الجمعة، 20 سبتمبر 2019

الصمت ... ذنب !

ليس أكثر مللا من هذا الذى يقضى الوقت منتظرا ، حتى أنه لا يعلم ماذا ينتظر تحديدا ، فقط ينتظر ، يجر بأسنانه عقارب الساعة يدفعها ليس إلى جهة محددة فقط يدفعها لتتحرك ، تباغته وتعود من حيث بدأت ، رأسه يدور ، كنت هنا قبلا وتخطيت هذا الوقت فكيف أرانى مستقرا على ناصيته ، قط لم أتزحزح عن مكانى ، هى فقط تهيؤات فى خلدك ، لن أمضى قبل أن يحن الأوان ، لا تتعجل الرحيل فكل شئ يجرى لأجل ...
القمر ... اين القمر ؟!
فى ليل سرمدى ، ضوءه حالك ، هواءه مربك ، هواءه ؟! ... ليس به هواء ، هى ليلة عقيمة نزعت من رحمها مهبط النسمات ، حتى عواء الكلاب غاب ، الكل اجتمع على الصمت .
الصمت ... ما الصمت ؟!
سكون ساذج ، ضحك مخادع ، تظن ثم تدرك " إن بعض الظن إثم " ، وقت يعج بالخوف ، بالترقب ، بالتفكير ، متى وكيف وماذا ولماذا وأين ؟
السكون ناصح ضال ، يشبهنى تماما ، يرتدى ثوب النصح ويقود خطواتك إلى الهوى .
الهوى ... ما الهوى ؟!
شغف اللذة ، نشوة الأمنية ، متعة المراد ، شبق الشهوة ، كل شء ولا شئ ، سبل متقطعة رغم توازى الخطوات ، تأخذك إلى درب الوحدة .
الوحدة ... ما الوحدة ؟!
أهو ذلك الوقت الذى تنتظره ، أما الغائب الذى تترقبه ، أما هى مشاعرك المرتبكة ، أفعالك التى تخجل منها ، تصرفاتك الحمقاء ، كتاباتك الملقاة فى كل موضع ، أوراقك المبعثرة ، أعمالك المؤجلة ، قائمة القراءات التى لا تنتهى ، قبلة لم تنسى مذاقها شفتيك ، ضحكة كصهيل خيل تسكر عقلك ، تسحر لبك وتفعل بك الأفعال .
السحر ... ما السحر ؟ !
السحر .. أنت !
الكلمات تعشق الغياب فى أشد أوقات حاجتك لها ، طرح جوف ، صرخة عقل ، ثورة خجل ، دموع الوقت ، بهجة المكان وحزنه ، نبض القلب ودقاته ، الأرقام التى لا تنطق ، الحقائق التى تهرب من البوح بها وهى الحاجة ... هى أنت !
الكتابة ... صمت وسكون وانتظار ... ذنب لا توبة منه ... حتى حين .

0 رأيك يهمنى: