الجمعة، 10 يناير 2020

إنما أنا إنسان


"67 " رواية ... مكونة من اثنى عشر فصلا وكأن كل فصل يمثل شهرا من شهور عام 1967 ، هى الرواية الثانية لكاتبها الروائى الأستاذ " صنع الله إبراهيم " عقب روايته الأولى " تلك الرائحة " ، وبدت وكأنها تمثل متتالية لروايته الأولى كالعادة فى الروايات التى تلت ذلك بأن تكون الأحداث فى مجموعة منها متشابكة وبطلها واحد ، تميزت بأسلوبه الجميل والجرئ والمغاير فى عرضه للمجتمع والأسباب التى أدت مجتمعة إلى حدوث النكسة وكالعادة اثارت الكثير من الجدل فرفضت بعض دور النشر فى مختلف أرجاء الوطن العربى نشرها حتى نشرت كنصوص أدبية فى مجلة عالم الكتاب فى عددها الثالث الصادر فى شهر اغسطس لعام 2015 قبل ان تصدر كرواية كاملة فى عام 2017 عن دار الثقافة الجديدة .
" سمعت المذيع يقول إننا نسقط طائرات العدو ، وأعقبته موسيقى حماسية ثم بيان عن بدء العمليات الحربية ضدنا ، أغلقت الراديو وعدت إلى الصالة وبحثت عن صحف اليوم فوجدتها فى المطبخ ، وكانت العناوين الرئيسية تعلن عن تدهور الموقف واقتراب ساعة الصفر ...."
" دخلت إلى حجرتى وأدرت الترانزستور فسمعت بيانا عن إسقاط المزيد من الطائرات ، أغلقت الترانزستور ، وارتديت قميصا وبنطلونا وغادرت الشقة ... "
" عدت أقرأ الأخبار وكانت الوكالات تردد ما نذيعه عن إسقاط الطائرات الاسرائيلية ... "
" جاء زكى يسأل عن أخر الأخبار فقلت : لا جديد ، قال : ماذا تتوقع ؟ قلت : لا أعرف ، قال : سنعطيهم علقة ساخنة ، وقال صادق إنه سيكتب مقاله القادم من تل أبيب.
" جاء زكى يسألنى عن أخر الأخبار ، قال إن له جارا فلسطينيا لم يغادر فراشه من ظهر الأمس لأن اليهود اجتاحوا قريته حيث توجد أمه وعائلته ، لمحت صادق وكانت عيناه حمراوين ، وكانت أخبار الوكالات الأجنبية تتحدث عن تطويق قواتنا فى صحراء سيناء ...
" بعد قليل اتصلت بالجريدة فرد على صادق وكان يبكى . قال : انتهى كل شئ . قلت : ماذا تعنى ؟ لم يرد وواصل البكاء .... ثم أعلن المذيع أننا قبلنا قرار وقف إطلاق النار .... "
" غادرت الجريدة إلى الشارع وكان الظلام ينتشر بسرعة والناس تجرى فى كل اتجاه وهم يصيحون ويهتفون .... "
 سُردت هذه الرواية فى شكل يوميات بدأت بحفلة تجمع فيها العديد من الشخصيات التى بنيت عليها الرواية واختتمت بحفلة أيضا وما بين الحفلتين يظهر أثر الأحداث التى شهدها العام على كل أشخاصها .
العنوان يمثل تلك الجملة التى قالها البطل فى الفيلم الذى شاهده الراوى فى السينما فى سبيله للدفاع عن نفسه .

0 رأيك يهمنى: