الخميس، 26 سبتمبر 2019

لتلك اللحظة


أغيب عند هذا الجانب المظلم ، أسترق السمع إلى البحر تداعب موجاته شاطئه ، تهزمنى الدموع رغم إبتسامة قنعت بها ملامحى ، تواريت عن مرأى القمر ، نزعت ثيابى ، ألقيت بنفسى دفعة واحدة فى جوف تلك الموجات ، تركت لها نفسى ، تغرقنى ، تلقى بى هنا وهناك ، تدفعنى إلى أى وجهة تفضلها أو تهواها .
المياه باردة ، أشعر أن جسدى كـ نار تلظى ، الدموع تطفو على السطح ، أنسحب إلى الأعماق ، إلى نقطة لا أعلم مداها وأعود فأطفو ، هشا كـ زبد البحر لا قوة لى ولا حيلة .
الضوء أسود ، الموج أزرق ، الليل حالك ، الموج أصم ، أبكم ، غبى كـ ثور هائج ، وديع كـ حمل ، قوى كـ نمر ، ضعيف كـ هر ، مخادع كـ ذئب ، وفى كـ ذئب ...
البحر مخيف ، البحر خائف ، يهرب مبتعدا عنى ويتلقانى كـ عناق أب ، يبوح لى بكل ما سمع ، يقص على أسراره ، عن أولئك الذين حاول أن يبقيهم آمنين فأبوا ، عن أولئك الذين خدعوا فقبلوا وعن أولئك الذين يحاكون حالى .
الظلام يؤلف ، أجرى على الشاطئ حتى كأنى اسابقه وأعود حتى كأنى خشيت فقدانه ، أجرى أكثر وأكثر ، أرغب فى أن أقطع كل هذا الشاطئ حتى ينتهى ، أنفث كل هذا الغضب ، أنسى كل تلك الأشياء ، الأحداث ، الأشخاص ، حتى أنسى أنى نسيت ...
أفر... لا أعلم من أى شئ  ، أختبئ فى جوف الظلمة وأصدح بأعلى صوت ، الصوت رحمة والبكاء دواء ..
الليل يمضى ، الوقت ينتهى ، الموج يغيب ونسينى فى جوفه ...

0 رأيك يهمنى: