تذكرت
ليلة عم سماءها ظلام حالك
وتكاثرت الغيوم والسحب
وبدأت الامطار تنهمر بغزارة
كأنها شلالات تنساب من أعلى جبل
فتقع على واد بعيد قاعه
كأنى اسمع البرق يخطف صوته الأذان
كأنى اسمع الخوف يضطرب اقترابه العيون
كأنى أرى الحياة تلفظ انفاسها
أخذت السماء تومض وتظلم
ترعد وتبرق
عواصف وزوابع
اشتدت الامطار اكثر
أصبحت السماء ترسل عليا كراتا من جليد
كأنها أقسمت أن تخرج كل ما فى جوفها
كأن كبدها يتمزق مرضا
كأنها تتشقق تزلزل تغتصب
كانها تصرخ فى سكرات الموت
دقائق
كست الارض بثوب أبيض
تجمدت فى مكانى
وكأنى مقعد لا استطيع الحركة
جسدى يقشعر بردا وخوفا واضطرابا
كأن الدماء فرت من وجهى
كأن النبض فارق مسامى
أسنانى يدق بعضها بعضا
التصقت شفاهى فلا استطيع النطق
دوما اسير بثياب خفيفة
رغم نصيحتك دوما باصطحاب معطفى معى
لكن دوما أقول افعل
رغم أنى متأكد انى لن أفعل
وأعرف أنك متأكدة أنى لن أفعل ايضا
راودت الخواطر عقلى
وقد تهت منى
أين أنا
والى أين كنت اتجه
أم أنى سعيت الى نهايتى
مالى لا ارى اى بشر هنا
مر العمر أمامى كشريط مسجل
لحظة بلحظة بكل تفاصيله
بكل ما به من معاناة وألم
بكل ما به من حزن وفرح
ترتعد فرائسى بردا
ام خوفا
ام شوقا
ام خشية
ام خجلا
ام سباحة عبر دمعات عينيك
ام ....ام .........ام
ترانى هنا اضع راحلتى
وانهى رحلتى التى بدأت بغربة
واستمرت فى غربة
وتنتهى بى فى غربة ايضا
والأن انا فى اسمى اوصافها
غريب فى مكان غريب فى وقت غريب فى مناخ غريب
تساؤلات وافكاروخواطر
انسالت فجأة وجمدت فجأة
وبقيت معلق مختبئ خلف خيوط الامطار
امزق بأنفاسى المبعثرة
قيود العتمة
ازيل بلهيب يخرج من داخلى
شريط الثلج الذى على أحاط جسدى