السبت، 8 يناير 2022

شروق

 

ابتسمى يا صغيرتى فالشمس اليوم خرجت مبتهجة لعلها تبشرك بقرب زوال تك المحنة التى ألمت بك ، لعلها بشرى من الله بقرب انفراج تلك الكربة ، أُخبرت بأن حرارتك قد انخفضت الى معدلات تقترب من المعدلات الطبيعية وأن نسبة الأكسجين أيضا ارتفعت وأصبحت مستقرة ، يا صغيرتى أكثر الناس ابتلاء بعد الأنبياء المطهرون المقربون من ربهم ، يبتليهم الله ليرفع مقامهم ودرجاتهم فربما بالابتلاء يدرك المرء المنازل التى لا يبلغها بطاعته ، أعلم أن المحنة ثقيلة وأن الابتلاء شديد وأن وقته طال وفاق قدراتنا الضعيفة على التحمل ، أعلم أيضا أن التعافى سيحتاج بعض الوقت ، كلنا نعلم وندرك ذلك جيدا ، نستعن بالله ونطلب منه أن يمدك بالقوة لتخطى كل ذلك وأن تمرين من ذلك الاختبار بسلام كما عهدناك قوية محاربة لا تسمحى لأى عائق بكسرك ولا بالوقوف فى طريق أحلامك .

أتعلمين ؟

أحاول أن أكتب لكن الكلمات تأبى ، جمدت ، تحجرت على فاه القلم ، هربت منى وفرت بعيدا ، وحدها الدعوات تبقى ، وحدها الدعوات تنطق ، وحدها الدعوات تجرى تشق السحب وتطرق أبواب السماوات .

أعلم أن ما يؤلمك أكثر هى الوحدة التى وضعت فيها رغما عنك ، العزلة الاجبارية ، غرفة العناية المعقمة ، الأجهزة الطبية المتصلة بجسدك ، تقاومين سكاكين الصداع التى تضرب فى رأسك ، تخبريننى أن مقاومتك ضعفت وأنك وصلت إلى الدرجة القصوى فى تحملك وأجيبك بأن الله أبدا لا يُكلف نفسا أو يحملها فوق طاقتها ومادام قدر لك ذلك فقطعا سيمنحك قدرة تفوق تلك المطلوبة لتحمل ذلك ، تقولين أرهقت الجميع حولى ، اخوتى تعبوا كثيرا ، أحبائى ، أخبرك بأن كل مدرك نصيبه من الابتلاء لا محالة ، تقولين الدائرة التى حولى ضاقت وأخشى ان طالت اليوم أكثر أن تغلق الدائرة على ، أجيبك بأن العبرة ليست بكثرة المحيطين وانما بصدقهم وأن صديق واحد صادق خير من ألف مدع زائف ، أخبرك بأن الابتلاء أتاك ليكشف أقنعة كثيرة محيطة وقد عاينت بنفسك ورأيت بأم عينك من بقى على العقد ومن زاغ، أخبرك بأنه حتى لو بقيت وحدك فى الدائرة كما تعتقدين فإن نعمت بسلامك النفسى فذاك يغنيك عن الكل ، يا صغيرتى الله هو السلام ويهب السلام فإن مُنحتِ السلام فقد نجوت .

أتعلمين ؟

قريبا كل ذلك الوقت سيمضى وكل ذلك الوجع سيرحل وستأتى أيام نذكر فيها ذلك ، نقول حدث وحدث ، نتذاكر تلك الذكريات ونسال الله أن يبارك فى أجر الصبر فيها والرضا بها ، سنقول ابتلينا ورضينا وصبرنا وشكرنا ، منحنا الله القوة فقاومنا وأجزل لنا العطاء فعوضنا كما لم نكن نحلم أبدا ، كانت أياما ثقالا ولكن الله هونها ويسر لنا تجاوزها ، سنحكيه تاريخا لأبنائنا لنعلمهم كيف يكونوا أقوياء وأن يتمسكوا دوما بإيمانهم وأن ثقتهم فى الله لابد أن تبقى أبدا راسخة لا تتزحزح ، ألا يسمحوا للشيطان بأن يسرب إليهم اليأس القنوط أبدا .

يا صغيرتى

الشمس اليوم مبتهجة ، تلفح أشعتها أجسادنا برفق ، تلمسنا بسلام وتبث فى أطرافنا الدفء
، تنسينا برد الأمس وتمحو عنا أثار الضباب .

1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

كانت وابدا كلماتك خير العون فى هذه الرحلة الصعبه ....لا حرمنا من قلمك المبدع ومساندتك التى دوما تنجينى وجزاك الله عنى خير الجزاء