الاثنين، 20 سبتمبر 2021

لم نعد صغارا " 37 "

 

ننتهى من طعامنا ، نغادر المكان ، نقف على الناصية ، نشير الى أول سائق ، نخطره بوجهتنا ، يقطع بنا الشوارع والطرق ، يحاول تخطى الأخرين ، حتى كدنا نصطدم بأحدهم ولكن الله سلم .

نصل الى وجهتنا ، نترجل من السيارة ، الوقات لازال باكرا ، نواصل السير فى الشوارع ، نطالع تفاصيل الأبنية ، عادات الأشخاص ، نتجه يمينا ، نسير فى الممشى مسافة طويلة حتى خلا المكان من الأشخاص ، ولكن الأبنية لا تنتهى ، نعود وننعطف يسارا سالكين طريقا أخر ، أبنية خاصة كبيرة المساحة تحيطها أسوار وحراس امن ، يضعون مقاعدا ويلتفون حول بعضهم وبالقرب منهم كلاب تلهث وأمامهم حواجز حديدية ، تسحب إحداهن جروها وتسير كأنها تتقافز ، الأضواء تحد من شدة الظلمة ، الشوارع متسعة ، نتخطى رصيف الى رصيف ، نحاول تبين وجهتنا ، أى مسلك قريب يوصلنا الى حيث نقطن ، مجددا نبحث فى خرائط جوجل ، سيارة تمر مسرعة ثم صوت المكابح يصرخ ومعها رائحة الاحتكاك بالطريق ، مستشفى تحت التجهيز ، بنايات ضخمة خالية من البشر ، نلمح ماركت نتبين اسمه نظنه ذلك القريب منا ثم اتضح انه فرع أخر له ، ننتهى الى تقاطع نتوقف عنده نلتفت يمينا ويسارا حتى بدت لنا وجهتنا ، انعطفنا يمينا وسلكنا الممشى الفاصل بين جانبى الطريق حتى وصلنا ، صعدنا الى مبيتنا الصغير ، بدلنا ثيابنا ، التلفاز كالعادة وشاى يجهز ، أخرج حاسوبى وأخرج الى الشرفة وأواصل مشاهدة " ما وراء الطبيعة " ، أصوات تأتى من الشقق المجاورة ، الكثير فى شرفاتهم يمارسون عاداتهم ، يغلبنى النعاس ، اغلق الحاسوب وأدخل الى الغرفة ، اطفئ الأضواء وأستلقى على السرير .

أصحو عند الفجر ، أصلى وأقرأ ، أحاول أن أنام فلا أتمكن ، أمارس بعض التمارين الرياضية ، أزيح الستائر ، أرقب حمام السباحة ، القطة كعادتها تحاول شرب الماء ، البعض يخرج مبكرا ساعيا الى وجهته ، السكون يعم ، والشمس لازالت نائمة خلف السحب ، المكان خالى من الأشجار ربما لهذا غاب صوت طيور الصباح ، يمر الوقت ، نجمع أشياءنا ونعد حقائبنا جيدا ، ونزيل بقايا الطعام من الثلاجة وننظف المكان جيدا ونعيده كما كان ، نغلق الشرفة ونطفئ الأنوار وننزع فيشة الثلاجة والميكروويف ونحمل كيس القمامة معنا ، نغلق باب الشقة جيدا ونلقى القمامة فى الصندوق على يسار المدخل ، نودع حارس الأمن ، نراجع السيارة جيدا ونزودها بحاجتها من المياه ونسرع الى وجهتنا نود الانتهاء باكرا اليوم حتى نعود الى مدينتنا مجددا ، على عجل بدأنا العمل ، وزعناه جيدا بيننا ، نقاط محددة ومستندات معينة طلبت صورة منها ، قائمة بالملاحظات والأشياء المطلوب تجهيزها وإرسالها لنا ، الظهر أذن والوقت يجرى ، شكرناهم على حسن الضيافة واستئذناهم فى المغادرة بعد ان سلمناهم مفتاح الشقة ، ركبنا السيارة ودرنا بها للخلف ثم انعطفنا يمينا مستقلين طريق العودة .

1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

حمدا لله على سلامتكم .....حتى وانت بتسرد سردك فوق الرائع سرد بسيط سلس ممتع ودقيق يجسد كل الصورة من أحداث وأشخاص وأماكن ....بورك هذا القلم وبورك كاتبنا الموهوب