الحكومة كبير تجاه تنظيف هذه الطرقات ..
ولكن طالما ان هناك الكثيرون الذين لا زالوا يلقون نفاياتهم فيها فمهما فعلت الحكومات فلن تستطيع تنظيف الطريق ..
لكنها إذا زرعت في نفوس وسلوك أبنائها أن النظافة من الإيمان .. ثم همت لتنظيف الطرقات فإنها وخلال زمن قياسي ستكون غاية في النظافة ..
حقيقةً نشعر في بلدنا أننا وإن زال الظلم عنا لكن الذين رفعوا الظلم ليسوا على مستوى إعمار البلد بل ربما سيزيدوها خراباً ..
لذلك فسنبقى نحن الخاسر الأكبر .. تماماً كخسارة شعب فلسطين بين تنافر فصائلها ..
وكخسارة شعب مصر بين إخوانها ومعارضيهم ..
وحقاً فإن الحديث طويل .. لنا الله والأمل والدعاء والعمل ..
دمت طيباً وبألف خير ..

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

السلام عليكم

نجحت الثورة وانا اشاركك الرأى بقوة
لكن من فشل هى بعض الوجوه الكالحة والاسماء التى ترفع الفساد شعار لها لان الثورة اظهرتهم لنا واظهرت حقيقتهم السوداء

لكل ثورة فترة نقاهة وماتمر به مصر الان ماهى الا فترة نقاهة لكن طالت بعض الشىء وبالنهاية لا يصح الا الصحيح ولا يحق الا الحق

بارك الله فيك اخى محمد وجزاك الله خيرا
ويارب يحفظ مصر وشعبها ولا يولى علينا الا الصالحين

تحياتى لك بحجم السماء

sahar ( كلمةٌ و نبض ) يقول...

صدقت فى نجاح المبتغى
و لكننا فشلنا فى إعادة تأهيل أنفسنا
و الخوف كل الخوف أن نخسر ما كان حق لنا
سلمت يمينك

šσяšαяαα يقول...

حضرتك قلت اللى على بال كل واحد مقهور على بلده والحال اللى وصلت ليه

فعلا فى حاجة متركبة غلط .. احنا مابنعملش تغيير الا ونقلبه عكس المتوقع
يعنى ثورة 52 استولى عليها العسكر وحكمونا من ساعتها وكفاية نشوف البلد وصلت لايه عشان نعرف انهم كانوا ابتلاء مش نجدة

وف حرب اكتوبر برضو انتصرنا ويافرحة ماتمت .. انا عن نفسى مش حاسة خالص اننا انتصرنا وعمالين ناخد على دماغنا لحد دلوقت

وثورة يناير
قطعت شجرة مسوسة من غصنها وسابت الجدور.. لا التشبيه الاحسن انها قطعت راس الحية اللى بتيجى ف الاساطير وبيطلع بدالها اتنين واكتر
هو كدا بالظبط شلنا راس وجالنا بدالها اربعة وعشرين راس
يعنى المفروض دلوقت نصحى الثورة من تانى .. مفيش احتفالات لان مفيش ثورة نجحت اصلا عشان نحتفل بيها

eng_semsem يقول...

نحن من نحتاج الى بناء انفسنا من جديد لبناء مجتمع ودولة
وكلى امل في غدا اننا سنبني ونحقق احلامنا تجاه وطننا الغالي
تحياتي

رحاب صالح يقول...

معاك حق يا محمد كلنا مقهورين ولو ان الطامعين كانوا اغلبية ما وصل بنا الحال الي ما نحن فيه الان
كلنا مازلنا نذكر ما حدث ومن ظهروا علي حقيقتهم ومن أثروا المحايدة
لنا الله اخي العزيز

مدونة رحلة حياه يقول...

@مصطفى سيف الدين
صدق صديقى
شكرا لمرورك

مدونة رحلة حياه يقول...

@Noha Saleh
الطمع والجشع يحويان الكثير من ألامنا

مدونة رحلة حياه يقول...

@faroukfahmy58
نعم والدى هذا حالنا
أحسنت وصفا
شكرا لك

مدونة رحلة حياه يقول...

@ظلالي البيضاء
شكرا اخى محمد
نصركم الله

مدونة رحلة حياه يقول...

@ليلى الصباحى.. lolocat
وعليكم السلام
أحاول التنبيه ربما استطعنا حقن ما تبقى فى عروق مصرنا من دماء
شكرا لمرورك ليلى

مدونة رحلة حياه يقول...

@sahar 2013
ربما لم يحن الوقت بعد ولكن أنبه حتى لا نضل الطريق

مدونة رحلة حياه يقول...

@šσяšαяαα
هتتعدل يا سارة طول ما احنا بنحلم وعلى حلمنا محافظين

مدونة رحلة حياه يقول...

@eng_semsem
عندك حق يا اسامة
احنا محتاجين بناء كتيررررررررر

مدونة رحلة حياه يقول...

@re7ab.sale7
نعم كثيرررررررررررررر هم الطامعين ولولاهم لتبدل الكثير ولكن لكل شئ أجل