السبت، 11 سبتمبر 2021

ضحكتك فيها كهربا

 

الظلام خائف ، يجثم على حافة الليل برفق خشية أن ينتبه له ، يشمه بلسانه كأفعى ، ثم يتوغل فيه بخفة كـ حلم .

الأصوات تشطر الصمت ، تفرق بين عراه ، وتفجر مسامه ، فيصدح منها النغم ، كلمات تعزف ، يتردد صداها ، لحن وغنوة .

الصوت هذه المرة كان صوت زغاريد ، أصوات النساء كتصفيقهن يجذب بعضه بعضا ، النساء تزغرد وكذا أبواق السيارات ، أيقظ الضجيج الكلاب فارتفع عوائها مشاركا فى العُرس ولا عجب أن تسمع صياح الديوك أيضا ..

تدافع السيارات ، يُحدث زوبعة من الغبار والأتربة ، تقتحم أنفك عنوة ، كل شئ يحدث فجأة وبسرعة ، تكون جالسا تناجى قمرك وترقب الظلمة التى تتسرب كأنها سجين يفر من سجنه وفجأة : المنطقة التى كانت مٌغلفة بالعتمة تحيلها مصابيح السيارات الى نهار وكأن السجين شوهد وهو يفر فانطلقت صافرات الانذار فأسرع نحوه الجنود فأُمسك به وأُسر، الصمت حمل أمتعته وأختبئ فى كوخه ، صليل المفاتيح واصطكاك الأبواب ...

قمر آفل ونجوم غائبة وسماء حزينة وفتيات ضحكاتهن رنانة ، تسمع لحديثهن دويا كـ طنين النحل .. خادمات يسرين عن ملكتهن ...

لا أعتقد أن النساء فى حاجة إلى موسيقى ، يكفى فقط أن يجتمعن وتتفق أصواتهن ، قطعا ستسمع ألحانا بديعة ، فرحة و شجية ، هادئة وصاخبة ، ثم ينشر السكون جنده ويفرض سيطرته فلا تسمع إلا الهمس ... وسعال عجوز يدخن بشراهة ، وأطفال وكأن الليل انشق عنهم فخرجوا يجرون خلف كرتهم ..

يتحدثن ، يحكين أحداث الليلة حتى لا يفوت على إحداهن ما رأته الأخرى  ، فستان العروس يكشف أكثر صدرها وعندما حملها العريس ودار بها ظهر "اللانجيرى" الأبيض ، عن فلانة التى كانت ترتدى ملابسا فاضحة أكثر من اللازم ، عن التى كانت ترقص " فاكرة نفسها صافيناز " فيتقافز نهداها امامها حتى أوشكا على الخروج مع صوت الجاسمى ضحكتك فيها كهربا ....، وبنبرة خبيثة واضح أنها لم ترتدى سوتيانا عمدا لتلك اللحظات ، عن نظرات الرجال التى كادت أن تنخلع على صدرها ومؤخرتها ، عن الغيرة التى بانت فى عيون صاحباتها فقفزن بجوارها كى لا يدركن حظهن من العرض ... وبنبرة خبيثة  " مش طبيعى يا حبيبتى " .

عن العريس وأنه كان يستحق من هى افضل منها ، عن وسامته ومكانته ، عن عائلته وثروته ، عن النادى الذى أقيم به العرس ، عن أصدقاء العريس الذين أحاطوه وكانوا يرتدون ملابسا خاصة جهزوها لهذا العرس ، عن الأغنية التى رددوها سويا ، " كان هيموت على بنت أختى بس باباها موافقش .... عنده لها عريس أحسن ".

 عن الجاتوه الذى كان ينقصه السكر والشيكولاته التى ينقصها الكاكاو والمخبوزات التى كان ملحها قليل ، عن مفارش المناضد التى لم تكن نظيفة بما يكفى ، عن الست وأبنائها الذين كانوا يلتهمون الطعام إلتهاما ، عن المشروبات التى لم تكن باردة .

النساء يستطعن الإتيان بكل المشاعر والأحاسيس فى نفس اللحظات ، ينتقلن من ذم الى مدح ، ومن سب إلى قبلات وأحضان ، ومن بكاء الى رقص وفرح ، لسن منافقات ولكن طبيعتهن كذلك ، تغلبهن عواطفهن فيندفعن بالكلية الى اى شئ يتحدثن فيه فتنهمر الكلمات والمشاعر دفعة واحدة .... الليلة كانت حلوة قوى يا عمو ربنا يفرحكم بأخواتها يارب ، كانت أجمل عروسة ولو لف الدنيا مش هيلاقى فى ضفرها ...

انتهى الحوار بضحكات "مشبعة بالرغبات" أيقظت كل المنطقة وأيقظت الشهوة لدى البعض وأحضان وقبلات وتمنى أن يدرك الفرح جميعا قريبا ...

1 رأيك يهمنى:

Asmaa Latif يقول...

هههههههههه 😅😀😀😅😀😅😀 ....بصراحه ابدعت تألقت تألقت ازاى قادر توصل للوصف بالدقة دى .....موووووووهوب مووووووهوب مبدع حقيقى كل دا بيحصل فعلا 😀😀😀😀