الاثنين، 6 سبتمبر 2021

لم نعد صغارا " 36 "

 

تم اخلاء المكتب من المستندات التى عليه بعض استئذان المديرة التى كانت ودودة جدا معنا ، سيدة خمسينية شقراء يعلو وجهها ابتسامة لا تفارقها ولا تخلو يدها من حبات الكرامل وكذلك مكتبها عليه علبة مملوءة بالبونبون بخلاف الأقلام والأدوات المختلفة والتى تم استخدامها بالفعل فى العمل .

أحضروا المستندات المطلوبة وتباعا كان يتم توفير ما يطلب وما لم يكن متوفرا كنا نسجله على ان يكون متوفرا غدا حتى لا يتم تعطيل العمل وشغلنا بعملنا حتى انتهى النهار .

أغلقنا حواسبنا وجمعنا أشياءنا وانطلقنا مغادرين المبنى ،  ركبنا السيارة ، نحاول أن نسير على هدى الأمس وعندما اختلطت علينا الأماكن شغلنا الGPS مجددا ، ركنا السيارة واشترينا حاجاتنا من المتجر ، اغتسلنا وصلينا وأجرينا بعض تليفونات الاطمئنان على الأسرة ، وقت قليل فى الشرفة نستنشق بعض الهواء وتفكير فى كيفية قضاء الوقت المتبقى لحين قدوم رسل النوم .

يقلب صاحبى فى هاتفه كعادته يبحث عن أماكن للزيارة واماكن للتجول وأماكن لقضاء الوقت ، يعرض على أشياء كثيرة ، يقول ان الوقت متأخر لترتيب رحلات سفارى أو ما شابه ذلك ، نبدل ثيابنا وننزل ونترك اختيار الوجهة لما يتيسر لنا .

ننزل الى الشارع ، نقود السيارة ، نقرر التوجه الى متحف الاحياء المائية وعندما وصلنا الى المكان كان على وشك الاغلاق فلم نتمكن من الدخول ، نعود مجددا نسير فى الشوارع والمناطق المختلفة ، نزلف من مكان لأخر ، نبحث عن البحر ، يختفى خلف الفنادق والنوادى التى حصلت على حصلت على امتياز المناطق المطلة مباشرة عليه وبالتالى لا سبيل للاستمتاع بالبحر فى المدينة الا من خلال ارتياد تلك الأماكن ، نعود الى مكان اقامتنا نركن السيارة ونقرر مواصلة البحث لاستكشاف المنطقة على أقدامنا ، نجد صاحب الأمس يمر بسيارته فيتوقف لنا ويشير أن تعالوا معى ، يدور بالسيارة ويمر من شارع الممشى الى مسافة طويلة فيه ويخبرنا أن البحر خلف كل تلك الأبنية التى عن يميننا وأقرب نقطة له من خلال هذه المقاهى ، ثم يزلف بنا الى شارع " شيرى " ، ندخل من شوارع جانبية متفرعة الى أن نجد مكانا يركن فيه سيارته ، شكرناه واستئذناه أن يذهب هو كى لا نعطله أكثر وأرشدنا الى كيفية العودة الى مقر اقامتنا .

شارع سياحى يتوسط المدينة ، يرتاده زائروها والقادمون اليها من شتى بقاع الدنيا خاصة وأن هناك العديد من الفنادق والمنتجعات الحاصلة على تقييمات عالية تقع بالقرب منه ، تكثر به البازرات والمحال التى تستهدف السواح بشكل خاص ، تحول الى ممشى مميز وأصبح قبلة للجميع ومتنزها آمنا للأسر والسواح على السواء ، أغلق فى طريق السيارات وأقيمت به العديد من الأكشاك الأمنية وأنشئت به الحمامات العامة وزينت مداخله ببوابات جميلة وزرعت به الأشجار التى أحاطت الممشى من جانبيه فأضفت على المكان سحرا خلابا ، أقيمت به كافتيريا وأماكن للجلوس ومسارات للمشاة ، فضلا عن المطاعم والمحال ذوات السماء الرنانة المنتشرة فى أرجائه .

تجولنا بعض الوقت فى الممشى ثم دخلنا الى مطعم على ناصيته ، المطعم مزدحم فى طابقه الأرضى فصعدنا الى الطابق العلوى ، فاصل من الزجاج يحول بين الجالسين بالمطعم وبين المارين فى الشارع الرئيسى ، الأضواء مبهرة ، مصابيح تلمع كالنجوم ، تناولنا غداءنا ونحن نرقب السيارات والمتجولين بجانبنا .  

1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

الله على كل تفصيلة فى هذه المدينة ....الله على كل كلمة بتكتبها كأنك بترسم بها الشوارع ومعالم المكان ...الله على الطريقة والوصف والكلمات ....ما أنداها والله مفيش كلام فعلا يتقال كفايه ان أى شخص يقرأ بيرسم صورة فى خياله للأماكن دى ....بوركت ما شاء الله والله