السبت، 6 سبتمبر 2025

التأشيرة " 14 "

 

انتهينا من رمى الجمرات وانطلقنا متجهين نحو العزيزية الشمالية حيث المكان الذى استئجرناه مسبقا كى نقيم فيه أيام الحج ، قادنى صاحبى الى المسكن وافترق عنا صاحبينا فقد اتخذوا مسكنا أخر ، الشوارع مزدحمة جدا وسيارات الشرطة فى كل ناصية ، وصلنا البيت وركبنا المصعد الى الطابق الثالث ، فتح صاحبى الغرفة وقال ان تلك الغرفة التى نقيم بها وكنا قد دفعنا لها مقابل الايجار قبل سفرنا بفترة ودفعنا اكثر من الخرين لأن بالغرفة دورة مياه خاصة بنا، خمسة اسرة مغطاة بفرش بيضاء ، تلفاز ، مكيف هواء لا غنى عنه فى هذه البقعة أبدا ولا تقوى على إيقافه ولو لدقائق من ليل أو نهار وتساعده المراوح ايضا .

وضعت حقيبتى وألقيت بجسدى على السرير بملابس الاحرام فلم أحلق شعرى بعد حتى أستطيع التحلل من إحرامى ، تواصلت مع أسرتى وهنأتهم بالعيد وسألتهم عن أمى وأخبرتهم أنى سأحاول اليوم الوصول إليها مهما كلف الأمر ثم استسلمت للنوم حتى خارت قوايا وغرقت كليا   .

ساعات قضيتها فى النوم وعندما استيقظت وجدت الغرفة امتلأت ، عرفنى أصحابى على الأشخاص الأخرين ثم تناولنا بعض الطعام ، توضأت وصليت ونزلت الى الشارع بحثا عن حلاق كى أحلق شعرى حتى أستطيع التحلل من إحرامى ، تجولت فى عدة شوارع محيطة إلى أن وجدت أحدهم وكان يقف أمامه الكثير من الحجاج فى انتظار دورهم وغيرهم انتهوا منه فخرج ورأسه مخضبة بالدماء من فعل موسى الحلاقة ، شاب يجلس على كرسى أمام المحل يحصل الأجر ويعطيك ورقة صغيرة مدون عليه رقمك ، محل صغير يعمل به ثلاثة من الهنود أو من الجنسيات القريبة منهم ، يجلس المنتظرون فى الخلف ممن سمح لهم بالدخول كى يتقدموا للحلاقة ، يصطفون على مقعد صغير ، أشار لى أحد الحلاقين فتقدمت ودقائق قليلة كان قد انتهى منى ، خرجت حامدا الله أن رأسى لم تخضبه الدماء مثل الذين سبقونى ، انعطفت ناحية اليمين ثم يمين أخر حتى وصلت البيت الذى نسكن فيه ثم صعدت إلى الطابق الثالث ودخلت إلى الشقة التى بها غرفة إقامتى ، جهزت ملابسى ودخلت إلى الحمام فاغتسلت ثم خرجت فصليت العصر وأخبرتهم أنى سأبحث عن أمى .

هاتفت الرجل المسئول عن سفر والدتى والمرافق لفوجها وطلبت منه أن يرسل لى الموقع الذى يقيمون فيه وفتحته على خرائط جوجل فوجدته لا يبعد عنى كثيرا .

1 رأيك يهمنى:

Asmaa يقول...

اللهم تقبل والعقبى لى يارب يارب يارب