الأربعاء، 11 سبتمبر 2019

لم نعد صغارا " 12 "


تتوالى الأيام تترا تجر بعضها بعضا ، يزحف الناس الى المكان ، المساحات الخاوية أصبحت تشتعل ضجيجا كل وقت ، صوت أبواق السيارات يتعالى خاصة فى وقت الصباح عند انصراف الجميع الى اعمالهم وساعة الغروب عند إيابهم ، الازدحام يسبب العديد من المشاكل كالعادة عندما تكتظ السيارات وتتلاقى عند هذه المفارق ،  أصوات احتكاك الاطارات بالأرصفة ورائحة المكابح تتعالى مع كل مسرع يفاجئه الدوران ، ورش السيارات انتبهت للأمر فاتخذت من هذا المكان مقرا لها ، أصبت البقعة الهادئة قلما تكون كذلك دوما يطغى عليها الطرق بالمطارق وأصوات ألات تغيير الاطارات .
بالجوار مقهى يرتاده الكثير فى مدينة كان سكانها نادرا ما يرتادون هذه الأماكن فكانت معدودة وقتها والآن أصبحت تعج بالمقاهى  ، رائحة الشيشة تختلط برائحة مكابح السيارات ، ورشة لحام حديد تنفس رائحتها هى الأخرى فيختلط الجميع وتضيع راحتنا وسط ذلك ، رواد المقهى من أولئك الشباب الذين يجدون من ينفق عليهم وأولئك الذين يقتنصون بعض الأوقات لتعاطى شيئا مما يكره وبعض الصبية ممن فروا من مدارسهم ومعاهدهم تصحبهم بعض الفتيات ممن يعتقدن أن مع هؤلاء تتم الحياة وبين هذا وذاك تتفك عرى المجتمع وروابطه فلا هذا ذهب إلى تعليمه ولا ذاك بحث عن عمله وضل أمل الوطن فى أبناء يشيدون مجده وقل من يتخذ من المكان مقرا للترفيه عن نفسه قليلا ولقاء أقرانه وأصحابه فى مكان يناسب وقتهم وليت الوقت ينقضى دون شجار .

0 رأيك يهمنى: