الجمعة، 30 ديسمبر 2011

مسافر بلا مأوى (10)


تذكرت
ليلة عم سماءها ظلام حالك
وتكاثرت الغيوم والسحب
وبدأت الامطار تنهمر بغزارة
كأنها شلالات تنساب من أعلى جبل
فتقع على واد بعيد قاعه
كأنى اسمع البرق يخطف صوته الأذان
كأنى اسمع الخوف يضطرب اقترابه العيون
كأنى أرى الحياة تلفظ انفاسها
أخذت السماء تومض وتظلم
ترعد وتبرق
عواصف وزوابع
اشتدت الامطار اكثر
أصبحت السماء ترسل عليا كراتا من جليد
كأنها أقسمت أن تخرج كل ما فى جوفها
كأن كبدها يتمزق مرضا
كأنها تتشقق تزلزل تغتصب
كانها تصرخ فى سكرات الموت
دقائق
كست الارض بثوب أبيض
تجمدت فى مكانى
وكأنى مقعد لا استطيع الحركة
جسدى يقشعر بردا وخوفا واضطرابا
كأن الدماء فرت من وجهى
كأن النبض فارق مسامى
أسنانى يدق بعضها بعضا
التصقت شفاهى فلا استطيع النطق
دوما اسير بثياب خفيفة
رغم نصيحتك دوما باصطحاب معطفى معى
لكن دوما أقول افعل
رغم أنى متأكد انى لن أفعل
وأعرف أنك متأكدة أنى لن أفعل ايضا
راودت الخواطر عقلى
وقد تهت منى
أين أنا
والى أين كنت اتجه
أم أنى سعيت الى نهايتى
مالى لا ارى اى بشر هنا
مر العمر أمامى كشريط مسجل
لحظة بلحظة بكل تفاصيله
بكل ما به من معاناة وألم
بكل ما به من حزن وفرح
ترتعد فرائسى بردا
ام خوفا
ام شوقا
ام خشية
ام خجلا
ام سباحة عبر دمعات عينيك
ام ....ام .........ام
ترانى هنا اضع راحلتى
وانهى رحلتى التى بدأت بغربة
واستمرت فى غربة
وتنتهى بى فى غربة ايضا
والأن انا فى اسمى اوصافها
غريب فى مكان غريب فى وقت غريب فى مناخ غريب
تساؤلات وافكاروخواطر
انسالت فجأة وجمدت فجأة
وبقيت معلق مختبئ خلف خيوط الامطار
امزق بأنفاسى المبعثرة
قيود العتمة
ازيل بلهيب يخرج من داخلى
شريط الثلج الذى على أحاط جسدى

الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

مسافر بلا مأوى (9)



على البحر كنا
نداعب احلامنا
نرسم لوحات حب
على صوت الامواج الدافئ
اذكر حلما عشناه سويا
اذكر البراءة التى حملها وجهك الملائكى
عندما لامست جسدك المياه فى الصباح
كطائر تساقطت عليه قطرات المطر فارتعش خجلا وحبا وبردا
اذكر وضعك يديك فى الماء فكأن الماء يتطهر بك من زبده
رأيتك تحاولين الامساك بالشمس عند شروقها على سطح الماء
اذكر تمايلك وابتهاجك وسعادتك وانتى تحتضنين الامواج
ونحن على الشاطئ وحدنا
عندما أقبلت الطيور كى تلقى على مسامعنا تحايا الصباح
تذكرين البيت الذى بنيتيه لنا من الرمال
مازالت اذكر بريق عينيك حينها
وكأنه الأن لم يغب قط عن عينى
ما أجمل الصباح عندما افتح عينى
أجد يديك تمسح على شعرى
وعينيك تذوبان عشقا فى عينى
والبسمة تعلو وجهك فيشرق اكثر واكثر
لم تكونى فى حاجة الى كلمات
كانت عيناك تقول كل شئ
لم تكونى فى حاجة الى كلمات
كانت انفاسك تقول كل شئ
لم تكونى فى حاجة الى كلمات
كانت عبراتك تقول كل شئ
لم تكونى فى حاجة الى كلمات
كانت لمساتك تقول كل شئ
لم أشعر يوما بدفء
كدفء أجفان عينيك عندما دثرتينى بهما
لم أشعر يوما براحة
كتلك التى أحسستها عندما صرتى انتى بردتى
سافرنا مرارا وتكرارا ولكل رحلة معالم
عاشت فى داخلى شهيدة على مر الزمن
فى العمر لحظات تساوى سنوات وسنوات لا تبلغ حد اللحظات
مازلت أذكر 
لحظات غمرتنا نسينا فيها كل شي اندمجنا بين الامواج
القينا روحينا بعيدا عن وحشة الزمن
لم يكن شيء يفرقنا حتى الهواء
لم يستطع ان يباعد بين عينينا او انفاسنا
كأن البحر ملك لنا
كـأن السماء ملك لنا
كنا نرقص بين الرمال فتنتثر كأنها حقول ورد
كنا نرتمي على الارض فترمقنا النجوم بخجل
تخجل من عشقنا من هيامنا
كنتى بردى ولهيبى
كنتى آفتى ودوائى
كنتى حبا لم تره الدنيا
كنتى لذة لا تبدو على الملامح
كنتى شهوة للبعد عن كل شئ
حتى عنك
كنتى مطمعا للتعلق بكل شئ
حتى بك
من الحب حب يذيب لهيبه الجليد
ومن الحب حب تذيب لوعته القلوب
وفى الحب شوق تطرب له النفوس
سطرت فى دفترى كلمات
وما الحياة الا اوقات نحياها
بين فرح وترح
ويقين وشك
وحقيقة ووهم
تارة نغرق فى الدموع
حتى لا تكاد تبدو لأعيننا ملامح
ولا لوجوهنا بهاء
وتارة نسعد
فنلهو ونمرح
يكاد من ينظر حالنا
يظن أن بنا جنون 

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

مسافر بلا مأوى (8)



طفنا فى رحلتنا هذه المدينة
من شرقها حيث شواطئ تولامبن ذات الرمال البيضاء
وجمال رؤية الحدائق المرجانية ذات الالوان البديعة
 فى اجمل الشواطئ كاندى داسا
وركوبنا الامواج واستمتاعنا بتلك الالعاب
 وقطرات المياه التى تتناثر احتفالا بقدومنا فى نوسا دوا
الى الرمال البركانية السوداء
 بصحبة الدلافين السابحة مع الامواج
تلاعب المراكب فى شاطئ لوفينا فى الشمال
كأطفال صغار يجرون خلف الكرة
وهناك حيث يسكن العملاق البركانى الذى يثور كل عدة سنوات
وذاك البركان الهادئ الذى تتصاعد من داخله الادخنة
كم كانت عيناك جميلة منسابة
 كانسياب المياه االمعانقة للجبال فى بحيرة بيدوقول
ومن باتو هناك فى الجنوب
 تلك القرية الصغيرة الجميلة
بروعة قاطنيها وما حباها الله من جمال واصالة
  احضرت لك تذكارا منحوتا على الحجر خصيصا صنع لك
كم كانت رائعة تلك الايام والليالى
كروعة ضحكاتك
عند تدفق مياه الشلالات فى قيتقيت
وكأن المياه تثور بعلو يبلغ حد السماء
 وتنزل دفعة واحدة كأنها ضحايا عشقك
صرعت عند مشاهدتها عينيك فخرت تقبل قدميك
ما اجمل الغروب فى كوتا بصحبة عينيك
عندما تغرق الشمس متلحفة بغشاء من الامواج
 شيئا فشيئا تذوب فيه ويصبحان كيانا واحدا
تذكرين متعتنا اثناء السير على شواطئ نوسا لمبونقان
 بعيدا عن كل صخب فى وسط سحر خلاب
 تذكرين حديثك لى عن بيت تبغين ان يكون لنا
عن اطفال تتمنين رؤيتهم
 عن عمر وهبتيه لى اثناء جلوسنا على الشاطئ الصخرى
 ونحتك على الصخور حروف اسمى وتاريخ اول لقاء واول كلمة قلتيها لى
قلتى هنا حفرت اسمك اما أنت حفرتك داخلى
لم يمنعنا هطول الامطار بغزارة من اللهو والاستمتاع فايامنا فى منتجع بودقول محفورة داخل نفوسنا مهما استدارت بينا السنين
لم اكن اعلم يوما انك عندى كلى
لم أكن اعلم يوما أنى سأكون ثملا بحبك هكذا
كيف دخلتى الى حياتى ومن أين اتيتى ومتى التقينا
هل تذكرين
أعلم أنك حفرتى التاريخ والكلمات ولكن من أين بدأ وكيف كان ؟

السبت، 24 ديسمبر 2011

مسافر بلا مأوى (7)

عدت الى نافذتى
اطل منها مجددا
على مناظر الطبيعة الهادئة
بتسبيح الكون الدافئ
وصوت الهواء النقى
وجمال السماء الهادى
أخذتنى الى هناك
الى ذلك الكوخ الذى جمعنا سويا
فى ليلة قضيناها فى حديقة بالى بارات العامة
تلك الحديقة الجميلة
ذات السحر الفاتن
 الواقعة فى غرب جزيرة بالى الاندونيسية
اشعلنا بعضا من قطع الاخشاب
نستعين بها على الليل البارد
فى هذا الوقت غزير الامطار
ما أشد جمال شعرك المنساب كالشلال
 عندما تخالطه قطرات المطر
يصبح لونه
كبريق الذهب عند صقله
زرقة عينيك أصفى من السماء
عندما تلقى بضيها على البحر
فتسكن امواجه وتعذب ألحانه
وتطمئن اركانه
بسمتك تغيب من سحرها العقول
ضحكتك تزوغ من رقتها الالباب
مازالت اذكر قولك
لسنا فى حاجة الى نيران للتدفئة
يكفينى حرارة انفاسك
 يكفينى لهيب شوقك
يكفينى لذة قربك
عندها ابتسمت وجففت بيدى خصلات شعرك
وملتى برأسك على صدرى
 وعينيك تملأ عينى
وصوتك يتابع عد نبضات قلبى
ويدك تداعب تقاسيم وجهى
وأخذت نفسا عميقا
تصحبه تنهيدة طويلة 
تستنشقين الحب فى أنية من عشق
طفت على سطحها أشرعة الهيام
ونمتى حتى ولادة الشمس