اجعل لحياتك معنى قبل فوات الأوان
هذه هى العبارة التى دونت على الغلاف تحت
العنوان الرئيسى للكتاب لكاتبه الطبيب " بول كولانثى " ، صدر عربيا عن مكتبة جرير .
كان من جميل قدرى أن أقتنى هذا الكتاب فلم
أكن على علم مسبق بمحتواه ولا موضوعه فضلا عن مؤلفه ولكنى إقتنيته ثقة فى دار
النشر والتوزيع التى قامت بترجمته وتوزيعه فى المنطقة العربية لسابق مطالعتى لكثير
من اصداراتها والتى دوما تتصدر قوائم الكتب الأكثر مبيعا فى العالم منذ سنوات طوال
.
من مقدمة هذا الكتاب وحتى غلافه الخلفى قطعا سيترك فيك
هذا الكتاب أثرا لن يمحوه مرور الوقت ، وصدقا ما جاء فى تعليق " أتول جاواندى
" على هذا الكتاب " أن من يحتضرون هم أفضل من يمكنهم تعليمنا دروسا عن
الحياة " .
يسرد المؤلف شيئا من سيرته الشخصية دون إفراط
أو تفريط بلغة سهلة بديعة تدفعك دفعا لمطالعة الكتاب حتى نهايته ، يعرض أمامنا
الكاتب حياة عائلته وانتقالهم من مدينة لأخرى ومراحل تعليمه وحرص والديه وخاصة
والدته على أن توفر لهم أفضل مستوى ممكن من التعليم ثم عشقه للأدب بجانب عشقه للطب
ودراسة كليهما والحصول على الشهادات الأكاديمية فيهما ، اختياره مجال جراحة
الأعصاب ثم دراسة علم الأعصاب ، مراحل عمله من طبيب مبتدئ إلى طبيب مقيم ثم
إلتحاقه بأفضل مراكز الأبحاث ...
من سعيه لمعرفة ماهية الموت ومنهجه فى أن
يجعل الناس تحسن تقبله والتعامل معه ، يصف لنا الكثير من المعاناة فيجعلك تعيش مع
أول جراحة شارك فيها وأخر جراحة قام بها
وأول مريض عايش وفاته وأحاديثه مع المرضى والأطباء وذويهم فيجعلك تشعر أنك تعيش مع
المرضى وتراهم رأى العين فتارة تغلبك الدموع وتارة يطغى عليك الألم .
يحدثنا عن أحلامه ثم يباغته المرض فيعلمنا
بتطبيق عملى " كان القدوة فيه هو نفسه " كيف تعامل مع المرض وكيف استقبل
الموت وهو فى عقده الرابع ..
ثم ترك لنا وراءه هذا الكتاب الماتع والفريد
فى لغته وموضوعه فهو طبيب يصف لك المرض وأعراضه وعلاجه وكيف تتعامل معه فلقد عرف
المرض منهج نظرى وعايشه عمليا عندما اقتحم جسده واستمر معه حتى وفاته .
يعلمك هذا الكتاب كيف تجعل لحياتك قيمة وأن تحول
كل أنفاسك إلى أثر فإن كان ليس بإمكانك بلوغ الكمال لكن قطعا يمكنك أن تناضل للاقتراب
من المثالية قدر استطاعتك .
عاجل الموت الكاتب فانتهى منه قبل أن ينتهى
من كتابه فأتمته زوجته " لوسى " وعملت على نشره وطباعته وفقا لوصيته
فأبقى لنا أثرا سيحفر فى كل من طالع هذا الكتاب ...
أوصى بقرائته بشدة .

