الخميس، 1 أكتوبر 2020

لم نعد صغارا " 18 "

 

الناس زائفون يا ولدى ، لا تغرك أقوالهم ولا تُخدع بأفعالهم ، إن هى إلا أقنعة يتوارون خلفها ، يخفون القبح ، البذاءة ، نظرات الخداع ، الدموع جنود مسيسة وربما يخفون عكس ذلك يا ولدى ، حتى يمكنهم العيش فى وسط هذا المجتمع المغرق بالخداع ، يدعون بالقيم والفضيلة ومن حولهم يموتون جوعا لا يجدون ما يكفى لسد جوع أطفالهم .

سر معى قليلا ....

انظر ذاك الجالس هناك ، لا تفارق المسبحة يده ، كلمات الشكر وكأنها حُفرت على طرف لسانه رغم ما قاساه من وجع ، زوجته توفيت ، ابنه اختفى فجأة ولم يعثر عليه ، واخوته اغتصبوا إرثه ولا يخفى عليك كم يكفى لمعاش شيخ فى مثل عمره ....

وهذه الفتاة تخرج متأنقة يقولون أنها تعمل فى شركة كبيرة ، السيارة كل يوم تأتى إلى هنا كى تأخذها وتعيدها فى أخر اليوم ، أما أنا فأعرفها جيدا ، تعمل فى البيوت كى تنفقها على إخوتها لغياب والديها ، هى تخفى ذلك حتى لا يعاير أحد إخوتها بسبب عملها ، تعرف جيدا الناس لا يتركون أحدا وشأنه وسيرة الغير هى فاكهة المجالس .....

ذاك الشاب الذى لا يقوى على الحركة ، قريبا كان قويا مفتول العضلات ، يمشى بين الناس يختال بقوته وهيئته وبنيته ، العيون لا ترحم يا ولدى ، انظر إلى ما آل إليه حاله ، أصبح ضعيفا واهنا أصابه خبيث المرض ، العين تقتل يا ولدى وتدخل الجمل فى سم الخياط ....

البيت البديع الذى عن يمينك ، يقولون أن صاحبه عثر على قارورة بها قطع ذهبية قديمة عندما كان يهدم البيت القديم وقالوا أنه تاجر فى الأثار وقالوا أنه تاجر فى المخدرات ، قالوا وقالوا يا ولدى ..... والحق يا ولدى غير كل ذلك ، قص على ذات مساء أنه صنع خيرا لأحدهم فجزاه الله فوق الإحسان إحسانا فأنعم عليه بما لا يحصى له شكرا .....

الدنيا يا ولدى خداعة ، ما تراه بعينك ليس دايما هو الحق وما يتكلم به الكثير غالبا لا يكون صائبا فالشائعات هنا تربتها خصبة فما أن تلقى ببذرتها حتى تنتشر كالنار فى الهشيم فى ساعة قيلولة .....

1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

فعلا صدقت الدنيا خداعة وليس كل ما تراه العين هو الحقيقة ....أبدعت